وائل شهيب لـ”الأنباء”: الإتحاد اللبناني تنهشه المصالح ومنطقتنا أكثر من محرومة رياضياً

نادي الأخاء الأهلي عاليه من الأندية الرياضية اللبنانية العريقة. حقق إنجازات نوعية في أكثر من محطة ثم تراجع للعديد من الأسباب. “الأنباء” إلتقت أمين سّر نادي الأخاء الاهلي – عاليه وائل أكرم شهيب الذي يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وعضو لجنة الاعلام والتواصل في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وتخلل اللقاء حديث صريح عن كل الأمور التي تؤرق متابعي الرياضة اللبنانية وخاصة أبناء الجبل الذين صدموا بنزول نادي “الأخاء الأهلي” الى الدرجة الثانية في الموسم الماضي. لا سيما أن الكثيرين يعتبرون أن هذا الفريق لا يمثل مدينة عاليه فقط بل يمثل كل الجبل.

وباشر شهيب حديثه بالقول: “نزول نادي الأخاء الى الدرجة الثانية نتحمل مسؤوليتها جميعنا كإدارة فقد أعطينا مدرب النادي واللاعبين الاجانب أكثر مما يستحقون مع انهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب للبقاء في الدرجة الاولى، ففي مرحلة الذهاب خسرنا نقاط بشكل كبير فقد حصلنا على خمس نقاط فقط عندها استقدمنا المدرب السوري الحالي الذي قبل المهمة مشكوراً مع انها كانت مهمة مستحيلة ان نعوض هذه الخسارة في مرحلة الإياب مع هذا فقد حصلنا على خمس عشرة نقطة وكانت خسارتنا على مباراة واحدة”.

وائل شهيب

أضاف: “اما اليوم فنحن بصدد البناء والتحضير بكل عزم وجدية للعودة الى مصاف الدرجة الاولى، فالفريق ما زال بمستواه ولم نفرط باللاعبين المخضرمين، كما اننا بصدد اشراك لاعبين ناشئين من أبناء النادي، مشيرا الى أنه كان مستحيلا في الموسم الماضي لقوة المنافسة، اما في دوري الدرجة الثانية فاشراكهم ممكن وهذا يريح النادي من الناحية المادية ومن جهة الولاء ايضاً، فإبن النادي ليس فقط يعطي كل طافته بل يتفاعل مع اي خسارة او ربح”، مؤكداً بأن “هدفنا اليوم مع الاعتناء بالناشيئن والأشبال، معتبرا بأن “عودة الفريق الى الدرجة الاولى فرصة لتحسين الإداء للنادي الجبلي الذي تعول عليه آمال كل ابناء الجبل”.

اما عن كرة القدم في الجبل وحال النوادي في المنطقة فرأى شهيب: بأن وجوده في “الاتحاد اللبناني لكرة القدم يمثل كل النوادي في الجبل وليس نادي الاخاء الاهلي فقط، ومن اهدافه إيجاد ملاعب كرة قدم بمواصفات عالمية، فالملاعب هي التي تصنع اللاعبين، طبعاً باشراف الاندية التي يجب ان تهتم بالأشبال وكل الفئات العمرية حتى يكون لدينا لاعبون في المستقبل نعتمد عليهم، فهذا ما يطمح اليه كل نادي”.

وقال: “من هذا المنطق، انطلقت وبدأت ابحث عن الفرص لتحسين الملاعب في المنطقة وقد تمكنا من الحصول على منحة من “الفيفا” لاستصلاح ملعب بحمدون وتأهيله وهنا اتوجه بالشكر الى الاتحاد اللبناني لكرة القدم ولرئيس بلدية بحمدون الذي قدم كل التسهيلات لإتمام هذا المشروع”.

واكد شهيب أنه “لن يقف عند هذا العمل فقط بل هو بصدد التعاون مع وزارة الشباب والرياضة وبلدية عاليه لاستكمال مشروع المدينة الرياضية في عاليه، كما اننا نبحث عن كيفية ايجاد مساعدة مالية لمنطقة غرب عاليه لإيجاد ملعب قانوني بعد تعثر مشروع انتقال ملعب الصفاء الى عرمون”.

اما بالنسبة الى النوادي في الجبل، قال شهيب: “ندعوهم للتعاون كي نصبح مجموعة متكاملة منسجمة في كل المجالات. من ناحية إعارة اللاعبين او اكتشاف المواهب وذلك كي تتمكن من التقدم والنجاح”، واكد شهيب بأن “الخطوة القادمة ستكون جمع الأندية في المنطقة كافة لتحقيق التكامل الذي ننشده لمستقبل افضل”.

