رسالة مفتوحة إلى الأصدقاء الأعزاء في الحراك المدني

خضر غضبان (الأنباء)

لأصدقاء الأعزاء في الحراك المدني؛

تحية وبعد،

لقد دعمنا التحرك المطلبي المحق في الشارع منذ بدايته، ولكن بطريقتنا،

وقد شددنا على ضرورة عقلنة التحرك من خلال التواصل المباشر مع البعض أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حرصًا،

وإعتبرنا أن الإعتداء على الحراك في تظاهرة 22 آب يمثل خطيئة كبرى تهدد الحريات في لبنان، وطالبنا بالمحاسبة،

لكننا قررنا عدم متابعة نشاطنا في هذا التحرك بسبب السقف السياسي المرتفع والشروط المستحيلة التي تم وضعها، وبسبب محاولة البعض إستغلال هذا التحرك لأهداف سياسية واضحة والقيام بأعمال الشغب،

وإحترمنا رغبتكم بعدم وجود “الحزبيين” على الرغم مما حمله هذا المطلب من إساءة لشريحة مناضلة واسعة وتجنٍ عليهم،

ثم تقبّلنا ولو على مضض إنتقادات بعضكم وإتهامنا بالتخاذل بسبب غيابنا عن التحرك في الشارع، وشكل هذا الأمر تناقضاً واضحاً مع مطلبكم السابق،

وجّهنا لكم التحية، بعد تظاهرة ٢٩ آب الحضارية، وتبنينا بشكل كامل المطالب المحقة، لكننا تحفظنا على المطالب السياسية غير الواقعية،

قسونا بعضنا على بعض، في النقاش المباشر أو غير المباشر، لكن ذلك لا يفسد في الود قضية،

كل ما تقدّم، يعبر عن واجبنا ومسؤوليتنا التي تُعبر عن قناعاتنا.

ولكن، المسؤولية كبيرة وأنتم تدركون ذلك جيداً. أعتقد أنه من المفيد والضروري أن تتجاوزوا مرحلة إطلاق المطالَب والبدء بتحمل جزء من المسؤولية الوطنية من خلال تقديم مقاربتكم البناءة لأزمة النفايات الى الوزير المكلف أكرم شهيب، علّها تكون بداية الطريق للحل المنشود.