هل هنالك من خطة نفايات بديلة؟

فيصل مرعي

لقد ضجّت البلد بملف النفايات، وعَلَت اصوات في أرجاء الوطن من هنا وهناك، والى ما بعد بعد الوطن. ملف له من الأهمية بمكان، نظراً لأنه يتعلّق بصحة لمواطن، وبما له من انعكاسات على كل الاصعدة والمستويات، بيئياً، ومعيشياً، وسياحياً، واقتصادياً.. وقد قلنا فيما يتعلّق بهذا الملف، بأنه حان الوقت، وآن الأوان، لاقفال المطامر الغير مستوفية الشروط.

وللأسف، ليس هنالك من مطمر يتمتع بمواصفات تقي المواطن شر آفة النفايات. هذا الملف نتيجة تراكمات، أدت الى ما وصلنا اليه من عجز في عدم اخراجه من عنق الزجاجة. وقد حذرنا مراراً وتكراراً من ان ملف النفايات، قد ينذر بانفجار اجتماعي، وعواقب وخيمة، اذا لم يتدارك المعنيون الامر، الا انه لم يكن هنالك لا من سميع، ولا من مجيب، الى ان كُلِّف معالي وزير الزراعة، معالجة هذا الملف من قبل رئيس الحكومة، وبإجماع وطني كبير، فحمل هذا الملف بكل شوائبه وثقله الاجتماعي، مقدّماً اقتراحاته القيمة، استناداً الى معطيات ومعايير علمية، تحقق في العمق كل ما يرنو اليه كل مواطن لبناني من بيئة سليمة، ومن حفاظ على الشراكة في ادارة الوطن، وتضافر الجهود، وصولاً الى الحلول الناجعة، لا سيما لجهة تخريج هذا الملف من التجاذبات السياسية، والمحاصصات والنكايات، ومن ثمَّ تسهيل امور الناس، وتأمين حاجياتها، وصولاً الى الشراكة الحقيقية، وتثبيت هذا العقد الاجتماعي بين اللبنانيين.

سلام -شهيب

خطة لقيت حُظوة لدى اللبنانيين، واجماع سياسي ووطني، فلم يعد يتحمل المسؤولية وزير بعينه، علماً انها والحق يقال، كان من الواجب القيام بحملة توعية قبل الاعلان عنها، لا سيما لجهة ابناء القرى المحاذية للمطامر، او على الاقل ان تترافق بشكل متوازي مع البدء بها، تبياناً للأسس والقواعد العلمية القائمة عليها، وانهاءً لهذا الملف بطريقة هادئة ونهائية، خاصة وان لا اولوية، ولا تجزيء للحل، وانما التساوي بين المناطق بعد الموافقة على تجهيز الاماكن المنوي وضع النفايات فيها. وهكذا تكون الخطة انتقالية في المرحلة الاولى، ومستدامة في المرحلة الثانية، للانتهاء من كارثة اجتماعية، وبيئية، واقتصادية،كادت توشك بزعزعة بناه الاجتماعية… قيامة لمؤسسات سوية ومتماسكة خارج اطار المصالح والمنافع الشخصية، انجاحاً لهذا الملف الذي هو الاساس في تفعيل وعمل باقي المؤسسات.
وللتذكير، هذا الملف تجاوز السياسات العقيمة، والمناطقية الضيقة، والطائفية، والتمذهب السائدين في البلد، فقد تم البدء به من منطلق وطني مصيري.

بوركت جهود الوزير اكرم شهيب الذي نقل هذا الملف بثقله الاجتماعي من حال الى حال، ساعياً من خلاله الى النهوض بالوطن، وتحويله الى انتاجية مستدامة، بما يؤسس لاعادة دور مؤسسات الدولة وتكاملها. هنيئاً لخطتك المباركة، التي ان دلت على شيء فإنما تدل على انجاز ارتقى بالوطن الى مصاف الدول المتقدمة. وهنيئاً لك في استيعاب الحركة البيئية، والخروج من ازمة النفايات التي ارست بثقلها على الشعب كل الشعب، وكلفت الكثير من العناء والتعب، فكانت جهودك محط انظار الجميع، للخلاص من كارثة كادت تساوي كل الكوارث التي مرّ بها لبنان، فكنت صاحب القرارات الجريئة، والمواقف الصعبة، يا من وحدّت الجهود، ووصلت الى قواسم مشتركة مع الجميع. نقولها بكل صراحة: لقد كنت سيد الحوار واليد الممدودة في كل حين، فلك من الجميع الف تحية وتحية. اظفرك الله، فليدم لك الظفر، خطة لا بديل عنها، وان كان هنالك من بدائل، فلتُقدم للبحث بها مع اصحاب الشأن، ومشاركة كل من يعنيه الامر.

اقرأ أيضاً بقلم فيصل مرعي

المعلم كمال جنبلاط مصباح الديمقراطية المتكاملة..

خطاب القسم وحكومة استعادة الثقة

ارحموا لبنان يرحمكم التاريخ..

فلننقذ لبنان اليوم قبل الغد..

طبّقوا الطائف تنقذوا لبنان

لبنان: ديمقراطية مشوّهة وتخبط سياسي…

الاجماع والتوافق (وأي اجماع وتوافق!)

لا للصفقات ولا للاستئثار بعد اليوم

قادة بحجم الوطن أحسنوا قيادة السفينة

النزوح السوري وقانون التجنيس..

حماية لبنان من اولى اولويات الحكومة..

قانون انتخابي بلا نكهة سياسية

لبنان لا تطبيع ولا علاقات…

النأي بالنفس حاجة وضرورة..

..إذا قلنا: أخطأنا…

تسوية جديدة لا استقالة

سلسلة الرتب والرواتب..

لبنان وازمة النازحين..

قانون بلا نكهة سياسية وقيمة اصلاحية؟!

الدولة وحدها تحمي لبنان…