#بدو_كرسي_لو_عمكب

هشام يحيى

المثقف هو شخص مرموق بفكره وأخلاقه وإنسانيته بعد ان اكتسب مجموعة من المعارف الإنسانية التي تؤثِّر في تفكيره وفي فهمه للأشياء، وفي سلوكه وأخلاقه، وعلاقته بالمجتمع والحياة والعلوم، مثل معارف الدين والتأريخ والفقه والآداب والقانون والسياسة والأخلاق وعلم النفس وعلم الاقتصاد والاجتماع… إلخ.

والمثقف لا يشترط به أن يكون متعلما بخلفية حصوله على الشهادات الجامعية التي غالبا ما يحملها أشخاص تنقصهم الثقافة بمعناها الواسع التي تساهم في فهم الحياة السياسية والإقتصادية والاجتماعية وفي تهذيب السلوك الإنساني الساعي دائما وراء الحق والعدالة والتقدم الذي يضع خدمة الإنسان واحترام كينونته وحريته و حقوقه تنوعه فوق كل الإعتبارات.

والمثقف هو بحكم ثقافته انسان متواضع منفتح ومتقبل للنقاش الهادئ والعقلاني الذي يؤثر تأثيرا ايجابيا في كافة مناحي الحياة، وهو في سبيل ذلك متفهم للمواقف والوقائع والأحداث بشكل عميق وصحيح ، لانه بكل بساطة هو انسان ينحاز دائما للحق والحقيقة والصدق وحجة المنطق وبراهين العلم وأدلته القاطعة للشك باليقين.

وفي لبنان هناك غالبية كبرى من المثقفين المرموقين الذين نكن لهم الإحترام والتقدير إلا انه في معشر الثقافة اللبنانية الأصيلة هناك دخلاء يلبسون لباس المثقفين وهم بممارساتهم وسلوكياتهم وخياراتهم لا علاقة لهم بالثقافة وأبعادها الإنسانية والأخلاقية والوطنية.

وهؤلاء الدخلاء بغوغائيتهم وانتهازيتهم ووصوليتهم التي يلفظها ويرفضها ويستنكرها  عالم الثقافة والمعرفة  أكثر ما يؤشر ويدل عليهم اليوم في مجتمعنا هي أزمة النفايات التي يتهافتون على ركب أمواج روائحها وسمومها علهم بذلك يتعمشقون على موقع أو يتصدرون واجهة الأخبار في وسائل الإعلام.

فالمثقف بحكم رصانة ورزانة عقله لا يمكنه أن يكون رافضا للخطط العلمية التي تخدم الإنسان كما هو حال خطة النفايات التي اقرته اللجنة الفنية التي يرأسها الوزير أكرم شهيب خصوصا عندما يكون هذا الرفض حاصلا بخلفية الرفض لمجرد الرفض  التي تخفي ورائها نزق ومرض الظهور ولو من خلال استغلال أزمة النفايات المستفحلة على طريقة “الهاشتاغ” النقدي الذي اجتاح مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان #بدو_كرسي_لو_عمكب.

وكذلك أن المثقف لا يمكنه أن يكون مع العدم والشلل والتعطيل الذي يستجلب الفوضى وأخذ البلاد والعباد نحو مجهول قاتم، لأن المثقف هو أيضا مسؤول عن حياة الناس ومستقبلها ،وبالتالي فأن واجب المثقف الأخلاقي والإنساني في لبنان هو أن يأخذ المبادرة لإجتراح وتقديم الحلول العلمية الناجعة لكافة القضايا المطروحة، لا أن يرضى البقاء مستسلما خانعا لأداء دور الناقد المنظر من فوق الأبراج العاجية العالية التي تسلخ المثقف في بلادنا عن واقع انسانيته وأوجاع ناسه ومعاناة مجتمعه.

والويل والثبور لامة  يتكبر ويتأله فيها من يدعون الثقافة ليصنفوا الناس من ابراج مشاريعهم الشمولية القمعية الرافضة لكل تنوع او تعدد او رأي آخر …وهم في جهلهم غارقون في تبعية الطغاة الفاسدون والمجرمون الذين نهبوا شعوبهم  وامعنوا فيهم قتلا وسفكا وتشريدا   خلف الشعارات الشعبوية الغيبية والظلامية.

فالاصلاح  الحقيقي لا يمكن ان يأتي ممن  يؤيدون صانع الارهاب الحقيقي، وناحر القضية الفلسطينية،  و قاتل الاطفال والشيوخ والنساء ،و من اغتال الزعماء والقادة  والمفكرين والمثقفين  والمقاومين  الاحرار الشرفاء في لبنان وسوريا.

ان لمكافحة الفساد  اصول وقواعد اهمها الرقابة  والمساءلة والمحاسبة في كنف الديمقراطية الصحيحة التي تحترم حقوق الانسان…وبالتالي ان مسار مكافحة الفساد الجدي والحقيقي لا يمكن ان يأتي من انسان يدعي الثقافة وهو متكبر جاحد سمح لنفسه في لحظة تكابر ان يصنف الناس بميزان العصبية المريضة الحاقدة التي تكيل بمكيال الانحياز للقاتل الفاسد المجرم  لا بميزان العدالة والحق.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!