جنبلاط: لا رئيس قبل إنتهاء حرب اليمن

قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن “موضوع إنتخاب رئيس الجمهورية ليس شأناً محلياً، بل هو ينتظر القرار الخارجي، تماماً كما هي الحال في لبنان منذ الاستقلال وحتى الآن، مع إستثناء وحيد يتصل بالرئيس سليمان فرنجية الذي وصل إلى قصر بعبدا بعد معركة ديموقراطية، بفارق صوت واحد”، مشيراً إلى أن “إنتخاب الرئيس الجديد مؤجل حتى إشعار آخر، في انتظار صفقة اميركية ـ روسية ـ سعودية ـ إيرانية، لم تنضج ظروفها بعد”.

وأشار في حديث لصحيفة «السفير»، إلى أن “قطر إستطاعت في مؤتمر الدوحة في ربيع العام 2008، وعبر علاقاتها مع سوريا وإيران والسعودية وأميركا في ذلك الحين، أن ترعى تسوية داخلية أفضت إلى إنتخاب رئيس الجمهورية وإقرار قانون للانتخابات النيابية”، مستعيداً كيف «كنا نظل ساهرين في العاصمة القطرية حتى الفجر في «الفندق ـ الهرم» بحثاً عن مخارج، أما اليوم فليس هناك من يستطيع أو يريد رعاية تسوية جديدة، في ظل الاصطفاف الإقليمي والدولي الحاد».

ولا يلبث جنبلاط أن يستدرك مبتسماً: “ربما نذهب هذه المرة إلى «سوتشي» (مقر إستجمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على البحر الأسود) ما دام أن روسيا أصبحت رقماً صعباً في المنطقة بعد قرارها بالانخراط عسكرياً في الحرب التي تدور على الأرض السورية”.

وإستبعد جنبلاط التوصل إلى توافق على إسم الرئيس في لبنان قبل توقف حرب اليمن التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً، مستغرباً إصرار البعض، سواء في جلسات الحوار أو خارجها، على رفض الخوض في أي ملف، ومنع تحريك ما تبقى من مؤسسات الدولة، قبل إنتخاب رئيس الجمهورية، «برغم علم هذا البعض أن مفتاح قصر بعبدا ليس في الداخل».

وأضاف: “إذا كنا لا نملك قرار اختيار رئيس الجمهورية، فليس هناك ما يبرر أن نمتنع عن تحمل الحد الأدنى من مسؤولياتنا، ضمن الهامش الممكن، لعبور هذه المرحلة بأقل الخسائر والأضرار، إذ من المعيب أن نقف عاجزين أمام ازمة النفايات والتعطيل الحكومي والشلل النيابي، حتى نكاد نخسر مئات ملايين الدولارات من الهبات والقروض”.

وأشار إلى أن “الرئيس بري يكاد يكون السياسي الوحيد الذي يحاول بكل جهده أن يجد ثقباً أو منفذاً في جدار الأزمة، للمرور من خلاله نحو تسوية موضعية على الأقل تجمع بين الترقيات العسكرية وفق قانون 1979، وتفعيل عمل الحكومة، وإعادة فتح أبواب المجلس على قاعدة تشريع الضرورة”، لافتاً الانتباه إلى أنه “في المرة السابقة كدنا نصل إلى إتفاق، لو لم يعطله الرئيس السنيورة في اللحظة الأخيرة”، وشاكياً من “الفراغ الذي يتركه غياب الرئيس سعد الحريري”.

وفي موقف لافت للانتباه، أكد جنبلاط أنه ما من مشكلة أو حرج لديه في إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، و«إن كنت أرجح أن إنتخابه لن يغير شيئا في عمق الإشكاليات اللبنانية، لأن صلاحيات رئيس الجمهورية، أياً يكن، باتت محدودة، ويكفي أنه ملزم بتوقيع المرسوم خلال مهلة محددة بينما يستطيع الوزير أن يضعه في الدرج».

وتابع: «لكن المسألة الحساسة هنا هي أن الطائفة السنية عموماً لا تقبل بعون، تماماً كما أن الطائفة الشيعية لا تقبل بسمير جعجع».

ودعا جنبلاط إلى إستبدال مقولة «الرئيس القوي الذي سبق أن جربناه ولمسنا آثاره المدمرة، بمعادلة الرئيس صاحب الحيثية التمثيلية الشعبية الذي يعبِّر عن طائفته ويكون في الوقت ذاته مقبولا من البيئات الأخرى».

وإستناداً إلى خلاصاته الأولية من نقاشات طاولة الحوار، يشيد بالنائب فرنجية «العاقل، والواضح، والصريح، والجريء الذي يبوح بما في قلبه من دون لف ولا دوران».

وبالانتقال إلى الوضع السوري، إعتبر جنبلاط أن “التدخل العسكري الروسي في سوريا يندرج في إطار السعي إلى تحقيق الأهداف الآتية: تصحيح التوازن في الميدان، حماية المناطق العلوية، استعادة المناطق التي فقدها الجيش السوري مؤخراً، ومحاربة المقاتلين الشيشان في معركة استباقية ستضع الروس في مواجهة السنّة”.

وتوقع أن يؤدي الانخراط الروسي في الحرب إلى المزيد من الدمار والهجرة، مشيراً إلى أن “روسيا وإيران لا تزالان تتمسكان ببشار الأسد، وفي الأساس لا يمكن الفصل بين العائلة والنظام في سوريا، أما الولايات المتحدة فلا يضيرها ما يجري، خصوصاً أن مصالحها النفطية في المنطقة مضمونة، وهذه هي أولويتها الإستراتيجية”، لافتاً الانتباه إلى أن “واشنطن كانت ولا تزال تمتنع عن تزويد المعارضة المعتدلة بأسلحة نوعية وخصوصاً الأسلحة المضادة للطائرات والدروع”.

ولا يعتقد جنبلاط أن “المشاركة الروسية في الحرب السورية ستترك إنعكاسات مباشرة على الوضع اللبناني، إلا إذا كان البعض يريد أن يربط بين الساحتين”، ولكنه لا يخفي خشيته من “تدفق جديد للنازحين السوريين من شمال سوريا باتجاه لبنان وتحديداً منطقة الشمال في ضوء توسع رقعة النار بعد انخراط الروس في الميدان”.

وعندما يُسأل جنبلاط عما إذا كان إبنه تيمور قد بدأ بالإشراف على «الحزب التقدمي الإشتراكي»، يضحك طويلاً ويقول: «تيمور يمثل الإقطاع، وأنا أمثل الحراك في الحزب».