الاحزاب الاشتراكية الاوروبية تعقد اجتماعا في بيروت بدعوة من الحزب التقدمي الاشتراكي

افتتح رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مؤتمر الاحزاب الاشتراكية الاوروبية الذي انعقد في فندق البريستول بحضور حشد من الشخصيات السياسية والبرلمانية اللبنانية والعربية والاوروبية تحت عنوان: “العمل معاً في سبيل قضية النازحين: خارطة طريق تقدمية للتعاون الأوروبي المتوسطي”.

بعد النشيدين اللبناني والاوروبي تحدث معرفاً جياكومو فيليبيك عارضاً لواقع النازحين السوريين في المنطقة العربية واوروبا، ثم تحدث النائب وليد جنبلاط، وجاء في كلمته: لفهم أفضل لأزمة النازحين السوريين والنزوح الكثيف وتأثيره على الدول المجاورة لسوريا وأوروبا، فإنه من الأفضل التركيز بشكل مختصر على الأسباب السياسية التي أدت إلى هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة في هذا القرن.

منذ خمس سنوات، إنطلقت التظاهرات السلمية السورية من درعا ثم إنتشرت إلى المدن الرئيسية والضواحي رافعة شعارات تطالب بالحرية والكرامة ونهاية الطغيان.

منذ خمس سنوات، كان رد النظام بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين وتنفيذ توقيفات وإعتقالات بالإضافة إلى الإضطهاد والتعذيب على نطاق واسع.

هذا كان قبل بداية الثورة المسلحة وقبل ظهور المجموعات الإرهابية مثل “النصرة” و”داعش” ومنظمات مسلحة أخرى.

منذ خمس سنوات، صدرت العديد من المبادرات السياسية لمحاولة تطبيق حل سياسي للأزمة السورية. كان هناك أولاً بعثة الجامعة العربية ثم بعثة الأمم المتحدة برئاسة كوفي أنان تلتها وساطة الأخضر الإبراهيمي.

جنبلاط في المؤتمر

منذ خمس سنوات، كانت البنود الأساسية لهذه البعثات تشمل الآتي:
١- سحب الجيش من المدن.
٢- وقف إطلاق النار العشوائي على المتظاهرين السلميين.
٣- إطلاق سراح المعتقلين وتشكيل لجنة تقصي حقائق للبحث في مصير المفقودين والذين تعرضوا للتعذيب.
٤- السماح بحرية الحركة للصحافة.
٥- دستور جديد مع تعددية حزبية بعيداً عن إحتكار حزب البعث.
٦- حوار وطني- حكومة وحدة وطنية.
٧- إنتخابات حرة.

من نافل القول أن جهود الوساطة فشلت وأن النظام رفض كل التسويات وأن حجم الدمار والعنف وصل إلى مستويات غير مسبوقة. واليوم مع التدخل الروسي، فإن النزوح الهائل للمدنيين للدول المجاورة وأوروبا سوف يخرج عن السيطرة.

ما الذي يمكن فعله من قبل الإشتراكية الأوروبية وأصدقائها في الإشتراكية الدولية؟

ما الذي يمكن فعله لمواجهة حقيقة أن دولاً أساسية في الشرق الأوسط، العراق وسوريا تنهار؟

ما الذي يمكن فعله للحفاظ على لبنان، الأردن وتركيا؟
ما الذي يمكن فعله لحماية الوحدة والإستقرار الأوروبي؟
أكثر من أي وقت مضى، فإن موقفاً أوروبياً موحداً هو حتمي لمواجهة التحديات المختلفة:
١- تركيا:
تركيا عضو أساسي في حلف الشمالي الأطلسي بين أوروبا والشرق الأوسط ويجب

أن يتم التعاطي معها بدقة حيال مخاوفها، ويجب مواجهتها بهدوء حيال تسهيلها تدفق النازحين إلى أوروبا.

أحد أبرز الهواجس التركية، إن لم يكن الأوحد، هي المسألة الكردية.

على أوروبا مساعدة الأتراك لإيجاد الحل الملائم للمشكلة الكردية، حل سلمي قائم على الإندماج. أوروبا، أو بعض الأطراف فيها، عليها ألا يتحمسوا لتشجيع أي أنشطة كردية تنتهك للسيادة التركية ووحدة أراضيها.

