نقاش مع السفير عبدالله بو حبيب!

محمود الأحمدية 

يقول الإمام علي بن أبي طالب: “الحلم غطاء ساتر والعقل حسام باتر فاستر خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك”.

خلال الأسبوعين الأخيرين لفت نظري عدة مقابلات على الفضائيات اللبنانية للسفير عبدالله بو حبيب، سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة الأميركية…

وفي كل مقابلة وبضمير مرتاح وبكل عقلانية وبدون أي خلفية أستطيع القول أن هناك سراً يقف وراء هذا السفير في طريقة تحليله للأمور، وتفاجأت كيف كان يدافع عن ديمقراطية إنتخاب وزير الخارجية جبران باسيل رئيساً للتيار الوطني الحر وكيف عمل محامياً حتى العظم عندما استهزأ بالإعلامي الذي سأله عن العماد عون قائلاً بالعامية: “يا عمي أنتو لَحَدّْ هلق ما بتعرفوا الجنرال… هذا نعمة ونزلت من عند ربنا على هالوطن بس نحنا مش مقدرين”.. وعندما حشره الإعلامي بسؤال من العيار الثقيل: “يا خيي الجواب مش عندي روح سألو!!!”

وفي مقابلة أخرى، دخل السفير في تفاصيل معركة الزبداني، وقال بطريقة إستفزازية لشعور كل طفل سوري وكل عائلة سورية وكل مشرد سوري وكل لاجىء سوري في بلاد الله الواسعة، قال: “معركة الزبداني يا صاحبي أصبحت شبه محسومة للنظام”.

abdallah_bou_habib

وذهبت بي الأفكار إلى الماضي البعيد حيث كانت الحرب دائرة وإستجارت الحكومة اللبنانية بالولايات المتحدة الأميركية لمساعدتها عسكرياً وأرسلت أميركا المدمرة “نيوجرسي” إلى الشاطىء اللبناني قبالة العاصمة بيروت… وباشرت “نيوجرسي” بقصف الجبل، وكانت للقذيفة التي أصابت بلدة بتبيات والجورة الضخمة التي حفرتها وصورها أثرها العالمي المؤثّر على إيقاف القصف المؤسف الذي يدل على السياسة العرجاء الدائمة للأميركيين. وتفاجأ العالم بسفير لبنان في ذلك الوقت في الولايات المتحدة الأستاذ عبدالله بو حبيب يقيم مؤتمراً صحافياً معارضاً القرار الأميركي بوقف قصف الجبل، وأعلن أمام الصحافيين الأجانب تصريحاً لا يزال اللبنانيون يذكرونه حتى الآن: “لماذا أوقفتم قصف المخربين في الجبل؟” والمخربون هم أبناء وطنه!! فسأله الصحافيون أنت سفيرٌ للبنان كله في أميركا أم سفيراً لجزء من لبنان في أميركا؟ وعادة السفير في الإغتراب هو ممثل للحكومة وللشعب ولم ير العالم سفيراً يتكلم بلهجة عدائية ضد جزء من شعبه في بلد الإغتراب حيث موقعه… وخاصة أن سعادته من الجبل…

قليل من الإعتدال… قليل من العقلانية… قليل من الدبلوماسية يا حضرة الدبلوماسي السفير عبدالله بو حبيب.

اقرأ أيضاً بقلم محمود الأحمدية 

القلم الحر والانتصار في زمن القهر

عصام أبو زكي… الرجل الأسطورة… بطل من بلادي

انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ونتائجه الكارثية

في الذكرى 43 معلومات جديدة مذهلة عن عالمية فريد الأطرش

كمال جنبلاط البيئي: سابق لعصره

من كمال جنبلاط إلى الربيع الصامت إلى فرنسا

مَنْ أَحقّ من فريد الأطرش بنيل جائزة نوبل للفنون

كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره

كيف لوطن أن يشمخ وفيه كل هذا العهر في مسلسلاته

حرش بيروت تحت رحمة اليباس… والتاريخ لن يرحم

مواسم التفاح بين الحاضر والماضي… قصة عزّ وقهر!

مصنع الإسمنت في عين داره ونتائجه الكارثية على البيئة والإنسان

كمال جنبلاط البيئي  وثقافة المواطن الحر والشعب السعيد

أولمبياد الريو والحضارة وعرب ما قبل التاريخ

مصنع الإسمنت في عين دارة: جريمة بيئية موصوفة

هل أحسنت؟ هل أخطأت؟ لا أعرف!!

حكايتي مع كرة القدم وفريق ليستر الانكليزي الذي هز اعتى الامبراطوريات

شكراً مسيو هولاند… أعطيتنا درساً في الحضارة والأخلاق!

غسان سلامة و”اليونسكو” وزواريب السياسة اللبنانية!

أنا علماني ولكني لي ملاحظاتي!