انهيار مواقع قوات الأسد في ريف إدلب وسهل الغاب

وضع «جيش الفتح» من جديد قوات النظام في موقف لا تحسد عليه، عندما أجبرها على الاندحار من ريف إدلب الغربي، وسيطر على مجموعة من التلال في ريف إدلب، درج إعلام النظام على تسميتها بـ»التلال الحاكمة» نظرا لحساسية موقعها وحيويته، فضلا عن تقدمه في سهل الغاب في ريف حماة.

وبعد ساعات من إطلاق «جيش الفتح» معركته لتحرير سهل الغاب، وما تبقى من ريف إدلب، تمكن المقاتلون، حسب تنسيقيات الثورة السورية، من تحرير: تل خطاب؛ تل حمكة؛ تل أعور؛ المشيرفة؛ فريكة؛ تل إلياس؛ تل المنطار، وهي تشكل مواقع كانت تمثل نقاط ارتكاز أساسية للنظام في ريف إدلب الغربي المتصل بريفي اللاذقية وحماة، والمواجهة لمعاقل النظام الطائفية فيهما.

وفي سهل الغاب بريف حماة، كان التقدم سريعا لـ»جيش الفتح»، حيث استطاع تحرير: سد زيزون؛ تل باكير؛ تل واسط؛ تل الناحية.

وعن سير المعارك أكد القيادي في «جيش الفتح« أسامة الحوارني السيطرة على الحواجز والتلال التي ذكرناها سابقاً وقال: «كبد مقاتلو الفتح في الساعات الأولى للمعركة قوات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد بالإضافة للغنائم التي سيطر عليها الفتح بعد تحرير النقاط والحواجز، وليس لدي إحصائية دقيقة بالأرقام كون المعارك لا تزال مستمرة ويصعب علينا الإحصاء في هذا الوقت«.

وقال الحوراني: «رسالتنا لأهالي تلك المناطق بأن كل من لم يحمل السلاح وقاتل مع النظام في معاركه وشارك في قتل السوريين فله منا الأمان، ومن تورط وثبت تورطه فهناك محاكم عادلة ولن نظلم أحدا إن شاء الله«.

وأضاف: «هجومنا هو لتحرير مواقع ومعسكرات تتمترس فيها قوات النظام، وليس هجوماً على قرى فقط لأنها علوية أو موالية للنظام. هناك شبيحة وحواجز في تلك القرى وهم هدف لنا وما عدا ذلك فهو في مأمن منا مهما تكن عقيدته. ونحن في تلك المناطق لدينا أهداف مشروعة كمعسكر جورين والزيارة والتنمية وغيرها من الحواجز والنقاط لقوات النظام المجرم، والتي شارك عناصرها في قتل السوريين على مدار خمسة أعوام«.

وأشار ناشطون إلى أن الثوار حصلوا على كميات كبيرة من الغنائم خلال المعارك الدائرة في ريف جسر الشغور وسهل الغاب.

ووصف ناشطون الانسحاب والانهيار لقوات النظام في كل من ريف جسر الشغور وسهل الغاب، بالسريعة، إلى درجة أن بعض الحواجز كانت تخلي مواقعها لمجرد السماع بقدوم «جيش الفتح» نحوها.

وقال ناشطون إن المقاتلين استولوا على محطة كهرباء في المنطقة ليصل الى 16 اجمالي عدد المواقع التي انتزعوها من قبضة القوات الحكومية في الهجوم.

وتقع منطقة المرتفعات الساحلية، التي تمثل منطقة عازلة لمدن تسيطر عليها القوات الحكومية مثل اللاذقية، الى الغرب من سهل الغاب في ريف حماة الشمالي، حيث تمكن الثوار أمس من تدمير دبابة لقوات النظام في النقطة السادسة في بلدة «مورك»، كما تمكنوا من تدمير عربتين عسكريتين على جبهة قرية «جورين» بسهل الغاب وصدوا هجوما لقوات النظام على بلدة «عقرب» بالريف الجنوبي الغربي.

وبسيطرة الثوار على تلتي الأعور والشيخ الياس قرب جسر الشغور، يكون قد قطعوا نصف الطريق باتجاه قرية فريكة الإستراتيجية التي تعد نقطة ربط بين ثلاث محافظات هي إدلب وحماه واللاذقية، ويبقى أمامهم السيطرة على التلة الأهم قرب فريكة وهي تلة خطاب التي ستسهل من مهمة السيطرة على فريكة ومن ثم الانطلاق إلى سهل الغاب بشكل أكبر.

ولأن الهجوم بدأ على عدة محاور وزع فيها الفتح قواته بين الريفين، فقد كانت كتائب أخرى للفتح تبلي بلاء حسناً في سهل الغاب حيث سيطر مقاتلوه هناك على تل واسط، القريبة من قريتي التنمية والزيارة التي تحتوي على واحد من أكبر معسكرات قوات النظام في المنطقة، وأيضا التي تقع على تخوم قرية جورين ذات الغالبية العلوية والمرشدية ومعسكرها الذي لا يزال يمطر المدنيين في كافة الريف الحموي المحرر بعشرات القذائف يومياً، وبسيطرة الفتح على تل واسط بدأت حالة من التخبط تتغلغل في أوساط قوات النظام داخل قرية الزيارة ومعسكرها والأخبار الواردة من هناك تشير إلى أن انسحاب محتمل قد تضطر له قوات النظام في القرية ومعسكرها تحت ضغط وضربات جيش الفتح في الساعات القليلة القادمة .

والخبر الأبرز الذي بثه جيش الفتح وعبر حساباته الرسمية وأكده ناشطون بالتزامن مع سير المعارك، هو بدء أهالي القرى الموالية العلوية في كل جورين والجيد وغيرها من القرى القريبة من خطوط المواجهات، بالنزوح باتجاه جبال العلويين أي باتجاه اللاذقية حيث تعد الصلنفة المنطقة الأقرب إلى جورين، وإلى المناطق الغربية من سهل الغاب التي تعد بكاملها مناطق علوية يؤمن النظام حمايتها بشكل كبير.

وفي غضون ذلك، تمكنت قوات النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية امس من طرد تنظيم «داعش» من مدينة الحسكة بعد معارك استمرت قرابة الشهر، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان«.

وكان التنظيم المتطرف نفذ هجوما على مواقع القوات النظامية في المدينة في 25 حزيران الماضي تمكن خلاله من السيطرة على بعض الاحياء الجنوبية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس«: «تمكنت قوات النظام من طرد التنظيم من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي الزهور في جنوب الحسكة».

واشار الى استمرار «الاشتباكات في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين، فيما يتم تمشيط حي الزهور ومناطق اخرى بحثاً عن عناصر قد يكونون مختبئين».

وقال عبد الرحمن ان المعركة تسببت بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له وعشرات المقاتلين الاكراد.

كما قتل 287 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية بينهم 26 مقاتلا تحت سن الثامنة عشرة. وقضى هؤلاء في الاشتباكات وفي تفجيرات انتحارية وفي غارات نفذها الائتلاف الدولي بقيادة اميركية في محيط المدينة خلال فترة المعارك.

واستخدم «داعش» 21 سيارة مفخخة في العمليات الانتحارية، بالاضافة الى تفجير انتحاريين انفسهم خلال الاقتحامات.

(*) السورية نت، أورينت نت، أ ف ب، رويترز