التقدمي افتتح مؤتمر المنتدى الديموقراطي الاجتماعي العربي

افتتح الحزب التقدمي الاشتراكي المؤتمر الخامس “للمنتدى الديموقراطي الاجتماعي العربي” في فندق “البريستول”، بعنوان “نحو حركة ديمقراطية اجتماعية موحدة في العالم العربي”، في حضور النائب علي بزي ممثلا الرئيس نبيه بري، النائب غازي العريضي ممثلا رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، القيادي في “التيار الوطني الحر” بسام الهاشم ممثلا العماد ميشال عون، النائب نوار الساحلي ممثلا كتلة “الوفاء للمقاومة”، الوزير السابق يوسف سعادة ممثلا رئيس تيار “المرده” النائب سليمان فرنجية، النائب جوزف المعلوف ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، النائبين علاء الدين ترو وهنري حلو، محمد المهتار ممثلا رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان، طوني انطونيوس ممثلا النائب نعمة طعمه، افيديس كيدنيان ممثلا حزب الطاشناق ومفوض العلاقات الدولية في حركة “فتح” نبيل شعث.

كما حضر عضو اللجنة المنسقة للمؤتمر ونائب مفوض العلاقات الدولية في حركة “فتح” حسام زملط، مفوض الحكومة في مجلس الانماء والاعمار وليد صافي، مدير عام سكك الحديد والنقل المشترك زياد نصر، مفوضو: الشؤون الخارجية في التقدمي زاهر رعد والاعلام رامي الريس ومفوض الشباب والرياضة صالح حديفة والشؤون الثقافية فوزي ابو دياب والشؤون النسائية وفاء عابد ومفوض العمل عصمت عبد الصمد والاقتصاد رفيق عبد الله، اعضاء القيادة في التقدمي: ناصر زيدان، خضر الغضبان ، سرحان سرحان وبهاء ابو كروم، اضافة الى ممثلين عن المنظمات الدولية ووفود من فلسطين، الجزائر، مصر، تونس، المغرب، البحرين، كردستان وسوريا.

????

زملط
وألقى زملط كلمة قال فيها: “نحن كلجنة منسقة نشعر بأن هناك مشوارا طويلا جرى قطعه نحو بناء تجمع ديمقراطي اجتماعي حقيقي في العالم العربي، بدأنا منذ اقل من ثلاث سنوات واليوم نلتقي للمرة الخامسة لنتناقش في ما بيننا كيف لنا ان نؤسس ونبني ونستمر في بناء حركة عربية تؤمن بمبادىء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.

101
أضاف: “خرجنا من رحم الربيع العربي وخرجنا في توقيت كانت الشعوب العربية واضحة في مطالبها وطموحها، أملنا منذ البداية أن يتشكل ولاول مرة في تاريخنا اتحاد حزبي سياسي قائم على اساس المبادىء المشتركة، لا الديانات ولا الخلفيات ولا اللغات. ولكن علينا جميعا ان نقف اليوم ونفكر جليا في الصورة والمشهد الذي يزداد تعقيدا يوما بعد اليوم، هناك تحديات جسام يجب ان نأخذها بالاعتبار، هذا الربيع الذي انتظرناه طويلا هزم والهزيمة لا تعني نهاية الحرب ولكن هناك معركة تم حسمها ليس من قبل ملايين الشباب والشابات الذين خرجوا في كل مكان، بل تم حسمها من قوات ومجموعات اكثر تنظيما، وستأتي معارك اخرى، انما علينا كمنتدى عربي ان نفكر جليا في هذا التحدي الاساسي وفي كيفية تراجع نفوذ أحزاب مشتركة معنا في التمثيل السياسي في بلادنا المختلفة”.

واشار الى ان “هناك ايضا فرص حقيقة امام هذا المنتدى وامام احزابنا وامام الفكر التقدمي الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، وكي تستمر هذه الفرص يجب استمرار الحراك الشعبي في كل مكان وتسارع وتيرته خصوصا في هذه المدينة الرائعة وهذا الشعب المتجدد، الشعب اللبناني، وهو ما يحدث في كل العالم العربي”.

وختم: “جئنا من فلسطين التي تعلن للمرة الالف انتماءها الى التيار التقدمي التحرري واشتباكها مع كل قوى الظلام واساسها اسرائيل والمشروع الصهيوني”.

العريضي
بدوره، قال العريضي: “ليس غريبا ان يدعو الحزب الذي نتوجه اليكم بالشكر باسم رئيسه وليد جنبلاط الى مثل هذا اللقاء في مثل هذه المرحلة بالذات، نحن حزب نشأنا على عروبة وتأكيد الانتماء العربي لهذا الوطن، ونشأنا على هدي ونهج وفكر وعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي كان ابرز الداعين الى حركة عربية ديمقراطية اجتماعية انطلق فيها من لبنان الى كل رحاب هذه الامة وصولا الى الانسانية بفكر وعقل واسعين، لانه كان يؤمن بأن الانسان في النهاية هو الغاية وبالتالي كان يبحث عن عدالة اجتماعية ثابتة دائمة موجودة في كل مجتمعاتنا وبيئاتنا”.

