«فايننشال تايمز»: نار الحرب السورية ستحرق القوى الخارجية المشاركة فيها

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، في تقرير للمعلق جدعون رتشمان، إن نار الحرب السورية ستحرق الأطراف الخارجية المشاركة بها.

ورأى رتشمان أن ما يجري اليوم في سوريا هو حرب بالوكالة، وشبهها بالحرب الإسبانية التي اندلعت في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي جرّت قوى خارجية للمشاركة بها، حيث دعمت ألمانيا النازية القوميين، ودعم الاتحاد السوفييتي الجمهوريين، فيما تدفق المتطوعون الأجانب لدعم واحد من الطرفين.

وأشار رتشمان إلى أن تطور الحرب الأهلية إلى حرب بالوكالة بين القوى الخارجية يعد تطوراً مأساوياً وخطيراً، كما أنها كارثية على البلاد التي تجري فيها، وخطيرة على القوى التي تشعل لهيب النزاع، ومن أوضح المخاطر أن الحروب التي تخاض بالوكالة تقود في النهاية إلى نزاع مباشر.

وأشار الكاتب إلى أن الحرب في سوريا أصبحت طويلة ودموية وخطيرة على بقية العالم، وبات من الصعب وضع حد لها، حيث كان لحرب تقليدية أن تنتهي بعد أربعة أعوام، ما كان سيمنح السوريين فرصة لإعادة بناء حياتهم، لكن القوى الخارجية صبت الزيت على لهيب النزاع، بشكل بات من الواضح بأن أي تسوية دولية ستكون هي الأمل الوحيد لوضع حد له.

وأضاف الكاتب أن الحرب في سوريا الآن بمرحلة التصعيد، حيث تقوم القوى الخارجية بزيادة جهودها في ساحات المعركة، وتأمل بتحقيق الانتصار لمعسكرها، أو لتزيد نفوذها في أي تسوية مقبلة.

واختتم الكاتب تقريره بالقول إن «جميع الدول المشاركة في الحرب السورية تخشى أن تظهر بمظهر الضعف لو خسر طرفها الذي تدعمه، وكلها على ما يبدو غير قادرة على التصرف بطريقة جماعية لإنهاء الحرب التي تهددها جميعاً، وحتى يقرروا التعاون فإن البؤس السوري سيتواصل«.