مؤتمر الشباب والمسؤوليّات الجمّة…

 هيثم عربيد

أطلقت منظمة الشباب التقدّمي صوتها الصارخ في المؤتمر العام 2015 لأجل لبنان ومرتكزات الحياة فيه، فكانت التوصيات المبنيّة على قواعد بناء الأسس العملية والعلمية لمحاكاة المبادئ والرؤى المستقبلية، التي تحمي المجتمع والشعب والحقوق للإنسان وكيفيّة ملاءمتها ومقاربتها للواقع، بالتطبيق والتنفيذ ضمنَ الأصول والأطر الممكنة..

وأعتلت الديمقراطية الخلاّقة بملاقاتها لصدى الأصوات الشبابية التقدّمية الإشتراكية في منحى الفكر والعقل والواقع ومقوّماته، وتجسيد الإنتخاب بما تصبو إليه روحية الشباب بمفهوم الشبيبة والنصر المنتظر في لغةِ بناء الإنسان ومقوّماته الوجوديّة والحياتيّة، وفي مسار الوعي والحريّة لتحقيق المبادئ الإنسانية، حتى انبثقت النتائج الإنتخابية بنخبةٍ شبابيةٍ تلاقي العمل والجهد والمثابرة بالمسؤولية، والعزم والإرادة لمحاكاة التقريب والتطبيق لمدرسة الكمال من خلال الإنعتاق والتكامل والإندماج في معترك النضال الدائم للتنوير نحو المفاهيم الواجبة والموجبة، وتقديس العمل لخدمة الإنسان والإرتقاء بالإنسانية، ورؤية الحياة بالمعرفة والثقافة والأخلاق، للتحرّر بالحرية!!…

لـذا، ننشدُ الصرخات لكم يا من تحملون رسالة الكمال، كي تكونوا على قدرِ الرسالة التي استُشهدَ لإعلائها المعلم الشهيد كمال جنبلاط في أنوارِ بناء الحياة والإنسان، وفي مناهج الإرتقاء مع القيادة بحكمة الوليد، وكلّ من يستصرخ الرسالة في مواقع المسؤولية وفي المناصرة للغة الحزب التقدّمي الإشتراكي ومؤسساته الرديفة…

المنظمة9

من هذا المرتقى الأخّـاذ لمنحى الإندفاع والتحدّي الشبابي في مفاصلِ بناء الوطن وحزب الإنسان فيه، يبقى لنا أيضاً توصياتنا لمسيرتكم ومسيرتنا الواحدة وهي: أن ترتدوا ثوب العقل والحكمة لإنشاد الفكر التقدّمي… وثوب العلم والوعي لتجسيد الكمال بالحريّة.. وثوب الجهد والمثابرة والعمل لتحفيز وإرساء مبادئ الحزب الكمالية.. وثوب عدم الإنزلاق في أتونِ الانحدارات الدنيويّة.. وثوب الإخلاص والتجرّد لتبيان وإظهار الحقيقة في الإرشادات والمناشدات العِلميّة والتربوية.. وثوب النضال لأجل خلاص الكون بدفءِ الإنسانية.. وثوب البيئة لحمايتها من الغريزةِ والأنانية البشرية.. وثوب الصفاء في الفكرِ لمنعِ الإخفاقات الناتجة عن التعصّب والعصبية.. وثوب التضحية والجهد لتطبيق المبادئ الإشتراكية التقدّمية دون انكفاءٍ أو رجعيّة.. وثوب جوهر تهذيب النفوس حتى الإرتقاء بالنضال نحو الهوية الوطنية وارتدائها للأنماط الإنسانية.. وثوب الصدق والصداقة والرفاقية في إدراك منابر التعبير لأجل الحزب وتجسيد رسالته الوجودية.. وثوب السلام والمحبة والعدالة والمساواة لمقاربة التحدّي في بناء لبنان الحريّة والديمقراطية، ضمن وجهة بناء المؤسسات لإرساء الوطن بالقيم المؤسساتية.. وثوب التسويات المبدئيّة لمقاربة التفاعل والتكامل مع التنوّع ضمن الوحدة الوطنية.. وثوب الكمال في حزبهِ وفكرهِ ومبادئهِ التي هي المرتكز والمنطلق لحماية الوطن والأوطان والعروبة والإنسان على كل الكرة الارضية…

لقد اعتنقت منظمة الشباب ثورة الإنسان في عالم الكمال، فحاكت الفقراء والفلاحين والكادحين وعامة الشعب بالحقوق والواجبات والدفاع عنها على المستوى الوطني والعربي، من خلال توصياتها التي كانت وما زالتْ في منحى العمل، بالمساواة والعدالة والمحبّة، لإدراك الإنتصار… من هنا، لم تزلْ فلسطين الهوية والقضية هي الحقّ والواجب ضمن أولوياتها النضاليّة لأنها قضية الأخلاق في عالم الإنسانية، وعلينا كما كلّ الشعب العربي الإلتزام بتحقيق نصرها مهما طالَ زمن النضال والتضحية، لأن الحقيقةَ لا تعْرِف وتقبل المناصفة فهي ساطعة كنور الشمس، وعلينا تقع المسؤولية في الجهد والمواكبة لإدراك النصر الآتي لا محال..!!!

وعلى الإنسان العربي مناداة كل الوسائل لتحرير فلسطين، لأنها نقطة البيكار للإنطلاق نحو السلام العربي الحقيقي في هذا الشرق المسلوب من قوى القرار والهيمنة والتسلّط !!.. وعلينا الإستمرار بجلجلةِ الحقّ للقضية الفلسطينية كما كلّ القضايا العربية حتى التخلّص والخلاص من براثن الصهيونية!!.. وحتماً، سيأتي ربيع فلسطين مهما كانت النكبات وهول بشاعتها على المستوى الإنساني، وسينتصر الربيع العربي على الدكتاتورية ولغتها الإجرامية، حتى تحقيق النصر والسلام والحريّة..، ولم تنتصر الدكتاتوريات مهما تراكمت الأساطيل للدفاع عنها ضمن مناهج حماية المصالح للمحاور الهدامة!!…

ختاماً ودون اختتام، أتوجّه لمنظمة الشباب التقدّمي قائلاً: الطريق طويل وطويل في معتركِ النضال والتحدّي الشبابي.. ومسالك الحريّة لا تعرفُ الإستسلام إلا بتحقيق السلام.. ورؤى العلم والعمل لا يتحققان إلا بإنشاد منظومة القيم والأدب والأخلاق.. والوعي والحريّة يتكاملان لتبنّي التقدّمية بنتاجها العلميّ والإنساني، حتى الإنعتاق والإعتناق لجوهر التكوّر الإنساني.. والنصرُ للشبيبة…