هل بدأت معركة إسقاط ترشيح عون بإثارة “فساد” وزرائه؟

رانية غانم – الأنباء

لم يكن العراك الذي حصل بين نواب تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” في جلسة لجنة الاشغال والطاقة النيابية وليد المصادفة، لأن المسألة ليست “رمانة” وانما “قلوب مليانة” حساسيات وكيديات تراكمت بين الطرفين بعد اسابيع من إجتماع “بيت الوسط” الشهير في وقت سابق من هذه السنة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، حيث تبلغ الأخير من الحريري انه لا يستطيع القبول به مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية وترافق  ذلك مع سقوط اتفاق قيل انه حصل بينهما على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش مقابل تعيين رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان مديرا عاما لقوى الامن الداخلي.

ويقول نواب لـ”الانباء” ان ما حصل في جلستي لجنة الاشغال الاسبوع الماضي ومطلع هذا الاسبوع يتخطى الموضوع المختلف عليه وهو موضوع انتاج الكهرباء والفشل في تحقيق خطة الوزير جبران باسيل بأن تصبح التغذية بالتيار الكهربائي على مدار الساعة هذه السنة التي شارفت النهاية، الى نسف ترشيح عون لرئاسة الجمهورية عبر فتح ملفات وزرائه ومعاونيه في وزارة الطاقة، وربما لاحقا في وزارة الاتصالات، وبالتالي تسفيه “الشفافية” التي ينادي بها الرجل في كل مواقفه والمناسبات.

ويرى هؤلاء النواب ان معارضي ترشيح عون استعجلوا مواجهته لاسقاط ترشيحه شعبياً قبل ان يتمكن من الفوز برهانه على التطورات الاقليمية، ولا سيما منها التطورات الدراماتيكية الجارية في سوريا لمصلحة النظام في ضوء التدخل العسكري الروسي الذي يدمر معاقل القوى المسلحة المعارضة للنظام، على نحو احرج التحالف الاميركي واظهر عدم فعالية حربه المعلنة على “داعش”.

الحريري - عون

ولاحظ هؤلاء النواب ان عون استوعب الى حد ما الهجمة عليه من خلال ما حصل في جلستي لجنة الاشغال العامة والطاقة، فما ان انتهى العراك حتى اكد بلسان بعض وزرائه ونوابه انه سيشارك في الحوار بين قادة الكتل النيابية داحضاَ ما شاع عن انه سيتوقف عن المشاركة فيه، بل انه كان لوّح شخصياً بهذا الأمر اثر ما حصل في الاجتماع الاول للجنة الاشغال الاسبوع الماضي، ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يدير الحوار الى التأكيد أنه سيوقفه اذا غاب عون عنه.

ويبدو ان موقف بري هذا اعاد عون الى جادة الحوار، مع العلم ان الأخير بات مقتنعا أكثر بأن لا أمل له في الوصول الى رئاسة الجمهورية عبر توافق داخلي ليس متيسرا حصوله وانما عبر قوة دفع خارجية تتوافر من خلال نتائج التدخل العسكري الروسي في سوريا، وفي هذه الحال فإن عون بات يعتقد ان انتخاب رئيس الجمهورية سيتأخر طويلا الى حين تبلور هذه النتائج، وفي هذا الوقت سيعمل بكل ما اوتي من امكانات ووسائل للحؤول دون حصول اي توافق داخلي على رئيس توافقي الى حين تبلور تلك النتائج التي يعتقد ان حلفاءه سيسيلونها دعماً لترشيحه.

tamam-salam

لكن الانطباع الذي عاد به رئيس الحكومة تمام سلام من لقاءاته في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن أزمة لبنان ليست في اطار اهتمامات المجتمع الدولي، يبعث على التخوف من ان انتخاب رئيس جمهورية جديد لا يزال غير متيسر، ولكن الآمال بدأت تنعقد على الحوار في ساحة النجمة عله يتوصل في لحظة ما الى اتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي.

فهذا الحوار لم يعد هناك من “طوق نجاة” غيره للتمسك به الى حين وصول الغطاسين لانقاذ البلاد من الغرق في الازمة اكثر فأكثر. ولهذا فإن بري يصر على استمراره ويصفه بأنه الاوكسيجين الذي يحتاج البلد اليه الى حين توافر الحلول الناجعة للأزمة.