نتنياهو قد يخسر يهود الولايات المتحدة

رندى حيدر (النهار)

تاريخياً وقف يهود الولايات المتحدة الى جانب دولة إسرائيل ودعموا سياساتها. وقد لعب اللوبي اليهودي الصهيوني دوراً اساسياً في الدفاع عن مصالح إسرائيل في ظل الإدارات الأميركية على اختلافها أكانت جمهورية أم ديموقراطية. لكن من المعروف ايضاً ان الجالية اليهودية الأميركية هي تقليدياً مؤيدة للحزب الديموقراطي، وتجد نفسها اكثر قرباً من توجهاته الليبرالية وقيمه المنفتحة بالمقارنة مع النظرة المحافظة للحزب الجمهوري. وقد حرصت السياسة الإسرائيلية الرسمية على الوقوف على الحياد بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة وعدم الانحياز إلى أي منهما، الى حين وصول بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام 2009 الذي تزامن مع انتخاب باراك أوباما.
مذذاك بدأ مسار تصادمي بين الرئيسين شهد سلسلة من الأزمات سببها مواقف إدارة أوباما الرافضة لسياسة البناء في المستوطنات، ودعمها لاستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين سعياً إلى تحقيق حل الدولتين، ورفض حكومة نتنياهو فكرة تجميد البناء وعدم اقتناعها بامكان تحقيق تسوية سياسية مع الفلسطينيين في الوقت الراهن.
وقد ازداد التصادم حدة عندما دعم نتنياهو علناً المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية الاخيرة الامر الذي اعتبره أوباما تدخلاً في السياسة الأميركية الداخلية. كما اتهم نتنياهو إدارة أوباما بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ودعمها خصمه زعيم المعسكر الصهيوني إسحق هيرتسوغ.
اليوم تتمحور المعركة بين الرئيسين على الحصول على دعم الكونغرس لدى تصويته على الاتفاق النووي في شهر أيلول المقبل. ووقت يضمن نتنياهو وقوف الجمهوريين ضد الاتفاق، فإنه لا يزال حتى الآن غير قادر على الحصول على الدعم الكافي من النواب الديموقراطيين حتى اليهود منهم. في هذه المعركة لم يضع نتنياهو النواب اليهود الديموقراطيين في وضع حرج، بل الجالية اليهودية باكملها وذلك من خلال ممارسة الضغوط عليها للوقوف ضد رئيسها ومصالح بلدها دفاعاً عن موقف الدولة الإسرائيلية ومصالحها.
يحاول نتنياهو اثارة الشعور بالذنب لدى الجالية اليهودية الأميركية مقارناً سكوتها عن الخطر الإيراني بصمت آبائها عن المحرقة النازية. ويمارس ضغوطاً كبيرة عليها ويخوض حملة شعواء بمساعدة متمولين يهود كبار لدفع زعماء هذه الجالية للوقوف الى جانبه والتنكر لرئيسهم.
ولكن لا يبدو حتى الآن انه نجح في مساعيه. فعلى رغم اعلان بعض اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين البارزين معارضتهم للاتفاق النووي مع إيران، فإن سائر اعضاء الحزب حتى اليهود منهم لا يزالون يدعمون موقف أوباما. وتتوقع الصحافة الإسرائيلية هزيمة مزدوجة لنتنياهو الشهر المقبل، فهو لن يخسر التصويت في الكونغرس فحسب، بل دعم الجالية اليهودية الأميركية.

اقرأ أيضاً بقلم رندى حيدر (النهار)

خلاف إسرائيلي – روسي على سوريا

جيش “حزب الله” والحرب المقبلة

اليمين في إسرائيل يؤبد الاحتلال

فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي

النكبة الفلسطينيّة والنكبات العربية

تغيّر الموقف الإسرائيلي من سوريا

الجولان أرض سورية محتلة

هل الهدنة مدخل لتقسيم سوريا؟

الوجه الجديد للفاشية الإسرائيلية

موسكو ترسم مستقبل المنطقة

القضية الفلسطينية الخاسر الأكبر

الاستغلال الإسرائيلي للتوتر السعودي – الإيراني

خطورة التحالف الروسي – الإيراني

في مواجهة شرق أوسط مضطرب

عودة الابن الضال: نتنياهو

هستيريا التحريض الإسرائيلي

علامَ يتفق الإسرائيليون مع الروس في سوريا

عَلَمْ فلسطين والحلم المستحيل بالدولة

إسرائيل تواجه سوريا إيرانية – روسية

الجيش الإسرائيلي وتجارة الموت