وداع جنبلاط لطوم فليتشر

عزيزي طوم،

بعد وصفك “الأورويلي” (نسبة إلى الأديب البريطاني جورج أورويل) للبنان وحكامه الأوليغارشيين، وأنا أحدهم، إنني عاجز عن الكلام، ولكنني لا أزال أستطيع أن أغرّد والفضل في ذلك لك.

إسمح لي أن أقتبسك أو أن أعلق على رسالتك المليئة بالأمل والإحباط في الوقت ذاته. نعم، كان جبران على حق عندما قال منذ زمن بعيد: “لكم لبنانكم ولي لبناني”.

لقد دمر معظمنا لبنانه وأتساءل ما إذا كان لا يزال يذكره أحد.

المختارة

منذ وقت طويل، تأثرتُ بكمال جنبلاط، كنت مثالياً بشكل من الأشكال فيما يخص لبنان، العالم العربي وخصوصاً فلسطين.

ولكن هذه المثالية إضمحلت وتلاشت ثم دُفنت مع الحرب الأهلية والجنازات التي لا تنتهي لأصدقاء ورفاق قتلوا بوحشية وإغتيلوا من قبل قوى الظلام.

ولكن في بعض الأحيان لا أزال منيعاً وقادراً على الاستمرار والكفاح من أجل لبنان الأفضل، ومن أجل العدالة.

gibran7

أنا أظن، لا أزال أظن، أن العدالة ستتحقق. ولكن أتساءل ما إذا كانت شمس الأمل ستشرق للتخلص من ظلمة النهار خصوصاً في سوريا وفلسطين.

أنا مقتنع تماماً أنه في مكان ما، وفي طريقة ما سيحافظ بعض اللبنانيين على رسالتك في الأمل ليوتوبيا بيروت ولبنان 2020.

عزيزي طوم،

شكراً لكل ما قمت به لهذا البلد ومؤسساته، للجيش، لقوى الأمن الداخلي، للإقتصاد وللنازحين السوريين.

نورا وأنا سنفتقدكما يا طوم ولويز. أتمنى لك الأفضل في عملك الجديد آملاً أن آراكم مجدداً في مكان ما، وفي وقت ما، وأذكركم بأن نورا وآل جنبلاط سيرحبون بكم دائماً وحين ترغبون هنا في المختارة.

———————–

(*) كلمة رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط في حفل غذاء تكريمي على شرف السفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر أقيم في المختارة ظهر السبت أول آب 2015