نقاش مع السفير عبدالله بو حبيب!
محمود الأحمدية
30 سبتمبر 2015
يقول الإمام علي بن أبي طالب: “الحلم غطاء ساتر والعقل حسام باتر فاستر خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك”.
خلال الأسبوعين الأخيرين لفت نظري عدة مقابلات على الفضائيات اللبنانية للسفير عبدالله بو حبيب، سفير لبنان السابق في الولايات المتحدة الأميركية…
وفي كل مقابلة وبضمير مرتاح وبكل عقلانية وبدون أي خلفية أستطيع القول أن هناك سراً يقف وراء هذا السفير في طريقة تحليله للأمور، وتفاجأت كيف كان يدافع عن ديمقراطية إنتخاب وزير الخارجية جبران باسيل رئيساً للتيار الوطني الحر وكيف عمل محامياً حتى العظم عندما استهزأ بالإعلامي الذي سأله عن العماد عون قائلاً بالعامية: “يا عمي أنتو لَحَدّْ هلق ما بتعرفوا الجنرال… هذا نعمة ونزلت من عند ربنا على هالوطن بس نحنا مش مقدرين”.. وعندما حشره الإعلامي بسؤال من العيار الثقيل: “يا خيي الجواب مش عندي روح سألو!!!”
وفي مقابلة أخرى، دخل السفير في تفاصيل معركة الزبداني، وقال بطريقة إستفزازية لشعور كل طفل سوري وكل عائلة سورية وكل مشرد سوري وكل لاجىء سوري في بلاد الله الواسعة، قال: “معركة الزبداني يا صاحبي أصبحت شبه محسومة للنظام”.
وذهبت بي الأفكار إلى الماضي البعيد حيث كانت الحرب دائرة وإستجارت الحكومة اللبنانية بالولايات المتحدة الأميركية لمساعدتها عسكرياً وأرسلت أميركا المدمرة “نيوجرسي” إلى الشاطىء اللبناني قبالة العاصمة بيروت… وباشرت “نيوجرسي” بقصف الجبل، وكانت للقذيفة التي أصابت بلدة بتبيات والجورة الضخمة التي حفرتها وصورها أثرها العالمي المؤثّر على إيقاف القصف المؤسف الذي يدل على السياسة العرجاء الدائمة للأميركيين. وتفاجأ العالم بسفير لبنان في ذلك الوقت في الولايات المتحدة الأستاذ عبدالله بو حبيب يقيم مؤتمراً صحافياً معارضاً القرار الأميركي بوقف قصف الجبل، وأعلن أمام الصحافيين الأجانب تصريحاً لا يزال اللبنانيون يذكرونه حتى الآن: “لماذا أوقفتم قصف المخربين في الجبل؟” والمخربون هم أبناء وطنه!! فسأله الصحافيون أنت سفيرٌ للبنان كله في أميركا أم سفيراً لجزء من لبنان في أميركا؟ وعادة السفير في الإغتراب هو ممثل للحكومة وللشعب ولم ير العالم سفيراً يتكلم بلهجة عدائية ضد جزء من شعبه في بلد الإغتراب حيث موقعه… وخاصة أن سعادته من الجبل…
قليل من الإعتدال… قليل من العقلانية… قليل من الدبلوماسية يا حضرة الدبلوماسي السفير عبدالله بو حبيب.