السبت سيكون يوماً مشهوداً ولكن…

منير بركات (الأنباء)

أمام حالة الاحتقان الكبيرة الذي يختزنها الشعب اللبناني، وفي ظل إنقسام سياسي ومذهبي في بنية السلطة وعلى المستوى الشعبي، وفي ظل ظروف وتطورات إقليمية متوقعة، تبدأ في مفاعيل التسوية الإيرانية الأميركية وإقرارها أو نسفها في الكونغرس إلى التفاهم الإيراني الفرنسي الذي سيتناول فيه الملف اللبناني وإنتخاب رئيس للجمهورية أو عدمه وإبقاء الفراغ الرئاسي وتكامله مع العمل على قدم وساق على إسقاط الحكومة وإفراغ المؤسسات ويصبح الحراك الجماهيري المحق ضحية التجاذب والصراع على السلطة في مناخ سيدخل فيه لبنان إلى المجهول محكوما بشارع متفلت منقسم على نفسه بحدة الفرز المذهبي الذي سوف يهيمن على لعبة التقاذف خلف جبال النفايات لتصبح معها النفايات نفسها مطلوبة كمتاريس يحتمي بها كل فريق معززا تموضعه في عملية التراشق السياسي وكيل الشتائم وتقاذف الاتهامات وتحميل المسؤوليات، وينسى الجميع المطالَب الاساسية وتدفع الأمور إلى أحداث أمنية يطمحً معها كل فريق الى تعزيز شروطه في مؤتمر تأسيسي لا يحمل معه إلا تجديد التقاسم المذهبي وتبدل الأمتيازات كما حصل منذ ميثاق ٤٣ وتحسين المحاصصة وصولا إلى اتفاق الطائف بعد حرب أهلية بغيضة تداخل فيها الإقليمي والدولي بالداخلي لينتج عنه المناصفة بين المسلمين والمسيحيين ولكي تستمر فيها الحرب بأشكال مختلفة وصولا الى اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس للجمهورية على وقع تهديد البندقية ومخاطر الحرب الأهلية.

وسط بيروت

إن تكرار السيناريو حاضر اليوم وبغياب المشروع الوطني سيكون الحراك الشعبي يتيما و مهددا بمصادرته، خاصة سيلاقيه تحرك آخر غير بعيد عن الأهداف الأنقلابية وتختلط الأمور الى حد ضياع الأهداف الأساسية من التحرك.

لذلك ندعو الشباب إلى الابتعاد عن نقاط التماس مع القوى الأمنية وحسنا فعلوا بتحديد نقطة التجمع في ساحة الشهداء، ولكن من المؤسف أنها ستصبح ساحات للشهداء ولكن من المفترض حصر الشعارات بالمطالب وبشكل متدرج بعيدا عن تناول إسقاط الحكومة أو النظام وتحت سقف الحفاظ على السلم الأهلي وتفعيل المؤسسات ورفض التعطيل وإنتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل وضع البلديات والافراج عن الأموال المحجوزة للتسيير الذاتي ومعالجة أمور الناس في القرى والمدن.

السبت سيكون يوما مشهودا ولكن ليس ممسوكا وسوف يشكل منعطفا مجهولا يؤسس إلى صراع مديد وبأشكال مختلفة.

————————————————-

(*)رئيس الحركة اليسارية اللبنانية