بمناسبة عيد الإستقلال: لبنان من الإحتلال السوري إلى الإحتلال الروسي

غسان زيدان (الأنباء)

ﻻ فرق بين النظامين الروسي والسوري فكلاهما يحكمهما الديكتاتور. ففي روسيا نظام “دب” قيصري وفي سوريا نظام “متوحش”. وكلاهما يتألفان من ذات اﻷحرف ر و س ي – س و ر ي وهذا وجه شبه آخر قد يفسر سر تصرفاتهما الديكتاتورية اللاأخلاقية الوحشية المتشابهة.

وجديد النظام الروسي، هو إنتهاك أجواء لبنان ومياهه الإقليمية بحجة إجراء مناورات عسكرية ومن دون التنسيق مع الدولة اللبنانية، فعلا يا له من تجاوز يعتبر سابقة خطيرة خاصة وأنه صادر عن دولة عظمى وهي عضو في مجلس اﻷمن. وعدم التنسيق مع الدولة اللبنانية قد يكون مرده إلى الوضع الداخلي السياسي المأزوم والهش في لبنان.

فاللبنانيون الذين ينتهكون حرمة الدولة ويستبيحونها ويعطلونها ويرجمونها بالججارة كل يوم، هم أكثر بكثير من الذين يحمونها، ولربما لهذا السبب أيضا تشجعت روسيا وإستباحت أجواءنا فهي تعرف مسبقاً أنه إذا خرج سيد حر كوليد جنبلاط يعترض على هذا الإجراء سوف يخرج مئة عبد ذليل خانع تافه سافل تعود إستجداء اﻷنظمة المتوحشة ليؤيدهم، ويتهجم على السيد. ولكن يبقى السيد سيدا ويبقى العبد عبداً.

ولن يرضى السيد لنفسه عيشة العبد كما لن يتمكن العبد أن يكون سيدا ذات يوم، وذلك أن السيد هو سيد بالوﻻدة والعبد هو عبد خانع تافه وبالوﻻدة أيضا.

وبالمناسبة نسأل. أين هم الممانعين والمقاومين والسياديين والاستقلاليين؟ أم أنه الرفيق بوتين؟ وان ذلك غير مشين وغير مهين؟ أم أنهم ما عادوا لبنانيين بعد أن باتوا موالين مطبلين مزمرين مهللين؟ طبعاً فهم المنتفعين ولو أن ما يجري في سوريا من سفك لدماء الملايين وتدمير للحضارة والتاريخ وقيم الدين.

وما يجري اليوم في لبنان إنتهاك لحرمة الوطن ولحرمات اللبنانيين. طبعاً، لن يرف لهم جفن فهم باتوا غير معنيين. وبالمناسبة نبارك لهم رفاقيتهم هذه اﻷنظمة البائدة المتغطرسة والبالية والتي هي على شاكلتهم.

ولربما أيضا أن النظام الروسي شأنه شأن النظام السوري، الذي يعتبر لبنان محافظة من محافظاته ويجب أن تبقى تحت سيطرته وذراعه فيها ممدودة. فلذلك لم يقم إعتباراً للبنان الدولة وتصرف وكأنه في بيته وعلى أرضه، ويا لها من وقاحة وحقارة فاقت كل وصف.

عشتم وعاش لبنان سيداً حراً بوجود قادة أحرار كوليد جنبلاط. يقول كلمته ويمشي، ولو على حد السيف ولو كانت كلفتها عالية وهو المعروف بعلاقته التاريخية مع روسيا كدولة صديقة للحزب التقدمي الإشتراكي ولكن ذلك ﻻ يمنع من قول كلمة الحق.

ومن اﻵن وحتى الاستقلال الفعلي. كل إستقلال والشعب اللبناني بخير.