جنبلاط: ظريف وكيري لم يسهرا في فيينا للبحث في إسم الرئيس اللبناني!

عبّر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، للمرة الأولى منذ سنوات الأزمة السورية، عن خشيته من أن مظلة الاستقرار بدأت تتلاشى، وقال لـ «السفير» إنه بات يخشى على مستقبل الحكومة، وهو سيجري مشاورات سياسية مكثّفة سيدشّنها مع عين التينة في الساعات المقبلة.

ورأى أن حكومة الرئيس تمام سلام «تمثّل آخر صمامات الأمان الداخلية»، وشدد على وجوب التمسك بها، مشيرا إلى أنها ضرورة للجميع، منبها إلى أن انهيارها ينطوي على مغامرة متهورة، خصوصا ان الانتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة، باعتبار أن التفاهم على رئيس توافقي ليس ممكنا في المدى المنظور.

من جهة أخرى، قال جنبلاط: “في الماضي، تحول لبنان الى ساحة للصراعات الاقليمية والدولية فيما كان العالم العربي مستقرا، أما اليوم، فان لبنان يحظى باستقرار مقبول بينما المنطقة تعاني من الاضطرابات والحروب”.

اضاف: “هذه فرصة ثمينة يجب ان نحميها ونبني عليها، لا ان نستسهل التفريط بها نتيجة حسابات ضيقة او خفة في السلوك، خصوصا ان الرعاية الدولية لهذا الاستقرار تتراجع، وإن تكن لم تتلاش كليا، الامر الذي يتطلب منا بذل جهد ذاتي مضاعف لتحصين المناعة، والتحلي بمزيد من الحكمة والمسؤولية، وليس تفجير أنفسنا بالازمات في عمليات انتحارية عبثية، كما تصرفنا حتى الآن مع ازمة النفايات التي شكلت طريقة التعاطي معها نموذجا لسوء التصرف والتقدير”.

وعلى طريقته التي تمزج بين التهكم والجدية، قال جنبلاط مبتسما: “ان البعض يكون واهما إذا ظن ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أرفقا الاتفاق النووي بملحق سري حول لبنان، او انهما سهرا الليالي في فيينا للمفاضلة بين هذا الاسم وذاك لرئاسة الجمهورية”.

وابدى جنبلاط اعتقاده بان الاتفاق النووي سيعزز نفوذ طهران في المنطقة، اما رهان اميركا على ان يؤدي الى تغيير في ايران، من الداخل، فهو برسم اصحاب العمر الطويل.

ولاحظ جنبلاط انه في أوج حرب السنتين وحرب الجبل “بقيت هناك مساحة للكلام في ظل صراع كان يتخذ في بُعده الداخلي طابع المواجهة بين اليمين واليسار، او بين مشروعين سياسيين. اما حاليا، فان الاصطفاف المذهبي والطائفي وصل الى درجة غير مسبوقة، ما يجعلنا نتمسك بالحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، برغم انه غير مجد حتى الآن، إذ ان استمراره يظل في كل الحالات افضل من توقفه”.

ولأن حكومة الرئيس تمام سلام تمثل آخر صمامات الامان الداخلية، فإن النائب جنبلاط يشدد على وجوب التمسك بها، مشيرا الى انها ضرورة للجميع، ومنبها الى ان انهيارها ينطوي على مغامرة متهورة، خصوصا ان الانتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة، باعتبار ان التفاهم على رئيس توافقي ليس ممكنا في المدى المنظور.

واعتبر جنبلاط ان الاستقالة متعذرة أصلا في الشكل، متسائلا: “لمن سيقدم سلام استقالته في ظل الشغور الرئاسي.. الى نفسه ام الى الوزراء الـ24؟ وكيف سيتم تأليف حكومة جديدة وسط غياب رئيس الجمهورية المعني بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار الرئيس المكلف؟”

واشارة جنبلاط الى أهمية ان يتم في الوقت اللبناني الضائع تعزيز التيار الاسلامي المعتدل الذي يشكل الرئيس سعد الحريري أحد ابرز رموزه القيادية، لكنه يلفت الانتباه في الوقت ذاته الى ان الحريري والسعودية معنيان بتحصين هذا التيار والخيار من خلال ترجمة عملية على الارض، متسائلا: “اين المستشفى الميداني في عرسال، والمشاريع الحيوية التي وُعدت بها طرابلس ومناطق أخرى في الشمال؟ وماذا عن المستوصفات المعطلة، والمنح المدرسية المجمدة؟”