العرب وأميركا بين نتنياهو وباراتس

غازي العريضي (الاتحاد الاماراتية)

رئيس الحكومة الإسرائيلية الإرهابي بنيامين نتنياهو برّأ أدولف هتلر من نيّته حرق اليهود، واتهم الحاج أمين الحسيني بإقناعه وذلك في إطار حقده وتبرير ما فعله ويفعله للمستقبل وهو طرد الفلسطينيين بطريقة أو بأخرى وإقامة الدولة اليهودية بالشروط التي أعلنها أكثر من مرة!

هذا الإرهابي عيّن عنصرياً «عبقرياً» اسمه «رامي باراتس» رئيساً للطاقم الإعلامي في مكتبه. وهو يسير على خطى معلمه! قال عن الرئيس الأميركي باراك أوباما: «هو لا سامية معاصرة في الدول الغربية الليبرالية. تتجلى مع الكثير من التسامح والتفهم للاسامية الإسلامية. الكثير جداً من التسامح لدرجة أنه على استعداد لمنحهم سلاحاً نووياً! قرّر قبل أن يصبح رئيساً أن تصبح إيران حليفاً! لقد ألقى بنا تحت عجلة حافلة. فعل ذلك وعلى وجهه ابتسامة ساحرة»! أما عن وزير الخارجية جون كيري فقال: «بعد ولايته كوزير للخارجية أضمن له عملاً مزدهراً في أحد نوادي تقديم العروض الكوميدية في كنساس سيتي أو الموصل. أو حتى في سجن المهاجرين في النقب»، ووصفه بأنه «عارضة أزياء»، وقال في مجال آخر: «قدراته العقلية تذكرني بطفل في الثانية عشرة من عمره»، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل تناول رئيس جمهوريته «رؤوفين ريفلي» فنصحه بأن يبدأ ولايته بالنكتة التالية: «خذوا حماراً واربطوه 26 سنة عضواً في الكنيست عن ليكود (في إشارة مباشرة إليه)، وماذا سيكون في النهاية. إنه شخصية هامشية يستحسن أن تلقي به طائرة إسرائيلية بمظلة على مناطق تنظيم داعش شمال هضبة الجولان، لكن التنظيم سيعيده إلى إسرائيل»!

إذا كان هذا رئيس الطاقم الإعلامي لنتنياهو فماذا ننتظر؟ رغم كل موقفنا من أوباما وفشله وسوء إدارته أو تقديره وانعكاس سياساته السلبية ضدنا، وهو الذي وقف دائماً إلى جانب إسرائيل، فقد أصبح لا سامياً في نظر «المسوّق» لسياسة نتنياهو. إنه الحقد الخطير والدلالة على ما سيفعله هذا الأخير في المرحلة المقبلة على الأقل خلال السنة المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي، وهو يترجم شيئاً على أرض الواقع ضد الفلسطينيين. وفي الكنيست الإسرائيلي في سن القوانين التي تقيّدهم وتحرمهم من أبسط حقوق الحياة وتهدّدهم بالطرد. والخطورة أن كلام «باراتس» جاء قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن بأيام. عندما تمت مراجعته بشأنها قال: «لم أطلع عليها وأدرسها». قيل في واشنطن في وزارة الخارجية أن نتنياهو وعدهم بإعادة النظر بتعيين هذا الرجل. فردّ رئيس الحكومة عليهم بالقول: «لم أقل إنني سأعيد النظر في تعيين باراتس، بل إنني سأبحث الأمر عندما أعود»!

استقبل وهو يتحداهم ويبتزهم ويسعى إلى الحصول على مزيد من الدعم المالي والعسكري والتنسيق النووي. لماذا؟ لأن مساعدين للرئيس الأميركي قالوا: «إن الرئيس سيواصل الضغط على نتنياهو حتى يتخذ خطوات لإبقاء إمكان تنفيذ حل الدولتين قائماً في أي مفاوضات مع الفلسطينيين في المستقبل»! يعني سيطلب من نتنياهو ألا يقتل الاحتمال! نعم الاحتمال. الفكرة. لا أكثر ولا أقل. وماذا سيفعل نتنياهو؟ بطبيعة الحال: سيفعل ما يفعله اليوم وأكثر فكيف إذا علم أن مساعدي الرئيس قالوا أيضاً: «أوضح الرئيس أننا لن نحقق تسوية تقوم على حل الدولتين أثناء فترة إدارته. لقد قال علناً فعلاً إنه لا يعتقد أن هذا سيحدث» ! لذلك أكد نتنياهو: «إن الوقت حان لتجاوز الخلافات العائلية. علينا الآن تقوية إسرائيل. هذه هي أفضل ضمانة للسلام»! تقوية إسرائيل الوقوف إلى جانبها على أساس أن لديها الحق في الدفاع عن نفسها، كما يقول الأميركيون، وهو وسيلة لضمان السلام! أي سلام، والأقصى مهدّد، والإعدامات تنفذ بحق الفلسطينيين في الشوارع علناً، ومصادرة الأراضي، وسياسات تسعى إلى دفن القضية الفلسطينية بالكامل؟ أميركا هي الضمانة الدائمة لإسرائيل بكل إرهابها. هي الحامي والراعي والمموّل والمسّخر كل الإمكانات السياسية والدبلوماسية والمالية والأمنية لتقويتها لتدمير السلام وليس لضمان قيامه، والإدارة الأميركية تعلن عدم قدرتها على فعل أي شيء آخر رغم ما أصابها من نتنياهو وعصاباته في قلب واشنطن وفي الأمم المتحدة، وفي إسرائيل وفي قلب مكتبه!

في ظل هذا الوضع منطق الأمور يقول: من الطبيعي أن يستمر نتنياهو في ممارسة إجرامه وحقده وإرهابه ضد الفلسطينيين وفي مصادرة المزيد من أملاكهم وبناء المستوطنات وقتل فكرة الحل الذي يكرس حقوقهم. العرب، اجتمعوا في الرياض دعوا إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لتغيير سياستها! لكن الموقف الأميركي واضح معروف؛ وهل هناك من يسمع في إسرائيل؟