رئيس المجلس العسكري لمحافظة درعا العقيد أحمد النعمة في حديث خاص لموقعنا زمن الأسد ولَّى والنظام آيل للسقوط وجيشه فقد القدرة على المواجهة

العقيد أحمد النعمة رئيس المجلس العسكري في محافظة درعا هو من تولى ترتيب خروج رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وعدد من المسؤولين الذين لم يرغب الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية إلى الأردن، أكد في حديث خاص  لموقعنا “عبر الهاتف”، أن الجيش النظامي فقد القدرة على قيادة المعركة في حلب وان الجيش الحر يحكم سيطرته على احياء المدينة، وأن كتائب كاملة بضباطها وأفرادها بدأت تنشق عن النظام الذي يعيش حالة مرضية، وأن ضباط برتب عالية عسكرية وأمنية بدأت تلتحق بالجيش الحر، وكشف أن الجيش الحر استولى على مخازن أسلحة عديدة تمكنه من الانتصار في معركة تحرير سوريا من نظام الأسد وشبيحته، وأشار إلى أن قوات الجيش الحر تحتفظ لنفسها باختيار الوقت المناسب لإحكام سيطرتها على المعابر الحدودية مع الأردن، وأن مثل هذه المهمة لا تستغرق سوى ساعات قليلة، وهنا نص الحوار:  

–          بداية حضرة العقيد النعمة ماذا يعني لكم انشقاق رئيس وزراء سوريا عن النظام وكيف جرت عملية نقله إلى الأردن؟

# انشقاق رئيس الوزراء عمر حجاب هي خطوة تحول نوعية وضربة قاسية تلقاها النظام، الذي بدأ يتآكل من الداخل، أما عملية تأمين انتقاله إلى الأردن فتمت بالتنسيق مع العقيد خالد الحبوس رئيس المجلس العسكري في دمشق، الذي ابلغني منذ أسبوع بوجوب التعاون على تأمين عدد من الشخصيات الهامة والتي ستعلن انشقاقها عن النظام إلى الأردن، كلف كل منا كتيبة من قبله وجرى التنسيق بيننا وأتممنا عملية خروج ناجحة لحجاب وعدد من المسؤولين الآخرين إلى أماكن آمنة.

–          ما حقيقة انشقاق وزراء آخرين مع السيد حجاب؟ ولماذا لم يكشف عن أسمائهم بعد؟

# لا مصلحة لدينا بالكشف عن أي معلومة لا يرغب أصحابها الإعلان عنها، هناك عوائق أمنية، ولا مصلحة لدينا بتسريب أي معلومة لم تكتمل آليات تنفيذها بعد، وانشاء الله سيكون هناك مفاجئات كبيرة وكثيرة في الوقت القريب وسوف نعلن عنها.

وفي هذا الشهر الفضيل نأمل من رب العالمين أن يكرمنا ويحقق أماني الشعب السوري وأماني الشعوب العربية وأصدقاء الشعب السوري، ويمكننا من تحقيق النصر على الطاغية بشار الأسد.

–          هل لديكم أي معلومات عن الواقع الميداني للمعارك الجارية في حلب؟

# أنا في درعا والأجواء من حلب تصلنا من خلال الزملاء هناك، فالمعارك عنيفة والاشتباكات الجارية بين الجيش الحر وجيش النظام قوية وتستخدم فيها انواع الأسلحة المختلفة، والسيطرة فيها للجيش الحر ولم ينجح جيش النظام باختراق حي صلاح الدين كما يحاول الترويج لذلك، والجيش النظامي يستخدم القصف المدفعي والطائرات الحربية والمروحيات وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة لتدمير المنازل وقتل المدنيين الآمنين، ولم يتمكن من التقدم على الأرض.

–          وماذا عن الوضع في درعا؟

# هنا في درعا لم يعد لدى جيش النظام أي قدرة للتنقل على الأرض لذلك يقصفون المناطق الآمنة والمحررة من حين لآخر بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وأحيانا يستخدمون المروحيات والطائرات الحربية، ولم يعد لديهم قدرة للتجول على الأرض.

–          أمام هذه الصورة لماذا لا يتم الإعلان عن ممرات آمنة ومناطق محررة؟

# في درعا لدينا ممرات آمنة ومناطق محررة بالكامل، ونحن كنا أول من تمكن تحرير عدد من المناطق من جيش النظام، وقبل أن تبدأ عمليات التحرير في المحافظات الأخرى، والمناطق المحررة التي نسيطر عليها لا يوجد فيها أي سلطة للنظام، ونحن نسيطر على 50 % من مساحة محافظة درعا بالنهار وبشكل كامل، وتصل المساحة الى 85% في الليل حيث لا تجرؤ قوات النظام من التجول على الأرض.

–          هل بات بالإمكان رسم خريطة تواصل بين المناطق المحررة في درعا ومع غيرها من المحافظات؟

# طبعاً هناك تواصل وتنسيق باستمرار مع باقي المجالس العسكرية، وهناك تعاون مستمر ونحن نقوم بعمل عسكري منظم ومنسق، نتبادل المعلومات والخبرات وكذلك هناك تنسيق لوجستي، والجيش الحر يسيطر على مساحة تزيد عن 60% من مناطق سوريا.

