هل تحقق ايران ما ترنوا اليه؟

فيصل مرعي

في الآونة الاخيرة، كثر الحراك الدبلوماسي، وكثرت التصورات لايجاد حل للأزمة السورية. ففي الوقت الذي دأبت فيه ايران على وضع يدها على اليمن، واعتقاد البعض ان اليمن اصبح في عداد الدول العربية التي ضُمت تحت جناح ايران كسوريا والبحرين.. واضحى في دائرة الولاء لإيران، وعلى مرمى حجر منها.. كان الحراك الدبلوماسي على اشدّه، خاصة وأن المجتمع الدولي عزم على الولوج في الحل السياسي، كون سوريا هي القطب، والاكثر خصوصية، وحساسية، وثقلاً في المنطقة. فالناظر الى ما يجري في بعض عالمنا العربي، لا سيما في العراق، يرى ان تقدماً ملحوظاً، بل كبيراً يشهده العراق تحت وطأة الضغط الشعبي منذ فترة قصيرة. فقد ناء الرئيس العراقي تحت رغبات الشعب، يوم راح الشعب ينادي، باصلاحات سياسية واقتصادية.. كي لا يكون العراق النموذج الثاني لليونان، إفلاساً وتصدعاً.

في عهد المالكي كان العراق على قاب قوسين او ادنى من الانهيار نتيجة الفساد والتعصب والتمذهب الذي عمّ البلاد والعباد. والمؤسف حقاً. ان ايران كانت الراعي، والحاضن، والداعم، والحامي لهذا النظام. وكانت اضافة الى ذلك، تعمل جاهدة على عدم كشف المستور، من فساد، وسمسرات وصفقات.. وهنا لا بد من التنويه بموقف الرئيس العبادي الشجاع يوم حزم امره باتجاه الضرب بيد من حديد على ايدي الفاسدين والمفسدين، وكل من كانت تسول له نفسه التلاعب بمصير الشعب ولقمة عيشه، فكان له من الرضى والقبول في اوساط الشعب الكثير الكثير، خاصة بعد تفشي ظاهرة الارهاب في بعض المحافظات العراقية بطريقة مبهمة وغامضة، وتسليمها تسليم اليد دون سفك نقطة دماء. السؤال: هل كان هنالك تواطؤ ما حول ما جرى في بلاد ما بين النهرين؟ لم يعد باستطاعة العبادي العودة الى الوراء، سيما وان الخطر ما زال يحدق به، ولو أن بعض القوى السياسية والدينية تقف الى جانبه جنباً الى جنب، والتي اصابها الذهول من وصول البلاد الى ما وصلت اليه.

Iranian  Basij1

وهذا، لا يعني خروج العراق من عنق الزجاجة، في وقت ما زال فيه حبل ايران يحز في اعناق العراقيين. خاصة وان هنالك نوافذ كثيرة تطل منها، لا سيما لجهة التداخل الحدودي، والمذهبي. ولصد ما تقوم به ايران، المطلوب رزمة مه الحلو السياسية، وفي مقدمها، القرار السياسي المستقل، وافساح المجال امام الوعي القومي، سيما وان الارهاب على اشده، ويشتد عوده يوماً بعد يوم. على ايران القليل من التواضع، وعدم النظر الى الآخرين نظرة السيد للمسود، والحاكم للمحكوم!

ما بدا من أمل منشود في العراق، لن ينسينا ما يجري في سوريا، ولن ينزع عما في صدورنا من اسى وحزن. فما جرى في سوريا يساوي ما جرى في العراق. وعلى هذا، نرى ان الازمة السورية لها من الاهمية، نظراً لموقعها في قلب العالم العربي، ودورها المحوري في هذا الشرق البكير، ولما ستكون عليه في المستقبل. لذا، نرى المجتمع الدولي منهمكاً في ايجاد الحلول السياسية، والبديل الذي سيعلوا السلطة السياسية.. وعلى راس المهتمين بالشأن السوري: اميركا وروسيا، ومن لفّ لِفّهما اللتان تروجان لحلّ سياسي فيه من الغموض والالتباس ليس بقليل. وهكذا، وكأن مصير الشعوب متعلق باهوائهما، ظناً منهما انه بمقدورهما اخراج الازمة السورية من النفق المظلم.

لا ثقة بعد اليوم بكل ما تقوم به ايران، وروسيا، واميركا من مبادرات سياسية، سيما وان لا بنود صالحة وُضعت للحوار، خاصة بعد رحلات ظريف المكوكية، وما يتفوه به القادة السياسيون والعسكريون في ايران، ناهيك عن سلوك كل من روسيا واميركا في هذا المجال. كل ذلك، لا يوحي بأن حلاً سياسياً متوفراً في المدى القريب. فعندما تتبنّى ايران مبدأ المشاركة عبر اشراك الجميع في حكومة متنوعة ومتعددة الاطراف، فإن ذلك يعني اكثر ما يعني التنكر لمؤتمر “جنيف” وبالتالي تهديم الهيكل على رؤوس الجميع.

فجنيف، اكد على ازاحة الحكم الحالي، وعلى اعتلاء الحكم حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، اضافة الى ما بعد بعد رحيل الاسد. فلا مجال لاطالة الشرح عما تقوم به ايران من تدخلات وانتهاكات في سوريا.. وكأنها الوصية، وسيدة الحل ترافقاً بالادعاء القضاء على الارهاب. فقولوا لنا بالله: هل تستطيع ايران تحقيق ما ترنوا ليه؟ وهل روسيا ترضى بشروط ايران بما يتعلق بتمديد ولاية الاسد كضرورة للقضاء على الارهاب كما تزعم؟ لا حل سياسياً في ظل النظام القائم، حتى ولو دعمته قوى العالم، واقتلع الارهاب من على ارض سوريا. لا حل الا برحيل النظام، لا ببقائه.

لا، لن يكون الحل في عهدة ايران، ما يُطيل عمر الطغمة الحاكمة، سيما وانهما في سفنية واحدة، في وقت ما زال يدور في خَلَدِها ان لا بديل عن الحل العسكري. فالرحيل الرحيل اليوم قبل الغد بناء لسوريا المستقبل، بعيداً عن التدخلات والهيمنة والتسلط.

اقرأ أيضاً بقلم فيصل مرعي

المعلم كمال جنبلاط مصباح الديمقراطية المتكاملة..

خطاب القسم وحكومة استعادة الثقة

ارحموا لبنان يرحمكم التاريخ..

فلننقذ لبنان اليوم قبل الغد..

طبّقوا الطائف تنقذوا لبنان

لبنان: ديمقراطية مشوّهة وتخبط سياسي…

الاجماع والتوافق (وأي اجماع وتوافق!)

لا للصفقات ولا للاستئثار بعد اليوم

قادة بحجم الوطن أحسنوا قيادة السفينة

النزوح السوري وقانون التجنيس..

حماية لبنان من اولى اولويات الحكومة..

قانون انتخابي بلا نكهة سياسية

لبنان لا تطبيع ولا علاقات…

النأي بالنفس حاجة وضرورة..

..إذا قلنا: أخطأنا…

تسوية جديدة لا استقالة

سلسلة الرتب والرواتب..

لبنان وازمة النازحين..

قانون بلا نكهة سياسية وقيمة اصلاحية؟!

الدولة وحدها تحمي لبنان…