006

منذ بدء الأزمة السورية، إستضاف الأتراك نحو مليوني لاجىء، وهذا كان عبئاً على الإقتصاد والأمن التركي.

إنما اليوم، فإن سياسة تسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا تعرّض الإستقرار والوحدة الأوروبية إلى الخطر.

من الضروري حصول حوار صريح مع الأتراك حول النتائج السلبية المستقبلية لهذه السياسة، والإستماع إلى مطالبهم.
٢- روسيا:
من ناحية أولى، التوسع الروسي (القرم، أوكرانيا) يعرض إستقرار أوروبا للخطر؛ إنما من ناحية أخرى، عزل روسيا سيضاعف المخاوف من الطرفين ويخلق سلوك حرب باردة جديدة التي ستعرّض للخطر المصالح الأوروبية والمصالح الروسية على حد سواء.
لقد تأخر الوقت لإلغاء مفاعيل التوسع الروسي في القرم، أما أوكرانيا فإنه من الضروري التعاطي معها بإنتباه ودقة بعيداً عن فوبيا الحقد التاريخي الذي أدى إلى العديد من المآسي في الماضي.
من الأفضل الدخول في حوار، الإعتماد على صناديق الإقتراع وتعزيز التعاون الإقتصادي بدل فرض العقوبات.

أما بالنسبة لسوريا، حيث كان للروس منذ أيام السوفيات مصالح واسعة، فتبرز العديد من القضايا بعد التدخل العسكري المباشر والعديد من الأسئلة:

005
١- هل يعتقد الروس أنهم من خلال هذا التدخل الآحادي يمكن لهم الحفاظ على وحدة سوريا؟
٢- هل يعتقدون، مع حلفائهم الإيرانيين، أن إطالة عمر النظام السوري سيؤدي إلى سوريا مستقرة؟
٣- ماذا سيكون الحد الزمني الأقصى للفترة الإنتقالية، إذا كان هناك من حد زمني ما؟
٤- هل سيكرر الروس مع حلفائهم السيناريو القديم لتقرير مصير النظام؟ وهل سيعيدون هذا النوع من المسرحيات الإنتخابية كما حصل في السابق والنتيجة كانت فقط تمديد المأساة السورية.

أظن أن أسئلة من هذا النوع وقضايا من هذا النوع سوف تناقش في فيينا.
من ناحية أخرى، أظن أنه على الروس القلق حيال مستقبل أوروبا وإستقرارها ووحدتها.

إن عدم حل الأزمة السورية بالطريقة الملائمة مع مقاربة بناءة مع كل الأطراف أو القوى المعنية قد يجعل أزمة النازحين تدفع من إتجاه صعود أحزاب فاشية جديدة في أوروبا من دون معرفة أو توقع النتائج على إستقرار ووحدة وسلم أوروبا.

أخيراً وليس آخراً، فإن الأحداث الأخيرة في فلسطين، في الأراضي المحتلة، إسرائيل ١٩٤٨، وتدنيس الحرم الشريف، يؤدي إلى الإستنتاج بأن عملية السلام ماتت منذ زمن بعيد، ومعها حل الدولتين.

011

ولن أسترسل أكثر من ذلك في هذا الموضوع.

الرفاق في الإشتراكية الأوروبية: المهمة أمامكم وأمامنا صعبة للغاية لكنها تستحق أن نكافح من أجلها للتخفيف من هذه المعاناة للشعب السوري، في سبيل السلم والإستقرار في المتوسط وأوروبا ومحيطها.

وتلا النائب جنبلاط رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي جياني بيتيللا، فقال: أود اولا ان اشكر كل العائلة التقدمية في المنطقة لتجاوبها مع دعوتنا للإلتقاء مجددا لمناقشة ومحاولة رسم رؤية مشتركة وتقديم اجابات سياسية لواحدة من اكثر الازمات جدية التي تؤثر على منطقة عرضة للأزمات منذ الحروب المفتوحة في القرن العشرين. واود ان اشكر تحديد المنظمات الشقيقة لنا solidar والاحزاب الاشتراكية الاوروبية PES ، بالطبع المنتدى التقدمي الدولي، مطلق هذه الاجتماعات المفيدة. انا سعيد لأكون هنا لنتشارك همومنا وامالنا مع عائلتنا السياسية.

