رئاسة الوطني الحر بين الاقرباء وعنوانها لا للتوريث السياسي!

جليل الهاشم

يتوجه في العشرين من ايلول المقبل 17000 منتسب للتيار الوطني الحر لانتخاب رئيس جديد للتيار خلفا للعماد ميشال عون مؤسس التيار ورئيسه الى اليوم.

وطبقا لآلية الانتخاب المقررة حسب القوانين في التيار فإن على المرشحين رسميا لمنصب رئيس التيار، يجب ان يتقدموا بطلب ترشيحهم قبل شهر من موعد الاقتراع اي في العشرين من آب الجاري.

وطبقا لما رشح الى الآن فإن تيارين يتقاسمان الناخبين الاول يمثله الوزير جبران باسيل، صهر الجنرال عون، والذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي لزعامة التيار، لتمتعه بخبرة في إدارة معارك التيار السياسية نيابة عن عمه، وفي اعتبار انه يمسك بتفاصيل التيار ويعرف خباياه ومفاصل السياسة في البلاد.

باسل- آلان
اما التيار الثاني، فيقوده نعيم عون إبن شقيق الجنرال، والنائب آلان عون إبن شقيقته، وهؤلاء يقولون إنهم يخوضون معركة المناضلين في صفوف التيار على حساب التوريث السياسي الذي أعلن الجنرال عون مرار رفضه له وتعاطيه مع التوريث من موقع الناقد اللاذع.

الانقسام بين الاقرباء تسبب بكثير من الاحراج للعماد عون، خصوصا ان محور نعيم – آلان مصر على المضي في معركة رئاسة التيار حتى النهاية، أيا تكن النتائج التي ستسفر عنها، مع علمهما المسبق ان الجنرال عون يميل الى تزكية ترشيح الوزير باسيل.

المعلومات تشير الى ان الجنرال تفاجأ بإصرار إبن شقيقه وابن شقيقته على ما اعتبره “تحدي” رغبته، مشيرة الى انه وصف حركتهما ب “التمرد”.
إزاء هذه الانقسامات التي باتت تتهدد بإحداث شرخ في اوساط العونيين، تشير المعلومات الى ان الجنرال يبحث عن حلول تفضي الى تأجيل إستحقاق الانقسام الى آجل مسمى، قد يكون سنة على الاكثر، وذلك من خلال ترشيح أحد كبار القادة في التيار من الذين واكبوا الجنرال عون سابقا، حيث تتحدث المعلومات عن ان موفدين توجهوا الى اللواء نديم لطيف لإقناعه بترؤوس التيار لسنة مقبلة، إلا أن الاخير رفض هذا الامر.

عونية
وتضيف ان الجنرال يبحث أيضا تأجيل إستحقاق الانتخابات الرئاسية في التيار الى أجل غير مسمى، ويحتفظ لنفسه بالرئاسة كأهون الشرور، إلا أن هذا الاقتراح لم يتم حسمه بعد.
ومن ضمن الخيارات أيضا ان يرخي الجنرال بثقله في المعركة الى جانب الوزير باسيل، وتأمين تسليمه قيادة التيار، وهو ما يرجح كفة الاخير، خصوصا ان “خاطر الجنرال” عزيز على كثير من المنتمين للتيار، فيلبوا رغبته ولو كانت خلافا لرغباتهم.

وفي سياق متصل تقف عناصر محايده من التيار في الوسط، وتنتقد سلوك الطرفين، خصوصا وضع مسألة التوريث السياسي”، في ساحة التنافس الانتخابي، بعد ان انحصرت المعركة الانتخابية على رئاسة التيار بين الاقرباء.

وتقول هذه العناصر إن الجنرال في وضع لا يحسد عليه، فإذا أجل الانتخابات فهو يهدد بتدمير التيار، وإن إنحاز الى جانب صهره، فهو يساهم في قسمة التيار، ووصفوا وضع الناخبين بأنهم بين فكي كماشة ستطبق عليهم في العشرين من ايلول المقبل.