?

اما عن الاتحاد اللبناني لكرة القدم فقال: “حدث ولا حرج نسخة مصغرة عن الدولة اللبنانية تنهشه المصالح والمحسوبات وتقاسم الحصص، فلا معيار للكفاءة ولأهل الاختصاص، كل مركز كبيرا كان او صغيرا مسجل باسم طائفة كما هو الحال في ادارات الدولة.

اما فيما يتعلق بالدعم الخارجي للاتحاد اكد باننا “ما زلنا لا نستطيع ان نوظف هذا الدعم لانهاض الكرة اللبنانية من كبوتها، من ناحية الاهتمام بالفئات العمرية وإعداد خطة للنهوض بالاندية وبناء مدارس كروية تكون الخزان للمستقبل”. اضاف: “عندما كنت في سنغافورة في مؤتمر للاتحاد الآسيوي وبرعاية الاتحاد الانكليزي علمت ان الاتحاد الانكليزي يدعم الفئات العمرية للاندية في سنغافورة، فلماذا لا نبحث نحن عن هكذا دعم؟ هذا ما ينهض بكرة القدم في لبنان”، مشيرا الى ان “عدد من الأكاديميات بدأت تعمل في لبنان لكن الدور الأكبر يجب ان يكون للأندية التي تبني من دون مقابل”.

اما عن المنتخب رأى شهيب انه “يجب ان يبنى من الأساس. فاللاعبون الحاليون الحاليين أعطوا الكثير، لكن يجب تطعيم المنتخب بالشباب حتى يكمل المسيرة التي تعول عليها كرة القدم اللبنانية، فعندما يتقدم المنتخب عندها يصبح من العشرة الاوائل أسيويا كما كان سابقاً وتصبح الانظار على اللاعبين في لبنان ويبدأ الطلب عليهم للاحتراف عالميا وهكذا تتقدم اللعبة وتصبح بمستوى ما نطمح إليه”.

اما فيما يتعلق بالملاعب الصغيرة اي “ميني فوتبول” قال: “هذه الملاعب خطيرة على اللاعبين فقد اصيب عدد كبير منهم في هذه الملاعب، فلا قانون ولا ضوابط فيها أغلب روادها يقصدونها للتسلية، فاختلاط اللاعبين المحترفين معهم يعرضهم للخطر لا سيما ان طريقة اللعب في الملاعب الكبيرة تختلف كليا عن الملاعب الصغيرة، كما اصبح عندنا في الاتحاد دوري “للفوت سال” عندها يمكن للاعبين ان يختاروا بينهما”.

اما عن الالعاب الرياضية الأخرى في منطقة الجبل، قال شهيب: “نحن بعيدون عن حضارة هذه الكلمة فلا ملاعب ولا أندية تهتم لا كرة سلة ولا كرة طائرة ولا مسابح. للاسف منطقتنا اكثر من محرومة مع العلم ان انشاء الملاعب والحدائق يبعد الشباب عن العادات والآفات السيئة ويخلق بيئة نظيفة توفر على المجتمع فاتورة صحية وتخفف من الجريمة وتقرب ابناء الوطن من بضهم البعض. فالرياضة تجمع بعيداً عن الطائفية والمناطقية والحزبية فالكل تحت لوائها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وهذا ينطبق ايضاً على شعوب العالم اجمع، فالرياضة توحد الكل في بوتقة اقرب الى الدين الواحد الرائع بنظافة وحسن اخلاقه”.

?

اما آسيوياً وعالمياً، أسف شهيب على ما يحصل في “الفيفا” وأعتبر بأنه “أظهر الفساد الى العلن وهذا يعود الى الأمير علي الذي ترشح في وجه جوزيف بلاتر فحرك هذا الترشح كل ملفات الفساد وبدأت عملية المحاكمات.

اخيرا، تمنى شهيب ان “يستقر الوضع في لبنان كي نتفرغ لتحسين كرة القدم. هذه اللعبة التى تجمع اكثر من مليارين من المشجعين حول العالم تستحق ان نعمل جميعاً على تطويرها واخراجها من البازار السياسي وادخالها في الاعلام الصحيح وارتقاء الجمهور الى مستوى هذه اللعبة حتى يحضر الى الملاعب كل محبي كرة القدم”.

كما قال: “في الختام، اشكر “الانباء” على هذه المبادرة التى تساهم في القاء الضوء على اندية الجبل مما يفسح المجال بإيصال صوت الأندية وطرح معاناتهم، فالى مزيد من التقدم شاكرين لكم هذه المبادرة”.

———————————————–

(*) اعداد: أكرم غصن