002
اضاف: “لقد أظهرت لنا هذه الازمة ان العولمة ليست مجرد تعبير فارغ انما هي حالة حقيقية تؤثر في حياتنا. ففي الوقت الذي تغير العولمة حياتنا وافاقنا، فان تفكيرنا لا يزال محصورا في المجال الوطني”.

وسأل: “هل نظن فعلا ان الشريط الشائك سيحول دون هروب الآلاف الرجال والنساء من الحرب؟ وهل تعتقد حقا ان الحدود الوطنية للدول هي الاجابة الصحيحة لهذه الازمة الانسانية؟ جوابي هو لا، وانا ممتن للحزب التقدمي الاشتراكي لمبادرته هذه التي ستساعدنا على التفكير دوليا”.

تابع: “على ضوء ازمة النازحين، التحدي الاكبر امامنا هو تفادي وقوع كارثة انسانية كبرى ومساعدة هذه المنطقة من خلال نظام لجوء اوروبي جدي وسياسية اعادة انتشار فعالة. فقط عندما تكون موحدة، تستطيع اوروبا مساعدة السوريين . نحن بحاجة لإستجابة مشتركة لازمة النازحين، ولبنان يستطيع ان يقدم مثالا لأوروبا، والدرس الاول من لبنان هو ان على اوروبا ان تخفف من شكواها ففي لبنان شخص من بين اربعة هو لاجىء واكثر من ثلثيهما هم من النساء والاطفال”.

004

اضاف: “هنا نثمن الضيافة اللبنانية والالتزام بتقديم الدعم للاجئين السورين الذين انضموا الى اللاجئين الفلسطنيين الذين استضافهم لبنان تاريخيا. بالنسبة لأوروبا انتم تمثلون الشجاعة والفصيلة الانسانية. واعتقد ان وقت الكلام قد انتهى. نحن بحاجة لأعمال ملموسة. ان محاكاة التحديات التي تفرضها ازمة النازحين تتطلب شراكة بين جميع الدول المعنية. هنالك حاجة للشاركة على مستوى الدول والمناطق مع المستوى الاعلى الممكن من الالتزام من قبل الدول المعنية برحية التعاضد، والمسؤولية المشتركة والتعاون”.
وقال: نحن بحاجة لدعم الدول التي تستضيف اللاجئين ماديا. المفوضية الاوروبية انشئت صندوقا دعم لسورية ولكن على الدول الاعضاء التبرع اكثر.
واكد بأن “علينا ان نولي اهتمامنا خاصا للأطفال. لا نستطيع ان نضيف الى دراما الحرب “تراجيديا” فقدان جيل باكماله. نريد للأطفال ان يواصلوا حياتهم المدرسية الطبيعية قدر الامكان لذلك اطلب دعمكم لمبادرتنا “التعليم في الحالات الطارئة” واتمنى ان توقعوا على جواز سفرنا هذا لتأمين حياة افضبل للأطفال”.

????

ورأى ان “التعامل مع هذه الازمة مسألة معقدة وليس هناك من ايجابات سهلة فكل موجة جديدة من المهاجرين تولد الخوف والرفض في الدول المضيفة.
اضاف: ضيفاتكم يجب الحفاظ عليها لمساعدتنا تجاه السورين الذين يهربون من بلدانهم نتيجة الحقد والكراهية. الجواب الوحيد لهذه المخاوف هو ان نعمل معنى فاذا انقسمنا خسرنا المعركة، بينما اذا تحدنا فسوف نربح”.
وفي الختام: “اتمنى للمؤتمر النجاح وان نستمر في شبكتنا الاجتماعية الديمقراطية”.

واخيرا، تحدث ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فقال: اشكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مبادرته التي اراد منها اوسع قدر من المشاركة العربية والانسانية مع ازمة خطيرة تجتاح سوريا والشرق الاوسط وتقلق امن العالم واستقراره .

????