أضاف: “نتمنى لمؤتمركم النجاح ونأمل الخروج بتوصيات نذهب الى تنفيذها آخذين بالاعتبار الظروف التي تحيط بنا وبواقعنا العربي المأزوم الاليم، لكن على الاقل من جهتنا نحن مصرون في الحزب على ان نعطي كلمة العربي البعد الحقيقي، وكلمة الديمقراطية بعدها الحقيقي، وكلمة العمل الاجتماعي بعدها الحقيقي ايضا. ما نراه في العالم العربي مرعب يهدد مصيرنا جميعا، هناك حال من التمزق والتشتت تكاد تدمر كل شيء في كل مكان، وزنار النار يحيط بنا من كل الجهات، والخراب والدمار في كل مكان، دول ومؤسسات تدمر، تراث انساني يدمر، هجرة ونزوح، وكأن الامة اصبحت أمه هجرة ونزوح، هذا امر يبدو وكأننا لا نزال في بداياته. وعندما نسمع ما سمعنا منذ ايام عن توقعات وقراءات من اجهزة مخابرات العالم الكبرى ان هذا الشرق الاوسط لن يعود كما كان وان سوريا والعراق لن يستعيدا حدودهما واننا امام متغيرات جعرافية وسياسية كبيرة في المنطقة، نتذكر ما قرأناه نحن عندما قلنا منذ البداية وكأننا في بدايات هذا القرن امام مشروع لتثبيت وعد بلفور وتعديل سايكس بيكو، والمشكلة هي هنا”.

وتابع: “سبق وقلنا مرارا، لقد كبرت القضايا واصبحت فلسطين ام القضايا في آخر الاهتمامات، لكننا في الحزب لن نتخلى يوما عن الالتزام بهذه القضية الاساسية والتي هي اساس كل ما جرى ويجري في المنطقة اضافة الى ما نشهده وما تسببت به انظمة القمع والاستبداد والتحكم والتسلط في كل انحاء هذه المنطقة. لذلك في هذه اللحظة بالذات، لا اقول نعود الى فلسطين بل يجب ان نبقى في فلسطين لتبقى فلسطين في ذاكراتنا حية وهي القضية الام والقضية الاساس. وبكل تواضع اذا تحدثنا عن فلسطين فإن تاريخنا وراءنا وحاضرنا ثابت ولا نتطلع الى المستقبل دون ان نرى فلسطين ونحمل قضيتها. نحن حزب شهيد فلسطين والقضايا العربية والعدالة الاجتماعية، الشهيد كمال جنبلاط الذي رعى القضية الفلسطينية الى حد استطيع ان اقول مهما بالغوا ومارسوا ارهابا ومهما حاولوا منع قيام الدولة الفلسطينية التي ستكون دولة في يوم من الايام وسيكون لها عاصمة، بيروت عن جدارة عاصمة القضية الفلسطينية، هكذا أرادها كمال جنبلاط، هكذا كان الى جانب الثورة الفلسطينية في كل مراحلها، هكذا كنا وهكذا سنبقى”.
03
واردف: “اليوم لا يمكن ان تقوم ديمقراطية ولا تتكرس عدالة وأن نسعى الى عمل عربي موحد اذا لم يكن الموضوع الفلسطيني هو الاساس، وإذا لم يكن حل عادل وثابت ودائم راسخ ودائم لهذه القضية. لا يمكن ان يتصور عاقل ان يتحدث عن حقوق انسان وعن عدالة واستقرار وسلام وعن مواجهة الارهاب في العالم اينما كان ويبقى الشعب الفلسطيني الشعب الوحيد في بداية هذا القرن الذي يرزح تحت الاحتلال، وتبقى فلسطين الدولة الوحيدة المحتلة. للاسف هذا الارهاب وهذا الاحتلال يحظيان بدعم اميركي واضح. في ظل هذا التشتت والتمزق العربي تزداد الخطورة اكثر فأكثر على فلسطين”.

وقال: “في هذه اللحظة بالذات ونحن نرحب بإخواننا القادمين من فلسطين وهم يتعرضون لمسلسل جديد من مسلسلات إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه اسرائيل، لا بد لنا ان نوجه التحية الى شهداء فلسطين والجرحى والمعوقين والاسرى، الى المرابطين والمرابطات في المسجد الاقصى، الى الذين يقاومون بالسكين والمقليعة والنقيفة الذين سببوا حال هلع وهستيريا في تاريخ الدولة الاسرائيلية وهم لا يملكون الا هذا السلاح الى جانب سلاح الارادة، ويقاومون اعتى آلة ارهابية عسكرية متطورة مدعومة من الاميركيين ومزودة بكل انواع الاسلحة”.

????

