رئيس الأحزاب الإشتراكية الأوروبية لـ”الأنباء”: لتطوير إستراتيجية شاملة لملف النازحين

التقت “الأنباء” رئيس الأحزاب الإشتراكية الأوروبية سيرجي ستانيتشيف وأجرت معه حديثاً حول التطورات السياسية الراهنة وأهمية مؤتمر الإشتراكية الأوروبية وأهمية إنعقاده في بيروت وجاء في المقابلة:

– ما هي توقعاتكم للمؤتمر المنعقد في بيروت؟

ستانيتشيف: هذا المؤتمر هو جرء من مجموعة أنشطة تقوم بها الأحزاب الإشتراكية الأوروبية لتطوير استراتيجية طويلة المدى وشاملة للتعاطي مع أزمة النازحين، إذا أردنا أن نجد حلولاً طويلة المدى وأن نقدم مقترحات لإيجاد حلول نهائية علينا أن نفهم ما هو الواقع الميداني على الأرض وأن نتحدث مع الأشخاص الذين يعملون مع النازحين بشكل يومي.

 أوضاعنا اليومية في أوروبا مختلفة كثيراً عما هي في لبنان، فواحد من خمسة أشخاص من لبنان هو لاجىء لذلك من المهم أن نفهم كيف يؤثر ذلك على المستوى الإقليمي وهذا المؤتمر يقدم للأوروبيين الديمقراطيين الإجتماعيين فرصة مناقشات لتبادل الخبرة مع الشركاء العرب، مع وكالات الأمم المتحدة، والمجتمع المدني للعمل على الأرض وهذا ليس المؤتمر الوحيد، هو منتدى للنقاش للتعلم من الخبراء في الشرق الأوسط وللإستماع إلى النازحين في لبنان والمشاكل التي تواجههم وكيف نستطيع أن نساعدهم.

– هل تتوقع حلولاً قريبة للأزمة السورية؟

ستانيتشيف: جميعنا يريد إنتهاء الحرب في سوريا وكل يوم إضافي من النزاع هو ضرر إضافي نحن ندعم الممثلة الأعلى للإتحاد الأوروبي “فيديريكا موغريني” بمشاركتها في أعمال الأمم المتحدة لدعوة اللاعبين على الطاولة ومحاولة إيجاد حل نهائي، كما نشجع الأطراف الأساسية خصوصاً: السعودية، روسيا، إيران، تركيا، والولايات المتحدة لتحديد مساحة مشتركة ضرورية لإطلاق حل إنتقالي سياسي والعمل على إذار للسلم في سوريا كما في اليمن والعراق ونأمل أن تكون مثمرة في الأشهر المقبلة.

– كيف تنظرون إلى قدرة لبنان على التعاطي مع مليون ونصف نازح على أراضيه، وكيف يمكن لأوروبا أن تساعد؟

ستانيتشيف: الواقع أن وجود شخص من أصل خمسة من سكان لبنان هو لاجىء من سوريا يظهر لنا الحد غير المعقول الذي يمكن من خلاله لبنان أن يتعاطى مع النازحين من سوريا.

إن جهود لبنان تتفوق على جهودنا في أوروبا بشكل هائل، وإذا ترجمنا ذلك إلى واقع دولة أوروبية فإنه سوف يعني ١٣ مليون لاجىء سوري لفرنسا، أو ١٦ مليون لاجىء سوري لألمانيا، وتأثير ذلك لا يمكن التقليل منه ولذلك نهنىء حكومة وشعب لبنان على هذا لأن حصول تغير سريع من هذا النوع لا يمكن أن يمرّ من دون نتائج معينة.

الإتحاد الأوروبي قدم نحو ٥٠٠ مليون يورو من الدعم للبنان منذ بداية الحرب السورية الذي خصص لتحسين السكن، الطبابة، ومساعدة الأكثر حاجة من النازحين. إنما طبعاً هناك الكثير من الإضافي الذي يمكن القيام به وهو الذي أناقشه مع شركائنا العرب في الحزب التقدمي الإشتراكي والمنتدى العربي الديمقراطي الإجتماعي، وأستطيع القول بأننا على قناعة بأن أوروبا يجب أن تضاعف قدراتها للهيئات المحلية لتستطيع أن تواكب هذا التحدي بشكل أساسي ويجب أن نواصل عملنا مع الممثلة السياسية العليا للخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني لانهاء النزاع ومساعدة الناس الذين تركوا بيوتهم على أمل العودة إليها في الدرجة الأولى.

– كيف تنظرون إلى التطورات التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط؟ وكيف سيؤثر ذلك على العلاقات المستقبلية مع الإتحاد الأوروبي؟

ستانيتشيف: إن الصراعات القائمة في اليمن والعراق مقلقة جداً، الإتحاد الأوروبي بذل جهوداً مكثفة لدعم تأسيس حكومة الوحدة في ليبيا ولكننا متفائلون بحذر، الشرق الأوسط الذي يضم في تركيبته السكانية نسباً عالية من الشباب لديه قدرات غير معبّر عنها وهو يشكل أهمية كبيرة للإتحاد الأوروبي.

 للأسف الحروب، الفقر، البطالة تشكل مادة جذب بالنسبة للقوة المتطرفة. وبالنسبة لنا كديمقراطيين إجتماعيين نحن نعتقد أن الإتحاد الأوروبي يجب أن يواصل الإستثمار والتعاون مع الشرق الأوسط لتأمين نمو إقتصادي وتجديد الفرص أمام الشباب في هذه المنطقة ونحن سنستمر في العمل مع شركائنا العرب لتقديم حلول سياسية ناجعة للكثير من النزاعات الدامية الحاصلة في هذه المنطقة.