واكد ان ما يهم الحكومة اللبنانية الامور التالية:

-إن اللجوء السوري الى لبنان أمر لم نتوقعه وما كنا لنستطيع ان نقدر حجمه وتفاقمه بعد ان اجتاح الدمار والقتل سوريا كلها، وعليه فإننا نتعامل مع اللجوء السوري كأمر واقع مفاجىء بكل آثاره الإجتماعية والاقتصادية والسياسية.
-إن الحكومة اللبنانية مازالت متمسكة بسياسة النأي بالنفس عن الصراع الداخلي السوري، والتي أقرتها الحكومة السابقة وأكدها البيان الوزاري للحكومة الحالية، وهي لن تنزلق على الاطلاق إلى ذلك المنزلق الخطر لما له من تأثير بالغ السلبية على البنية اللبنانية ومكونات مجتمعها الحساسة.
-إننا ندرك تماماً ان سياسة الانكار والتبرم والنزوع العنصري والسلبية لا تفضي الا الى مزيد من تعقيد الازمة التي تمر بلبنان.

008
-لقد تحمل لبنان أكثر ما تتحمله دول الجوار كلها، بل أكثر مما تحملته دول العالم، ذلك ان الاحصاءات الدقيقية تدل على وجود مليوني شخص غير لبناني يعيشون على الاراضي اللبنانية، أي ما نسبته نصف عدد الشعب اللبناني، وبهذا اصبحت الكثافة السكانية تزيد عن /750/ شخصاً في الكيلومتر المربع الواحد، وأن عدد السوريين المسجلين رسمياً في لبنان لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هو مليون وثمانية سبعون الف، في حين ان العدد الحقيقي للإخوة السوريين يتراوح ما بين /1.400,000/و/1.500,000/، مع احتمالات انتقال الصراع السوري الى صفوف اللاجئين مع ما يستدعيه هذا من اخطار على لبنان بالمعاني والمقاييس كلها.

-إن البنى التحتية اللبنانية قد اصيبت بتصدع كبير بمجرد استهلاك امكانياتها في مدة سنتين، فيما كان متوقعاً لها ان تخدم لعشرين سنة قادمة، وإن النمو الاقتصادي قد اصبح سلبياً اي ناقص (1)، والمنافسة غير المشروعة متفشية، علماً ان الدولة اللبنانية لا تحشر اللاجئين في المخيمات ولا تفرض عليهم نظماً للاقامة واماكن لها، فهم احرار في التنقل داخل الاراضي اللبنانية دون تقييد حركتهم.

-اصبحت اوروبا على تماس مباشر مع آثار الأزمة حيث وجدنا ان عشرين دولة قد اصابها القلق من هجرة مئة وعشرين الف من الاخوة السوريين، في حين ان قرية لبنانية واحدة اسمها عرسال تستقبل ثمانين الفاً.

-إن هؤلاء اللاجئين الذين يفرون من صقيع التشرد الى دفء أوروبي متخيل حتى لو كان ذلك عبر العواصف والأنواء في دروب الغرق المحتوم. لقد طال مكوثهم في هذه الظروف التي لا تليق بالانسان فراحوا يتوهمون انهم سيبلغون الدفء والأمان بأرض تتمتع بالرفاهية. ولم يكن هذا ليكون لولا أن انظمة الاستبداد قد صحرت أرضهم وسلبت كرامتهم ثم شردتهم في الجبال والوديان، وتركتهم يتدفؤون في عباءات الثلوج.

درباس

وقال درباس:”هل يستطيع من رأى الطفل إيلان في نومته الأخيرة، وكان له قلب، ان تقر له بعد ذلك عين. وإن كنتم رأيتم ذلك الطفل في مشهده الدرامي المروع فهل تخيلتم حالة الأطفال الآخرين في مخيمات اللجوء الفلسطيني وفي الشوادر العشوائية، أما آن لهذا العالم ان يبدي جدية في محاسبة التعسف الاسرائيلي واغتصاب الأرض وفي معاقبة مجرمي الحرب؟”.

