مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 29 آب 2015

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

نجح الشعب اللبناني بالتعبير الديمقراطي وإبراز حضارته. نجحت القوى الأمنية في حماية المتظاهرين. نجحت الحكومة في إعطاء اللبنانيين الحق في التظاهر.

المهم أن يواصل الشعب تحركه التصحيحي للتروي الخدماتي. المهم أن يبقى التنسيق بين القوى الأمنية ومسؤولي الحملات المدنية. المهم أن تنجح الحكومة في وأد الخلافات والإنصراف الى الإنتاجية في مجلس الوزراء.

هذا هو موقف حزب الأوادم، وهو حزب كبير يضم معظم أفراد المجتمع المدني.

بكل بساطة، التظاهرة المدنية انطلقت من أمام وزارة الداخلية التي أمنت الحماية، إلى ساحة الشهداء أو ساحة البرج كما كانت تسمى أيام عز لبنان قبل الحرب في مطلع السبعينات.

التظاهرة في مكانها الصحيح ليس في ساحة رياض الصلح في مواجهة السرايا والبرلمان. التظاهرة في توقيتها الصحيح ليس في أي توقيت سياسي لأي فريق سياسي. التظاهرة سلمية تحت الشعار المرفوع من القوى الأمنية بأنها من المتظاهرين ولهم ولخدمتهم وحمايتهم.

التظاهرة أطلقت الصرخة، والمساعي السياسية متواصلة في سياق مبادرة أطلقها الرئيس نبيه بري سرا للملمة الصف الحكومي، ويطلقها في مهرجان الإمام الصدر في النبطية غدا علانية، وفيها دعوة إلى طاولة حوارية أو تشاورية، لا فرق، فالمهم النأي بلبنان عن المخاطر الخارجية التي تتهدده، وتمرير الإنتخاب الرئاسي في أسرع وقت.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

مرت تظاهرة بيروت بسلام. العاصمة اليوم كانت متنفسا للمواطنين الذين خرجوا يرفعون الصوت ضد الاستهتار الرسمي بمصالح الناس.

جمعت بيروت أبناءها بسلام الوحدة الوطنية وحضارة التعبير اللبناني وأحقية المطالب الشعبية. الرسالة الاحتجاجية وصلت، فماذا سيفعل السياسيون: هل سينصرفون إلى تفعيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية؟ هل سيلبون الدعوات إلى عقد جلسات المجلس النيابي لاقرار سلسلة الرتب والرواتب والقوانين المعيشية والاجتماعية؟ هل ستمضي الحكومة قدما لمواكبة ما يريده الناس؟

الرسالة وصلت، وبالانتظار ترصد الساحة اللبنانية حول ما هو آت. غدا تظاهرة كبرى في النبطية في الاحتفال الوطني وفاء لامام الوطن السيد موسى الصدر في ذكرى تغييبه ورفيقيه. غدا جماهير حركة “أمل” ومحبي الامام يحيون الرمز والقضية، ويؤكدون انهم باقون ملتزمون لا يتركون الساحات ولا يتنازلون عن ثوابتهم. غدا ستمتلئ ساحات النبطية التي تتحضر لاستقبال جماهير الامام الآتية اليها تمسكا بالنهج وبنهائية ووحدة لبنان. غدا سيطل الرئيس نبيه بري، واللبنانيون سينتظرون ما سيقول، وما هي المبادرة الوطنية التي سيطلقها رجل الجمع والحوار.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

نبض أقوى من كل الشعارات، حركته قسوة المعاناة، فجرته النفايات بعد ان أرهقته الكهرباء والماء ووعود السدود والجسور والطرقات، وجل مشاريع الفساد والسرقات.

نبض لن يسرقه أحد مهما حرفت اللافتات، وصوبت الهتافات والهاشتاغات، نبض أعاد الحياة لساحة الشهداء ولشهدائها الشاهدين على زمن طويل من تزوير الهويات.

