كيف هي أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان ؟

بعيداً عن زواريب افتعال الأزمات الداخلية خلف الشعارات الشعبوية و المزايدات العبثية ،لا تزال الازمة الإنسانية للاجئين السوريين تتفاعل على الساحة المحلية في ظل تراجع التقديمات والمساعدات الأممية للنازحين السوريين حيث تتفاقم الأثقال الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية لهذه الأزمة على الأوضاع اللبنانية الهشة التي لا تحتمل تداعيات وعواقب هذه الأعباء التي يتحمل مسؤوليتها اولا وأخيرا النظام السوري المستمر باجرامه المتمادي في تدمير سوريا وفي قتل وتهجير أهلها الذين تحولوا بمعظمهم في قلب سوريا إلى مهجرين وفي خارجها إلى نازحين.
وفي هذا الإطار، أصدرت المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان”لايف”، تقريرها الثاني حول أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، التي رأت أنها “تتدهور عاما بعد عام”، معتبرة أن اللاجئين موجودون “بمعتقل كبير في لبنان”، وأصدرت المؤسسة(مستقلة) تقريرها الثاني، خلال مؤتمر صحافي عقده رئيسها المحامي اللبناني (نبيل الحلبي)، في أحد فنادق بيروت، عارضا فيه أهم ما تضمنه التقرير من معطيات ومعلومات.
و قال الحلبي في حديث اعلامي ” إن مؤسسة لايف “كانت تأمل أن يتضمن تقريرها الثاني الصادر اليوم، تقدما ملحوظا في حالة حقوق اللاجئين السوريين في لبنان بالمقارنة مع التقرير الأول الصادر مطلع العام 2013″، مشيراً الى أن “حقوق الإنسان في لبنان تتدهور بشكل دراماتيكي وسريع عاما بعد عام”.وأوضح أن المؤسسة اعتمدت في تقريرها “على شكاوى الضحايا أو ذويهم، وتقارير مندوبيها، وسجلات المحاكم اللبنانية، والتقارير الأمنية والصحافية”، لافتا الى أنه “ينقسم الى قسمين : الانتهاكات والتوصيات”.
ووصف التقرير اللاجئين السوريين بأنهم “في معتقل كبير في لبنان، تنتزع منهم كافة حقوقهم الأساسية من خلال قرارات حكومية جائرة وعشوائية في معظم الأحيان، أو من خلال أفعال تعسفية وغالبا غير قانونية تمارسها الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية بحقهم”.وعدّد التقرير “الانتهاكات” بحق اللاجئين السوريين في لبنان، مشيراً الى أن “العنصرية والتحريض على العنف ضد اللاجئين تنامت منذ آب 2014، الذي شهد هجوم المسلحين السوريين على مواقع للجيش اللبناني في بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية وخطف عدد من الجنود”، لافتا الى “حملات تحريض إعلامية ضد اللاجئين أيضا”.

محرومون من العمل والتقاضي

وأشار الى أن اللاجئين السوريين “يعانون في لبنان من الحرمان من التقاضي بسبب الأوضاع القانونية لهم أو بسبب الخوف من التهديد، أو سوء الأوضاع الاقتصادية”، مضيفا أن “اللاجئين السوريين محرومون من حق العمل أيضا، بقرار من الحكومة اللبنانية، إضافة لحرمانهم من العناية الطبية، وحرية التنقل بين المناطق اللبنانية أو حرمانهم من السفر”.
وتضمن التقرير الذي صدر باللغتين العربية والإنكليزية بحوالي 212 صفحة، صورا لـ”انتهاكات جسدية” تعرض لها لاجئون سوريون في مختلف المناطق اللبنانية.
وختم التقرير بدعوة الدول القادرة الى “تقاسم أعداد اللاجئين السوريين مع دول الجوار السوري، والعمل على تعزيز حمايتهم وعدم تعريضهم للخطر”، مشددا أنه “على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والجهات الدولية المانحة زيادة مساعداتها للاجئين السوريين من خلال منظمات المجتمع المدني العاملة في لبنان، ومن خلال الحكومة اللبنانية شرط مراقبة عمليات الإنفاق”.
وطالب الأمم المتحدة بـ”الضغط على الحكومة اللبنانية لوقف كافة أشكال الانتهاكات ضد اللاجئين السوريين”، مؤكدا على “تقديم برامج خاصة لرعاية الأمومة والطفولة وضمان السلامة الصحية والنفسية لدى اللاجئين”.
واستقبل لبنان أكثر من “1.1 مليون سوري هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده سوريا المجاورة منذ منتصف آذار 2011″، بحسب إحصائيات للأمم المتحدة.
وتعرف “لايف” التي تأسست عام 2006 نفسها بأنها “مؤسسة هادفة، تعنى بالتنميّة الديمقراطية، ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وحلّ النزاعات”.

Janoub-Syria
تطورات الميدان السوري

ميدانيا، أفاد المرصد السوري بمقتل 4 عناصر من حزب الله اللبناني في مدينة الزبداني في ريف دمشق جراء المعارك الجارية هناك، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، اليوم الأربعاء.

هذا وقد احتدمت المعارك بين فصائل المعارضة وقوات الأسد المدعومة بميليشيات حزب الله على عدة محاور في مدينة الزبداني، أبرزها محور الجمعيات، بالتزامن مع توسع رقعة المواجهات في حي جوبر الدمشقي.وازدادت خسائر قوات النظام المدعومة بميليشيات حزب الله بمدينة الزبداني في ريف دمشق، حيث قتل عدد من عناصرها بينهم قيادي ميداني.وأفادت وكالة “مسار برس” أن الثوار تمكنوا من السيطرة على عدد من الأبنية في حي الجمعيات، ودمروا عدداً من الآليات العسكرية خلال المواجهات.ويأتي ذلك بالتزامن مع قصف عنيف شنته قوات الأسد على المدينة بصواريخ أرض – أرض والصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، أسفر عن حرائق بالأراضي الزراعية في سهلي الزبداني ومضايا.

إلى ذلك، استهدف الثوار تجمعات قوات الأسد في حي جوبر شرق دمشق، بقذائف المدفعية والهاون، وذلك في اشتباكات متقطعة دارت بين الطرفين، كما قصفوا تجمعاتها على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا، بقذائف الهاون.وجاء تجدد المعارك في حي جوبر ضمن معركة أعلنت عنها المعارضة تحت اسم “أيام بدر”، تهدف إلى السيطرة على نقاط استراتيجية في الحي.

وفي مدينة عين العرب، كوباني باللغة الكردية، أفاد المرصد السوري بسقوط قتلى وجرحى في مواجهات عنيفة بين داعش ووحدات حماية الشعب الكردي.كما سيطرت وحدات الحماية على حاجز يقع على عقدة طرق رئيسية تؤدي إلى مدن في الرقة والحسكة وحلب.

وفي جنوب البلاد، تجددت الاشتباكات على أطراف مدينة درعا، لاسيما على الجبهة الشرقية، حيث استهدف الثوار براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، فرعي المخابرات الجوية وأمن الدولة والمطاحن وحاجزي المحكمة في محيط مخيم درعا.هذا وقتل عدد من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن بريف درعا، وفي بلدة بصرى الحرير، جراء قصف طيران النظام البلدتين بالبراميل المتفجرة.وفي محافظة إدلب جرت عملية تبادل أسرى بين فصائل مقاتلة وقوات النظام.

______________

(*) – الإفتتاحية – هشام يحيى