تابع: “ان الاوضاع السياسية الصعبة في لبنان والتي تعرفونها جيداً قد بدأت تعاني من وطأة الوجود السوري في ظل هشاشة في البنية الدستورية فإذا استمر الضغط على هذه البنية، فعلينا جميعاً ان نتوقع ان لبنان قد يصبح شبيهاً بمفاعل ديمغرافي قد ينفجر مثلما انفجر مفاعل تشرنوبيل في القرن الماضي. عندها ستصبح السيولة والفوضى سيدتيّ الموقف، وسيدفع العالم بهذا ثمن ضعف توقعه وعدم اتخاذ الاجراءات الاحتياطية لهذه الحرب المتوحشة، مع أننا لم نكف يوماً في كل المؤتمرات عن التنبيه والتحذير والانذار”.

اضاف: “إن العالم لا سيما دول القارة الاوروبية بما يربطنا معها من تاريخ وثقافة وبحر يبتلع البؤساء بدل من ان تكون امواجه جسر تواصل ، مدعوٌ لمشاركة حقيقية مع الدول المضيفة ، لا سيما دولة لبنان بما تعانيه من صعوبات سبق أن ذكرتها. وهذه المشاركة لا تتجلى فقط بالمساعدات التي تنتابها البرودة بصورة مطردة، وإنما ايضاً بالتدخل الايجابي لاستيعاب هذه الازمة وامتصاص آثارها المدمرة”، وهذا يكون بـ :

أ-ان يضع العالم ثقله لوقف هذه الحرب وفرض حل سياسي يصون ما تبقى من العمران السوري والشعب السوري والنسيج المتنوع الغني لهذا الشعب، فلقد طال جلوس الدول المؤثرة على مقاعد المتفرجين وعندما حصل التدخل وجدناه تدخلاً سلبياً ومؤذياً وضاراً.

ب-اننا نعول كثيراً على ايجاد مناطق آمنة داخل سوريا برعاية دولية صارمة كي نقنع الأخوة السوريين بالتشبث بأرضهم بدلاً من لجوئهم الى التشرد على سطح البحر وهم يعرضون انفسهم ليكونوا اطعمة لقروش البحر بعدما هجرتهم من ديارهم قروش الجو والبر من الدواعش والشبيحة.

ج- ان الدول المانحة أو أي جهة أخرى مطالبة بالاستثمار في مناطق اللجوء السوري وفي الداخل السوري لكي يتمكن هؤلاء البؤساء من انتاج ثمن حياتهم بعرق جبينهم بدلاً من ان ينتظروا منة الصدقات التي تضمحل شيئاً فشيئاً بسبب تعب المتصدقين (المشاريع الزراعية- الانتاج الحيواني- الطاقة المتجددة- الصناعات الخفيفة والحرفية).

د- علينا أيضاً ان نكون شركاء في الاستثمار البشري وخاصة على صعيد التعليم وعلى وجه أخص لدى الأعمار التي تسبق الدخول الى المدارس لكي نستنقذ أجيالاً من المرض والبؤس والضياع، وبهذا الصدد فإنني اعلن لكم ان وزارة الشؤون الاجتماعية قد اطلقت برنامجاً بالتعاون مع اليونسف لاقامة حضانات لهؤلاء تضم فيما تضم أيضاً الاطفال اللبنانيين الأكثر فقراً، وبهذا الصدد يسرني الاعلان ان الصندوق الكويتي للتنمية هو أول شركائنا حيث ستعتمد حضانة نموذجية في منطقة عرسال، كما ان منظمة فرسان مالطا قد أبدت حماسة كبيرة لهذا المشروع، وارجو ان تنتقل هذه الحماسة اليكم لكي تكونوا دعاة له ومؤازرين ومشاركين.

وختم كلمته قائلا: “حاولت ان ألخص بكلمات موجزة موقف الحكومة، ولكنني على يقين ان ابحاث هذا المؤتمر ستتوسع وتتصدى لكل هذه البنود على أمل ان تسفر عنه توصيات ملموسة تولد شراكة البشر للبشر مما يدرء عنا وعنكم الخطر” .

وكان مؤتمر السبت قد استبق بمؤتمر يوم الجمعة للمنتدى العربي الاجتماعي الديمقراطي وتناول الوضع في المنطقة العربية.