تظاهر اللبنانيون تحت عناوين تختصر برفض الفساد، وجالوا في شوارع شاهدة على عقود من هدر المال العام، كثيرون ركبوا الموجة بحثا عن دور، أو تأدية لدور ما. لكن الصرخة الأقوى بقيت لأصحاب المعاناة، الذين متى أنهوا يومهم سيعودون إلى بيوت لن يجدوا فيها الكهرباء المصابة كالعادة بعطل طارئ.

انتهى السبت وماذا بعد؟ هل ستسمع السلطة فتعيد الحسابات، أم تستوعب الشارع بحراك يوم تسجله على لائحة الأيام؟ سلطة اعترفت بأن الدولة إلى الفشل، وشعب شاهد على سوء الحال، فمن ينطق بالحكم، لتغيير الأحوال؟

أليست المسؤولية على الجميع، سلطة ومواطنين؟ سلطة تعاقبت على الهدر والفساد ونهب المال العام، ومواطنون امتهنوا لغة الصمت إلى الآن.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

أخيرا قال الشعب كلمته، وهو قالها بعيدا من الاصطفاف السياسي. فبعد انتظار طويل توحدت الساحتان: ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، وتوحد جمهور 14 آذار مع جمهور 8 آذار.

وأبعد من الساحتين تجلى بوضوح تام أن اللبنانيين تعبوا من زعمائهم وقياداتهم ومسؤوليهم. تعبوا وقرفوا ويئسوا، ولذلك انتفضوا بحضارة ورقي وانضباط، متناسين خلافاتهم، متخطين اصطفافاتهم ومحاولين رسم وطن بحجم أحلامهم وآمالهم.

أخيرا قال الشعب كلمته، وهي كلمة سيكون لها أثرها في كل المشهد السياسي، فالدينامية التي انطلقت يصعب أن تتوقف، وما بعد تحرك 29 آب لا يمكن أن يكون كما قبله، لأن عقارب التاريخ لا تعود إلى الوراء.

ولأن عقارب التاريخ لا تعود إلى الوراء، فإن حملة “طلعت ريحتكم” أكدت أن الحراك الشعبي لن يتوقف. وهي تتجه إلى التصعيد في كل المناطق اللبنانية مساء الثلاثاء، إذا لم يستجب لمطالبها، حتى تحقيق ثلاثة أمور: استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، ومحاسبة من أطلق النار الأسبوع الفائت وانتخاب رئيس للجمهورية.

واللافت أن الحملة التي طرحت في بداية انطلاقها شعارات كثيرة ومتعددة، بأسلوب غير متدرج، قدمت في بيانها اليوم صورة مختلفة، وأعادت تحديد الأولويات السياسية بشكل دستوري ومنطقي. فالتغيير المطلوب لا يمكن أن يتحقق في ظل غياب رأس للدولة يشكل الناظم للمؤسسات الدستورية. فهل يسمع نواب الأمة صرخة الأمة التي تجسدت اليوم في ساحة الشهداء، وينتخبون رئيسا قبل انهيار ما تبقى من الجمهورية؟

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

تظاهرة “بالجملة”، ومطالب “بالمفرق”. هكذا يمكن وصف مشهد اليوم في ساحة الشهداء. فمن حل أزمة النفايات إلى إسقاط النظام، مرورا بانتخاب رئيس وإقرار قانون انتخاب خارج القيد الطائف. وما بين ذلك من شعارات تبدأ بإصلاح الجامعة اللبنانية وتعزيز التعليم الرسمي، ولا تنتهي بحقوق المرأة، وحتى بمطالب المثليين، بدا أن ما يجمع عليه المشاركون هو أمران: الأول عام، ويتمثل بالغضب الشعبي العارم من غالبية الطبقة السياسية. غضب أعمى بصيرة البعض عن التمييز بين الصالح والطالح، وبين الفاسد المكشوف والمعروف، والتغييري- الإصلاحي الذي تشهد شعاراته وممارساته له، وليس عليه.

