ردا على الاسود

أفى كل يوم تحت ضبني شويعر        ضعيفٌ يقاويني قصير يطاول
لساني بنطقي صامتٌ عنه عادل       وقلبي بصمتي ضاحكٌ منه هازل
وأتعبُ من ناداكَ من لا تجبه               واغيظُ من عاداكَ من لا تُشاكل

من طبع الضفادع أن تكثر النقيق على مستنقعاتها الآسنة، حين تستشعر جفافا قد يصيبها، أو وهنا يضعف فيها حاستي السمع والبصر، فكيف إذا ما استشعر ضفادع الطارئين على السياسة ممن أصابهم التورم بمقتل، داء الحسد الذي يعمي البصيرة عن الحق، وداء الحقد الذي يفعل فعل الكيمياء فيحول نائبا أسود الطلعة والطلة إلى نقاق لا عمل له ولا دور سوى البحث عن أدوار دونكيشوتية،  واصطناع البطولات الكرتونية، تحت ستار الدفاع عن حق مهدور في مستشفى حكومي،  لاقتناص وظيفة من هنا أو تجيير موقع من هناك، في توظيف سياسي شعبوي، أبعد ما يكون عن اصلاح أو تغيير في زمن رديء بات “أسوده نائب ونقيصته زياد”.

وعلى القاعدة الغوبلزية التي تصح في نائح الكازينو الشاكي والمتباكي على منصب منبوذ ونفوذ مفقود، يستطيع نائب الصدفة والزمن الكئيب أن يتعامى عن حقيقة ما أنجزه وزير صحة هذا البلد وائل أبو فاعور في ملف المستشفيات الحكومية والخاصة وفي ملفات الدواء،وفي كشفه صفقات التزوير والمتاجرة بصحة الناس وسلامة غذائهم، ويستطيع أن يتنصل من حقائق دامغة لن تمحوها حملات التضليل والتشهير والتعطيل، ويستطيع أن يكيل التهم بوزير استثنائي ملأ الدنيا وشغل الناس، فأحب الناس وأحبوه، صدقهم فصادقوه، وكان لهم نصيرا فكانوا له أوفياء،  ويستطيع أسود الصفقات النفطية وسمسار العقارات الجزينية، أن ينفث سموم حقده وكيده ببيانات مشبوهة، مردودة إليه، ويستطيع أن يصطنع أدوار البطولة الوهمية على مسرح قضايا الناس وهمومهم وأوجاعهم أو يستغل حالة انسانية لم يكلف نفسه عناء العزاء بها، لكن ما لا يستطيعه نائب الفساد والتزوير والاستكتاب والتشهير أن يلتمس كلمة رد واحدة من وزير بحجم وائل أبو فاعور، المنشغل عن تفاهات  هذا النائب  وفذلكاته واباطيله، بمزيد من العمل وكشف بؤر الفساد والوباء  ودك قصور الفاسدين واقتلاع جذور المفسدين الذين آن الآوان أن يتعروا ويخلعوا عنهم قناع النيابة وهم يعطلون منذ أكثر من سنة انتخاب رئيس للجمهورية، ويشلون منذ أشهر عمل مجلس الوزراء ويمعنون في ضرب دور المجلس النيابي لجهة التشريع وإن تحت عنوان تشريع الضرورة.

جدير بنائب الفراغ أن يترك العمل النيابي والوزاري لأربابه، والتفرغ لعرض حلقات الأقباح الطبية كمعقب معاملات على مسرح التغيير المتعثر والاصلاح المبتور، وجدير به  أن يعقد صفقات الفساد على حساب صحة الناس وأمنهم الغذائي والاجتماعي وحتى الاخلاقي، فالخواء والفراغ كفيلان  بتشويش الذاكرة وتشويه التاريخ، وصولا الى الهذيان السياسي الذي لا شفاء له الا باطباء نفسانيين، يعالجون عقد النقص ويصلحون الضالين ممن انفصلوا عن الواقع فأطل أسودهم قلبا وأنقصهم قدرا وأعماهم بصيرة وأعياهم ضميرا ليقرع باب الكبار حتى يشار اليه بالبنان .

ما من شك ان الضرب في الميت حرام، لكن وخز الحاقدين الأشرار ضرب حلال في أشباه الرجال ولا رجال، سيما أن التطاول على الكبار وانجازاتهم ومآثرهم التي يشهد لها غالبية الشعب اللبناني، يعد نقيصة كبرى في سلوكيات هذا النائب الموتور، الذي يعاكس عاصفة الحزم  والتغيير التي  أطلقها الوزير أبو فاعور فأتت ثمارها بتنظيف ما تيسر من بؤر فساد في الدجاج واللحوم التي وفرت على آلاف المواطنين دخول المستشفيات التي يتسكع على أبوابها وينكأ جراحها أسود الصفقات، فهنيئا لدجاج مزارع الفساد بديكها الأرعن الذي يصيح على مزابلها نعيق البوم الاسود حتى يصح فيه القول:

ألقاب مملكة في غير موضعها  كالهر يمشي انتفاخا صولة الأسد.

وائل أبو فاعور علامة صدق كبيرة وإمارة ضوء في زمن عتمة الضمير.

وائل ابو فاعور كشاف دجى وهاج رؤى نوار قلوب صمام أمان، وزير ائتمان.

وائل أبو فاعور رجل في رجال، منحاز إلى الفقراء، مسكون بوجع الناس، مجبول بتعبهم، معجون بماء عرقهم مخبوز بغلال بيادرهم.

ولا داعي للمزيد فالشمس لا تخفيها إصبع مبتورة، ولا يحجب ضوءها غراب أسود.

ع.م