70 جريمة في لبنان خلال شهرين ونصف!

ربيع دمج – “الأنباء”

لم تعد الجريمة في لبنان حالة عادية أو حادثة عابرة، فنحن فعلياً وبحسب علم الإجتماع وعلم القانون أصبحنا داخل مجتمع يتّسم بظاهرة الجريمة، لدرجة أن الخبر عن حادثة قتل لم يعد مفاجئاً للمواطن، فقد أصبح الخبر عادياً ويومياً، رجل يقتل زوجته بطريقة وحشية، مواطن يقتل آخراً في وضح النهار بسبب أفضلية المرور أو بسبب موقف سيارة، صديق يقتل صديقه من أجل مبلغ زهيد من المال، لدرجة وصل بها الأمر الإقدام على قتل شخص من أجل “كوسا”!!!.

عدد الجرائم في لبنان منذ سنة إلى اليوم إرتفعت نحو 30% عن الأعوام السابقة، بحسب تقرير لقوى الأمن الداخلي، وبدلاً من تناقصها ها هي تزداد لتصل إلى معدّل 70 جريمة في غضون شهرين ونصف (الشهرين الأخيرين).

وبالعودة إلى آخر هذه الجرائم وليست الأخيرة، حيث أقدم المدعو شام ضو على قتل المقدّم في الجيش اللبناني ربيع كحيل والسبب أفضلية مرور في منطقة القماطية –بسوس.

حيث قتل الشاب بسام طانيوس مطر مواليد العام 1980 بسبع رصاصات اطلقها عليه من مسدس حربي المدعو ياسر عطا الحسين على جسر الجرميشة في سهل الفرزل بسب خلاف على اراض.

cream

وبتفاصيل الجريمة أنه أثناء تواجد الشاب بسام طانيوس مطر صباحا في سهل الفرزل قرب أرض يعمل فيها ياسر عطا الحسين الذي كان يقطف الكوسا من ارض متداخلة مع ارض بسام، حصل تلاسن بينهما تطور إلى تضارب، ما دفع الحسين إلى التوجه إلى سيارته وعاد حاملا مسدسا حربيا اطلق منه عيارات نارية أصابت سبعة منها مطر ما ادى الى مقتله على الفور.

وسبق هذه الجريمة وقوع خمس جرائم قتلٍ وانتحار في اسبوعٍ واحدٍ تقريباً (خلال منتصف شهر تموز).

هذه لم تكن إلا عيّنة بسيطة من جرائم كثيرة وكبيرة وقعت منذ مطلع العام 2015 حتى اللحظة والتحرك مطلوب لتفادي الأسوأ، ولكن السؤال هو إلى أين نحن ذاهبون في ظل هذا الوضع الغير مُطمئن؟

السؤال يجيب عنه عالم الإجتماع جميل فياض لجريدة “الأنبـاء” فيقول “البطالة والفقر هما السبب الأول لإزدهار الجريمة في كل المجمتعات، ولبنان هو من الدول التي تتفشى بها البطالة وعدم إكنراث الحكومة لحقوق المواطن، ناهيك عن إزدياد عدد السكان وعدد النازحين، وبالتالي هذه الزيادة تؤدي إلى تكاثر الجريمة”.

والسؤال الذي يُطرح اليوم: لماذا بات القتل أمراً سهلاً على المواطن اللبناني، علماً أنّ الأسباب سخيفة جدّاً ولا توجب إنهاء حياة إنسان؟

يقول فياض:”لنكن واقعيين ونفكر بمنطق لا بالعاطفة، الإعدام والعقاب الشديد هو الحلّ الوحيد للتخلّص من هذا الفيروس الذي يفتك مجتمعنا، يجب إعادة حبل المشانق على الساحات، ليكون هذا العقاب القاسي عبرة لمن تسول له نفسه التفكير بحمل السلاح أو الإقتراب من أي مواطن عُزل”.

jarima1

بدوره يرى المحامي إبراهيم عيسى الخوري أن “تقليص فترة السجن لبعض المحظيين، هو أيضاً من الأمور  التي تُشجّع على الجريمة. في الوقت الذي لو جرى تطبيق حكم الإعدام بحقّ طارق يتيم قاتل الريف مباشرة ومن دون أي مماطلة، لما كانت الجريمة تكرّرت مع المقدّم كحيل، ولما كان المتهمان بقتله من آلـ ضو لا يزالان متواريين عن الأنظار”.

ويرى الخوري أنه “صحيح المحامي يدافع عن المجرم لإثبات براءته، لأن هذا دور المحامي، وصحيح أننا كناشطين حقوقيين ضد الموت والقتل، ولكن العقاب القاسي للمجرم هو الحلّ لردع الجريمة”، مشيراً إلى أنه “خلال الحرب الأهلية كانت الجريمة الفردية أقلّ مع العلم ان التفلت الأمني كان سائداً، وبعد الحرب بقليل وبفضل الإعدام خفت الجريمة نسبياً لتعود وترتفع في الآونة الأخيرة والأمر أصبح على فوهة بركان”.