أما الأمر الثاني، فعملي، وتعبر عنه النقمة على “المشنوقين”، لتحمل أولهما مسؤولية التعرض للمتظاهرين قبل أيام، ولتلكؤ الثاني في القيام بما عليه لمعالجة أزمة النفايات، مع تحديد مهلة 72 ساعة، وإلا المزيد من التصعيد.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”

الحراك الشعبي حط رحاله في ساحة الشهداء، في يوم مشهود تلبية لدعوة حملة “طلعت ريحتكم” وعدد من الجمعيات الاهلية والمدنية، وسط تعدد مطالب المشاركين في التظاهرة التي انطلقت من امام وزارة الداخلية وصولا إلى ساحة الشهداء.

أهداف التظاهرة تعددت بين مطالب بحل أزمة النفايات واستقالة وزير البيئة، فيما آخرون طالبوا باجراء انتخابات نيابية وباسقاط النظام. وفي بيان عن حملة “طلعت ريحتكم” انها أمهلت الحكومة اثنتين وسبعين ساعة للتجاوب مع مطالب المتظاهرين، وإلا ستتجه إلى التصعيد.

وتأمينا لأمن المتظاهرين، كان مجلس الأمن المركزي الذي انعقد برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق، قد قرر انشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي، لحفظ أمن التظاهرة ومنع الفوضى وسلامة الممتلكات العامة والخاصة.

في المقابل، وفي ظل اشتداد الأزمة السياسية في البلد والمأزق الحكومي الناتج عن عدم مشاركة “حزب الله” و”التيار العوني” في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، فإن الأنظار تبقى مشدودة إلى ما سيعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري غدا من النبطية في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر، حيث من المتوقع ان يطلق، وفق مصادر قريبة منه، مبادرة في سياق خطواته الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية، وإعادة الانتاجبة إلى المؤسسات الدستورية.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

بعد عشر سنوات على أكبر تظاهرتين في تاريخ لبنان، انطلقت اليوم مراسم تشييع الرابع عشر والثامن من آذار معا، وقد ودعتهما حشود شعبية مدفوعة من مرارتها، في تظاهرة خرجت من ألم الرقمين.

من رهن السلطة لمزاج داخلي وأهواء خارجية، من استبداد الحكم وتمدده، من لهاثه إلى سلطة قضمت بمقاعدها ونفاياتها، من موت أمام المستشفيات، من شيخوخة لا تضمنها إلا عناية الخالق، من رفض حكم الطوائف، من روائح فساد عبقت فطوقت سياسييها قبل مواطنيها، من كل هذا وأكثر، تظاهرة لا لون لها ولا زعيم أو قائد عشيرة، ناسها هم قادتها. كل مشارك فيها كان سيد نفسه، يصنع مستقبلا لجيل بلا وراثة.

هم نزلوا الساح، ليس بهدف تسجيل رقم ثالث في الوطن. وقد جاؤوها يطلبون عدالة وحرية ورغيف خبز، ومحاربة البطالة، إقرار قانون انتخاب، فتح صناديق الاقتراع، وإغلاق مستوعبات النفايات، وإسناد دور المعالجة إلى البلديات.

لقد فاض الناس وثاروا على دولتهم، حيث لا رجوع إلى الوراء، وهم جنزوا سلطتهم اليوم ومشوا في مثواها الاخير، وبعضهم ودع حزبه وحكم طائفته، قائلا: عذرا أريد ان أعيش وان أحيا بكرامتي من دون وساطاتكم ومحسوبياتكم، ولن أصل إلى وطني إذا بقيت سائرا على درب نفاياتكم.

ولأن المطالب غير مستحيلة، فقد أمهل المتظاهرون الحكومة إثنتين وسبعين ساعة، قبل معاودة التحرك والتصعيد اعتبارا من ليل الثلاثاء. ووضعوا إطارا لتحركهم يتضمن بناء دولة مدنية ديمقراطية وعادلة، مؤكدين إستمرارهم في هذا التحرك حتى استقالة وزير البئية محمد المشنوق ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق.