دموعهم فرنسية.. آخ يا وطني!

بقلم لارا ابو سعيد

انا اليوم اشكو من مواطني بلادي والعشوائية الفكرية التي ما لبثت أن إنتشرت بيننا وخاصة في ظروفنا الحالية التي تبعث الالم داخل كل لبناني متأصل واعي الفكر والاخلاق والثقافة…

اشكو قهرا واتألم من مذلة عبارة “كلنا للوطن” عندما اسمعها من شفاههم المتربصة للحقد الفاقدة للمنطق والتحليل السليم والعالقة بالتصرفات المهينة…

أتأسف عندما أرى أبناء بلادي الذين وقفوا حزناً واسفاً للفرنسيين والدولة التي كانت تمارس انتدابها المؤلم على لبنان. وكأنهم قد نسيوا قسوة زمن فرنسا في لبنان وخبث وسطوة حكمها طيلة تلك السنوات. وهي ما خرجت من لبنان قبل أن تزرع فيه هذا النظام الطائفي المقيت حتى ما زلنا  نعيش بأفخاخ تفكك النسيج الاجتماعي.

..لا نتمنى الا الخير لفرنسا ولكل بلاد العالم ولكن، هل يجوز ان نتضامن مع فرنسا أكثر من لبنان؟ هل نبكي ضحاياها أكثر من ضحايا لبنان؟! ألم يدفع أجدادنا ثمن الاستقلال عن الانتداب غالياً بالدم والمال؟ فهل تبكون ضحايا دولة كانت تحتل أرضنا أكثر من ضحايا وطننا وتحت عبارة “كلنا للوطن” وفي عيد الاستقلال؟!

أكتب هذا الكلام بألم، ولا أجد تعبيراً أبلغ من عبارة  “تصبحون على وطن”؟

…أسفي يا لبنان الثقافة والانفتاح على مواطنيك اليوم، فقد انجرفت آفاق افكارهم الى البعيد لدرجة انهم قد نسيوا كم طال عذابك قبل استقلالك من طغيان الدولة الفرنسية..! لقد تغاضوا عما جرى وما زال يجري! ولا يحفظون من آلام التاريخ الا حقدهم على بعضهم بعضاً..!!

أسفة يا وطني، فالتاريخ يعيد نفسه لأن الهوية اللبنانية لا تحمل سمات المواطنية والانسانية الحقة! أتساءل فقط، هل سيأتي اليوم الذي سنؤرخ فيه مستقبلاً مزهراً؟!