ماذا ستقول ميريام سكاف الأحد المقبل؟

بقلم سمير منصور

(*) ترحب أسرة “الأنباء” بإنضمام الصحافي المخضرم الأستاذ سمير منصور الى كتابها وتتطلع مع القراء الى متابعة مقالاته وتحليلاته الأسبوعية.

تبدو السيدة ميريام سكاف مدركة تماماً حجم المسؤوليات التي تنتظرها في إطار استكمال مسيرة زوجها الراحل، ان على الصعيد الزحلي – البقاعي او على الصعيد الوطني، وتعتبر تلك المسؤولية بمثابة أمانة وضعت بين يديها في لحظة انسانية مؤثرة لم تكن تتمناها، اذ تلقتها منه وهو على فراش المرض عندما كان في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، يقاوم المرض بقوة وعزم وايمان، وعندما بدأ يستشعر خطورة الوضع بعد مرحلة تحسن اعادت بعض اﻷمل، قبل اﻻنتكاسة التي آلت الى النهاية. كان ﻻ بد من بعض الكلمات والتي كانت قبل كل شيء “المحافظة على محبة الناس وان تدخلي الى قلوبهم بالمحبة وباستمرار هذا البيت مفتوحا امامهم كما جرت العادة على مر السنين والعهود. هؤﻻء هم اهلنا، وهم اساس كل عمل سياسي”.

ميريام سكاف

بسيطة وفي منتهى التواضع تبدو تلك السيدة اﻻنيقة وصاحبة الشخصية القريبة والمحببة، هي اﻵتية من بيت سياسي عريق، “البشرانية” الشمالية الآتية من أحد معاقل المارونية السياسية الشعبية، دخلت قلوب أبناء عاصمة الكثلكة بسرعة قياسية منذ اﻻحتفال الشعبي يوم زفافها عروسا دخلت مع الحبيب الى زحلة كالفاتحين.. وها هي تلك العلاقة تتعمد مرة جديدة بالكثلكة التي اعتنقتها تأكيداً على استمرار المسيرة في البيت الكاثوليكي العريق.

سكاف

لم تفاجأ ميريام سكاف بمحبة الناس فقد عايشتها منذ ان اصبحت من اﻷسرة الزحلاوية البقاعية الكبيرة. ولكنها فوجئت بحجم التدفق الشعبي الهائل الذي اغرقها بالمحبة وأعطاها زخماً أكبر “بوصلة الرأي العام ﻻ تخطىء”، المحبة هي المحبة، هؤﻻء الناس اﻷوادم والمحبون لم يأتوا بناء على دعوة من أحد، بل اخذوا المبادرة بملء ارادتهم وعبروا عن محبتهم التي تزيد من حجم المسؤولية الملقات مع عاتق “النجمة” الجديدة  في عالم السياسة، وهي مع كل حال لا تبدو جديدة  أبداً، فقد سجلت في فترة قياسية مروحة اتصالات ولقاءات شملت الجميع من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، وكان آخرها مساء الاثنين في اليرزة مع وفد قيادي من حزب بارز، وكل ذلك على قاعدة “على مساحة واحدة من الجميع” التي تشكل عنواناً لعملها السياسي.

سكاف والعائلة

يسعدها جداً ان الكلمة الأكثر تداولاً في الحديث على ايلي سكاف بعد وفاته، كانت “الآدمي” وتعتبرها وساماً يوضع في صدارة البيت العريق. وها هي تضع الخطوط العريضة لكلمة ستلقيها في ذكرى الاربعين قبل ظهر الاحد المقبل، وعنوانها الدائم: “المصلحة الوطنية العليا والانحياز فقط الى الوطن”.

وأما عن التحالفات الانتخابية، فترى انه “من المبكر الخوض فيها … سامح الله من سارعوا الى استثمار وفاة ايلي سكاف لغايات ومآرب شتى على قاعدة الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة وبعضهم ذهب بعيداً في الرهان على اقفال هذا البيت، ولكنه سرعان ما اكتشف السقوط المدوي لرهاناته.

سكاف وزوجته

وأخيراً، تعتبر ميريام سكاف انها مؤتمنة على مرحلة انتقالية عنوانها استمرار البيت العريق مفتوحاً، ورعاية جوزيف وجبران، تحت هذا العنوان.

هكذا تبدو باختصار “النجمة الجديدة” على الساحة اللبنانية، وهي اطلالة محببة وربما ستكون لها تأثيراتها مع المشهد السياسي البقاعي على خريطة التحالفات. من يدري؟