وتابع: “تحية الى مصطفى البرغوثي الذي كان يجب ان يكون بيننا اليوم لكن محاولة الاغتيال التي تعرض اليها بطريقة الطعن بزعم الرد على ما يتعرض له المستوطنون وجنود الارهاب الاسرائيلي من طعن من قبل ابناء الشعب الفلسطيني العزل المساكين الذين لا يملكون الا هذا السلاح. منعته من الحضور. نقول لمصطفى ولكل اخوانه الحاضرين هنا وفي فلسطين، فلسطين مقيمة فينا ونحن مقيمون فيها ايضا لاننا نواكب جهدكم ونضالكم ومعاناتكم بشكل يومي، ولا بد لهذا الشعب من ان ينتصر. اليوم بكل وقاحة، يخرج هذا الارهابي المجرم نتنياهو بحقده على الشعب الفلسطيني ويصل الى مرحلة يبرىء فيها هتلر من المحرقة ضد اليهود، وهي موضع ادانة دولية، ليتهم ابناء الشعب الفلسطيني بأنه هو سبب المشكلة، وليتهم الحاج امين الحسيني بأنه من أفتى بالمحرقه، وليتهم رئيس السلطة التنفيذية بأنه سفاح كما يقولون، وحاخام الارهاب ابو مازن هذا المسالم الذي بكل صراحه انتقده أخوة فلسطينيون لانه يتصرف بشيء من الواقعية ويقدم افكارا ويسعى الى حلول ويريد الابتعاد عن الارهاب، يتهمه الاسرائيليون بأنه حاخام الارهاب فيما حاخامات الارهاب هم نتنياهو وكل اركان العصابة الحاكمة وخارج العصابة الحاكمة من يلاقي نتنياهو على هدف واحد هو اذلال الشعب الفلسطيني وقهره وعدم الاقرار بحقوقه على ارضه ومحاولة نسف كل الاتفاقات وتجاوز قرارات الشرعية الدولية وكل الشرائع الدولية”.

501
ورأى ان “ما يجري في المسجد الاقصى ليس مسألة تقنيات تركيب الكاميرات من قبل دائرة الاوقاف الاسلامية او الحكومة او جهة وسطية بين الفريقين، انما هي مسألة مبدئية، هم يريدون تدمير المسجد الاقصى وبناء ما يسمى جبل الهيكل والسيطرة على كل الاراضي الفلسطينية وسحب اقامات الفلسطينيين من القدس وطردهم. يريدون اسرائيل دولة يهودية وهذا يدمر كل آفاق واحتمالات والاتفاقات والتسوية والسلام ويهدد الامن والاستقرار في المنطقة أكثر فأكثر. هذا هو جوهر القضية واساس المشروع الذين يواجهه ابناء الشعب الفلسطيني، وللاسف نحن نقول ذلك ونرى ابناء هذا الشعب يعيشون هجرة ثالثة ايضا من سوريا بسبب ما يجري في سوريا، وبسبب هذا الصراع الكبير وهذه الحرب المدمرة وهذه البراميل التي تسقط على رؤوس الناس في كل مكان وبينهم الشعب الفلسطيني هناك”.

أضاف: “في لبنان قد يذهب وفد منكم كما علمت من البرنامج ومن الوفود المشاركة في منتدى آخر ايضا، لزيارة المخيمات الفلسطينية. يؤسفنا القول انكم ستشاهدون اوضاعا مؤلمة مزرية لاخواننا ابناء الشعب الفلسطيني الذين لطالما نادينا نحن في الحزب منذ سنوات بإقرار حقوقهم المدنية وتحسين اوضاعهم، ولم نقتنع يوما بأن الذهاب في هذا الاتجاه هو تأكيد او توطئة لتوطين الفلسطينيين في لبنان، فالفلسطيني لا يريد البقاء في لبنان. ان اليأس هو الذي سبب ويسبب كل ما يحصل اليوم في فلسطين وعدم فتح ابواب وآفاق الحل تماما، مثل النازحين السوريين الى لبنان ويزيد عددهم على المليون ونصف المليون البعض يتحدث عن احتمالات التوطين او ما شابه، ولو كان ثمة حل منذ البداية لما نزح السوريون، واذا وجد الحل اليوم فسيعودون الى ديارهم لانهم متمسكون بهويتهم ووطنيتهم وبلدهم”.
405
وختم: “ان هذا التقاتل والتردد وترك المسألة مفتوحة في سوريا على مصراعيها في لعبة امم خطيرة يدمر كل شيء. اليوم يتحدثون عن سلامة الطيارين واتفاقات على تحديد مسار الطيران في سوريا، ولا احد يتحدث عن سلامة السوريين الذين يقتلون من هنا ومن هناك. لذلك نحن رغم هذه الايام الصعبة ورغم تقدم اولوية الاهتمام للاسف بما يسمى اليوم اللاجئين والنازحين السوريين على مستوى المجتمع الدولي وحاجات لبنان، الى ذلك نحن لا ننسى المخيمات في لبنان ولا أهلها ولا الواقع الاجتماعي الصعب الذي يعيشونه، اضافة الى العدد الكبير من اخواننا الفلسطينيين الذين هجروا من اليرموك”.

وسيتابع المؤتمر اعماله غدا بمشاركة اوروبية ودولية من الكتلة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي والاحزاب الاشتراكية الاوروبية.