انتحار شاب في محلة الرمل العالي في برج البراجنة

قام الشاب أحمد محمد عيسى البالغ من العمر 22 عاماً صباح الثلاثاء 21.7.2015 بالانتحار بعد اضرام النار بجسده. واشارت المعلومات الى أنّ عيسى أقدم على الانتحار بعدما شعر بوجود العناصر الأمنية التي تريد اعتقاله في مذكرات توقيف عديدة ابرزها جرم تعاطي المخدرات. وكان عيسى قد صعد الى سطح منزله الكائن في الرمل العالي في برج البراجنة قرب ثانوية البنات ورش مادة سريعة الاشتعال على جسده واضرم النار، فتوفي على الفور مفضلاً الموت على الدخول الى سجن رومية.

500

جريمة نيو روضة: مواطن يحاول قتل زوجته وينتحر

أقدم المواطن وهان طوفوليان (51 عاماً) صباح الاثنين 20.7.2015، على إطلاق خمس رصاصات باتجاه زوجته المؤهل الأول في الجيش رندى نخلة، جراء خلاف معها فأخطأها، وعاد ليطلق النار على رأسه.

وأشارت معلومات صحافية الى أنّه لم يكن  هناك أي خلاف بين واهان طوفوليان وزوجته رندة وزواجهما قد دام 14 سنة ولديهما ولدان، لكن واهان كان يعاني من اضطرابات عصبية وعقلية بعد إصابته بجلطة دماغية قبل سنتين.

 خطف طفل سوري ثم قتله

عُثر على الطفل السوري حمزة ياسر هجاج ابن الأعوام السبعة الذي وجد جثة مرمية في خراج البلدة. وهو بحسب بيان لقيادة الجيش كان خُطف من محلة المدينة الرياضية يوم الثلثاء 21 الجاري وقد رفض والده دفع فدية للخاطفين فكان مصيره القتل!

بدم بارد.. رصاصات عواضة تقتل صديقه محمد في الرياق

لقي الشاب محمد عواضة حتفه برصاص صديقه المقرّب حسين عواضة في منطقة الرياق البقاعية، وفي التفاصيل أن المغدور عواضة كان في مكان عمله داخل مقهى ومطعم “اناناس” (الرياق) وعند إنتهائه من دوامه خرج ليصعد بسيارته فكان بإنتظاره القاتل حسين مع ثلاث شبان آخرين، فقام حسين بإطلاق عدد من الرصاصات على محمد الذي قُتل على الفور، فيما هرب حسين ورفاقه إلى جهة مجهولة ولكن بعد أقل من ساعة تم القبض عليهم جميعاً على مفرق الرياق وإقتيدوا إلى مخفر البلدة.

العثور على جثة امرأة في عدلون

أمّا عمليات القتل الغامضة فتتوالى فصولها، حيث عثر يوم الأحد الموافق لـ 19.7.2015 في احد البساتين في بلدة عدلون الساحلية على جثة امرأة. ورجحت المصادر الامنية وفاتها انتحارا، مشيرةً الى أنّ الجثة تعود لامرأة فقدت اثارها قبل ثمانية ايام من بلدة شرق صور وكانت القوى الامنية قد عممت صورتها.

630

جريمة قتل في الصيفي على أفضلية مرور

وفي ابشع جريمة قتل حصلت في لبنان، على مرأى من كاميرات المراقبة والهواتف النقالة التي كان يحملها المواطنون، لحِق المجرم طارق يتيم بالضحية جورج الريف من مستديرة الطيونة حتى محلة الصيفي. طعنه بالسكين مرات عدة، وانهال عليه لكماً وركلاً حتى قتله بعد خلاف على أفضلية المرور. وتوفي المغدور الريف متأثراً بطعنات السكين.

محاولة انتحار من على جسر الكولا

اضافةً للائحة الاجرام السابقة، ونتيجةً لسوء الأوضاع الاقتصادية لدى الشباب، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر محاولة انتحار احد الأشخاص حرقا عند جسر الكولا صباح الخميس 9.7.2015 مما دفع المتواجدين في المنطقة الى محاولة اخماد الحريق وانقاذه.

وأفادت المديرية العامة للدفاع أن وحداتها نقلت مواطناً في العقد الرابع من العمر إلى مستشفى الجعيتاوي في الأشرفية، لمعالجته من الحروق البالغة التي أصيب بها، بعدما أضرم النار في نفسه محاولاً الانتحار.

قاصر يقتل رفيقه في بشامون بعد الاعتداء عليه

في السياق ذاته، وصلت الوحشية الى أيدي الأطفال القاصرين بعد ترسّخ الشرّ في عقول الجميع. اذ عُثر فجر السبت 4.7.2015 على جثة الطفل محمود محمد الخضر العاصي (9 سنوات) في بشامون الذي فُقد قبل يوم واعترف صديقه القاصر ع.ع. (15 عاماً) بارتكابه الجريمة بعد الاعتداء عليه.