بوتين: من حلم الثورة الضائع إلى القيصر المستعمر!

محمود الأحمدية

يقول الإمام علي رضي الله عنه: “لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم”

في رسالة عبر “الفايسبوك” وعلى صفحة المفكر والمبدع الدكتور خطار أبو دياب في باريس جاء نداء من ابن أخته في بلدة تلبيسة بمثابة صرخة ألم وإستغاثة وجهها للعالم كله بانقاذ الأطفال الذين سقطوا بالجملة من خلال ضربات الطيران الروسي ويقول حرفياً: “أنا لا أستطيع التأكد إذا كان قدري ونهايتي ستكون هذا اليوم” مطلقاً عبارات تجعل كل ذي ضمير ينتفض ألماً وحسرة وتأففاً من المصير البائس للأمم المتحضرة وللعهر السياسي الذي يتملّك بالروس وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلايمير بوتين عندما يعلن أن الطيران يركز فقط وفقط على داعش!! وفي الحقيقة وعلى لسان الإنكليز ووزير خارجيتهم الذي قال 5% فقط قصف لداعش والباقي للمعارضة!!؟ هي لعبة دولية جهنمية يلعبها الرئيس بوتين وتدخله العسكري المباشر خطوة ضد منطق التاريخ وثورة دفعت حتى الآن ثمن الظلم والقتل فوق الثلاثماية ألف قتيل وأحد عشر مليون مشرد هائمين حول العالم… كيف ستسكت وتضمحل وتموت؟؟

حقيقة لم يعد الحكام حكماء، هذا الصلف الروسي هلَّل الكثيرون له وبدأت التحليلات تغزو الشارع اللبناني وبدون سابق عقلانية أو منطق … مهلاً يا سادة فمنطق التاريخ يقول: عندما تغطس الدول في مستنقع السياسة وخاصة باللحم الحي وعندما تستعمل طيرانها باللحم الحي يصبح دورها دور المستعمر بامتياز… والجاثم على صدر الشعب بامتياز…واللاعبون الآخرون في مطلق أي معادلة لهم طموحاتهم وسياستهم وحساباتهم فلا الأتراك ولا الإيرانيون ولا الأوروبيون ولا الأميركان سيبقون مرتاحين إلى لعب الشاهد الزور الذي يرى مذبحة بحق المعارضة تقوم بها روسيا على حساب منطق الأمور وصولاً إلى ترتيب معادلة أما بشار وأما داعش… (هذا إذا لم يكونوا مشاركين في هذه المأساة التاريخية)… والله هذا درس حفظناه واتقنا حفظه!

افغانستان

 ولكن الذي يصدم ضمائرنا هو هذا الإنقلاب في الأدوار وخاصة الدور الروسي وتحوّله من ثورة حرية وثورة حقوق الإنسان في كل أنحاء الدنيا,يوم كان السوفيات  أمل كل الثورات في العالم والسند الحقيقي لكل شعوب الأرض ولا أزال أذكر بأن الذي قارع أميركا والغرب في كل أنحاء العالم دفاعاً عن شعوبها والذي وضع يده بيد أشرف زعيم جاء في تاريخ العرب جمال عبد الناصر كان ذات يوم حلماً لكل مظلوم وجبلاً من الدعم لكل مقهور على وجه الأرض!

سبحان الله كيف تتغير الأحوال وتصبح نفس هذه الدولة استعمارية بامتياز وقد سلبت الدور الإيراني في سوريا من كل عناصر القوة وغطست بطيرانها مع الجلاد وضد الضحية، طمعاً بنفوذٍ أثبتت التّجارب أنّه لا يمكنه الإستمرار  عبر التاريخ…

مهلكم يا سادة! مهلك يا بوتين أيها القيصر غير المتوج، الشعب الفيتنامي مرغ أميركا في وحول فييتنام وهزمها شر هزيمة وقبلها مرغ فرنسا وهزمها… والشعب الجزائري طرد فرنسا بمليون شهيد يبقون نجوما في سماء كرامتنا… والذين يهللون للدور الروسي هل يستطيعون الجواب فقط على سؤال بسيط وتلقائي وبعيداً عن الفلسفة: “في ظل لعبة الشطرنج السورية لقد دخل الطيران الروسي إلى أرض المعركة فكيف سيخرج منها؟؟ وهل الروس أصبحوا أحباب قلب الأتراك والعدو الإسرائيلي والإيرانيين والغرب بكل دُوله؟؟

فيتنام

ومطلق أي حكم مهما كثر المدافعون عنه إذا كان عدد ضحاياه ومشردوه بالملايين أين الحكمة والعقل في توهم استمراره على جماجم البشر وعلى ضمائر الناس؟؟ خمسة وخمسون ألف صورة تعذيب بيد الفرنسيين في محاكمة غير مسبوقة… بئس أوطان عربية تتفرج وبئس حكام لا يشكلون حجر الراح في لعبة الأمم وبئس شعوب نائمة نائمة حتى العدم!! أين جمال عبد الناصر وبالرغم من هزيمة 67 المريرة قام كالمارد وتحت ضغط حب الشعب له وتقديره له، بتجديد الجيش المصري وانتصر عام 1973 لأنه كان الباني الأساسي بالرغم من وفاته قبل ذلك بأربع سنوات!! وأقول لشعبنا في لبنان كفاكم رقصاً على الصفيح الساخن فاللعبة أكبر من ذلكم وطموحاتكم المريضة فرجاء وبعد المشاهد الأخيرة والفساد في كل شيء ابقوا غاطسين في فسادكم في وطنكم ولا تلوثوا نصاعة ثورة سورية مجلجلة سيذكر التاريخ أنها كانت أعظم وأشرف وأنقى وأهم ثورة عرفتها البشرية…

جاء في سورة (ابراهيم:42): “ولا تحسبَنَّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون,إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”

اقرأ أيضاً بقلم محمود الأحمدية

القلم الحر والانتصار في زمن القهر

عصام أبو زكي… الرجل الأسطورة… بطل من بلادي

انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ونتائجه الكارثية

في الذكرى 43 معلومات جديدة مذهلة عن عالمية فريد الأطرش

كمال جنبلاط البيئي: سابق لعصره

من كمال جنبلاط إلى الربيع الصامت إلى فرنسا

مَنْ أَحقّ من فريد الأطرش بنيل جائزة نوبل للفنون

كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره

كيف لوطن أن يشمخ وفيه كل هذا العهر في مسلسلاته

حرش بيروت تحت رحمة اليباس… والتاريخ لن يرحم

مواسم التفاح بين الحاضر والماضي… قصة عزّ وقهر!

مصنع الإسمنت في عين داره ونتائجه الكارثية على البيئة والإنسان

كمال جنبلاط البيئي  وثقافة المواطن الحر والشعب السعيد

أولمبياد الريو والحضارة وعرب ما قبل التاريخ

مصنع الإسمنت في عين دارة: جريمة بيئية موصوفة

هل أحسنت؟ هل أخطأت؟ لا أعرف!!

حكايتي مع كرة القدم وفريق ليستر الانكليزي الذي هز اعتى الامبراطوريات

شكراً مسيو هولاند… أعطيتنا درساً في الحضارة والأخلاق!

غسان سلامة و”اليونسكو” وزواريب السياسة اللبنانية!

أنا علماني ولكني لي ملاحظاتي!