–          المعركة مركزة حاليا في حلب ولكن ماذا عن المعارك الأخرى في دمشق وفي دير الزور؟

# معركة حلب جرى التحضير لها منذ فترة زمنية سبقتها استعدادات ونقل أسلحة ووحدات قتالية والمعارك جارية وفق ما تم التحضير لها.

معركة دمشق لم تنتهِ وهي مختلفة عن معركة حلب، الجيش الحر لم ينسحب من المواقع المتواجد فيها ولم يكن هدف المعركة السيطرة على الأحياء السكنية كما يحاول النظام تصوير ذلك، لدينا أهداف محددة نتقدم نحوها وستكون هناك مفاجآت قريبة.

أما دير الزور فقد خرجت نهائياً من تحت سيطرة النظام، وما تبقى فيها هو عبارة عن مجموعات متمركزة في بعض الدوائر والثكنات، بالأساس لا يوجد للجيش النظامي قوة نوعية في دير الزور، وعملية نقل أرتال من القوات النظامية إلى دير الزور ستكبدهم خسائر كبيرة بحيث سيضطرون للانتقال عبر محافظات أخرى، لذلك يحاولون من حين إلى آخر استعادة السيطرة على هذه المحافظة، لكنهم لم ولن يتمكنوا من ذلك وهم يتكبدون دائما خسائر كبيرة نحن لا نعلن عنها.

إضافة إلى ذلك، فإن عمليات الانشقاقات المتواصلة في صفوف جيش النظام، تفقدهم السيطرة على كل شيء، ولا أبالغ إذا قلت أن هناك كتائب كاملة بضباطها وأفرادها تنشق يومياً عن الجيش الأسدي، وهناك ضباط برتب عالية وكبيرة جداً تلتحق بالجيش الحر، وطلبوا منا عدم الكشف عن أسمائهم حفاظاً على أمن وسلامة أهلهم وكي لا يحرجوا زملائهم، وهذه الإنشقاقات تظهر الحالة الصحية للجيش الحر وموقعه وقوته، وتكشف الحالة المرضية للجيش النظامي، فحين تصل الإنشقاقات إلى مستوى عقيد ولواء وكبار الضباط في مراكز أمنية وعسكرية، يعني أن الجيش لم يعد قادرا على التحكم والسيطرة، وأنه فقد قدرته على قيادة المرحلة.

ونعلم من المنشقين أن من لم يخرج من الجيش الأسدي بات يعيش حالة جوع ومرض ورقابة، وأن العديد منهم ينتظر أي احتكاك ميداني للخروج من صفوفهم والالتحاق بالجيش الحر.

–          أمام هذا المشهد ماهي برأيكم العوائق التي تحول دون سقوط النظام؟

# يا سيدي النظام سقط، وما تبقى منه هو شخص الأسد وعائلته وبعض أعوانه، والعوائق القائمة هي عوائق دولية لتأمين مخرج للأسد وعائلته، والمسألة مسألة وقت، فالحديث تحت الطاولة جارٍ وهناك شيء ما يحضر لذلك، وزيارة المسؤولين الإيرانيين إلى لبنان وسوريا أعتقد أنها تصب في هذا الاتجاه، فهناك شيء ما يحضر لإخراج الأسد من سوريا.

–          النظام يحاول إدخال سوريا في حرب أهلية هل يمكن تجاوز هذه المسألة؟

# تجاوزنا هذه المسألة منذ فترة، واليوم معنا مجموعة ضباط من أخوتنا العلويين انشقوا عن النظام، ولم يتمكنوا من الإعلان عن أنفسهم على شاشات التلفزة حفاظاً على أمن وحياة عائلاتهم وأهلهم وكي لا ينتقم النظام وشبيحته منهم، وقد اتصلوا بأهلهم واخبروهم عن مكان تواجدهم وباركوا لهم خطوتهم، ولدينا أيضاً أعداد كبيرة من ضباط وقادة وجنود من كافة الطوائف السورية، ونعمل على تأمين مخارج آمنة لعائلاتهم كي يتمكنوا من الإعلان عن أنفسهم.

–          المعابر الحدودية التركية والعراقية باتت تحت سيطرة الجيش الحر، لماذا لا تسيطرون على المعابر الحدودية مع الأردن؟

#  نحن قادرون على احكام السيطرة على المعابر الحدودية مع المملكة الأردنية بساعات قليلة، ولكننا لم نقم بذلك لأسباب عملية تتعلق بأهلنا النازحين إلى الأردن، فالأردن بلد فقير ومصادر بضائعه الغذائية تمر عبر سوريا، لذلك حفاظاً على مصالح الشعب الأردني الشقيق الذي يسمح بتمرير المواد الغذائية لآلاف النازحين السوريين، لذلك نحتفظ لنفسنا باختيار التوقيت الذي نراه مناسبا للسيطرة على هذه المعابر، ولا مشكلة في ذلك.

–          هل من كلمة توجهها للبنانيين عبر موقعنا؟

# كل اللبنانيين شرفاء وهم إخوتنا ونسبة كبيرة منهم معنا ويدعمون ثورتنا، وما أريد قوله فقط للواهمين بأن بشار الأسد لا زال حاكم المنطقة وله أزلام، أقول لهم أن هذا الزمن ولىَّ، هذا زمن الديمقراطية، حيث الشعوب هي التي ستحكم نفسها بنفسها، سقط زمن الديكتاتوريات، وولَّى زمن بشار الأسد.

———————————

حاوره فوزي ابوذياب