إحتضان ديني وزمني ووطني للقيادة السياسية

منير بركات

في ظل التطورات المتسارعة في سوريا، يأتي تأكيد الزعيم الوطني وليد جنبلاط برفقة تيمور جنبلاط وكتلته، من خلال جولته على المرجعيات الدينية والمشايخ وبعض الأهالي في بيصور وعاليه، لأهمية الثوابت المرتبطة في المرونة والانفتاح والاعتدال ووحدة الموقف وعدم المغامرة في ظل تراجع النظام السوري، والحوار والمصالحة مع الجميع وكل ذلك من خلال تحصين الوضع بالصلات الإقليمية ومع بعض أطراف المعارضة السورية بهدف تفويت الفرصة على الفتنة وإمكانية حماية ما تبقى من عيش مشترك وكل ذلك من موقع وطني وعربي منفتح ومتنوع.

جنبلاط والمشايخ

وكان الخطاب بخلفية تراثية وبحضور أركان حزبه لا سيما أمين السر العام ظافر ناصر والوزير علاء الدين ترو وآخرين، وكل ذلك إنطلاقاً من حرصه على إعطاء الطابع الوطني والعربي والانساني لطبيعة الصراع وبعده وأهميته بمواجهة كل التحديات والمظاهر الشاذة والغريبة عن تاريخنا، أهمية المواقف التي تظهرت في هذه الجولة كانت محكومة بالواقعية السياسية دون التخلي عن الانتماء المبدئي والتي دعمت بإجماع التفويض للاستمرار في قيادة المسيرة في لبنان وسوريا، بالاضافة لتركيز النائب وليد جنبلاط على مشروع الدولة ودور الجيش في حماية لبنان وحدوده، كل ذلك يتطلب المزيد من الحرص على الوعي والهدوء ومواكبة كل تبعات ما يحصل في محيطنا للخروج بأقل خسائر ممكنة وبالتالي محاصرة كل الرؤوس الحامية التي تعمل على التوريط وبثقافة أصبحت من الماضي، وهي لا زالت مراهنة على نظام متهاوي.

جنبلاط والمشايخ1

إلا ان الاستنتاج بأهمية إنفتاح رجال الدين على القيادة السياسية وتقديرهم الناضج بولائهم خارج المفاهيم الغيبية بحكمة العقل التي تملي عليهم تفهم مخاطر المرحلة وأخذ العبر من الحرب الأهلية المشؤومة والمراجعة النقدية لها وتتويجها بمصالحة دون العودة لها مع ما في ذلك من تفاوت في طبيعة ما حصل وما يحصل اليوم في ظروف إقليمية ودولية ومحلية مختلفة.

والأهمية الاستثنائية لدور وليد جنبلاط بأن جهوده المركزية حول الملفات الحامية لا سيما في سوريّا لم تغفله عن متابعة مختلف القضايا المعيشية والسياسية والخدماتية وإلى جانبه الرفيق تيمور وحزبه وكتلته لتتسع دائرة الالتفاف حوله على المستوى السياسي والديني والزمني والوطني.

(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية

اقرأ أيضاً بقلم منير بركات

طلّة راقية في ذكرى مولده

لن يتمكنوا من تغيير هوية الجبل ووجهه

التحذير الفرنسي للبنان شبيه بتحذير السفير الفرنسي قبيل اجتياح 1982!؟

مفهوم الدولة وشروط تكوينها 

مكامن الخلل في تجزئة الحرية؟

أهل التوحيد والتاريخ المجيد… غادروا الماضي واصنعوا المستقبل !؟

الألفية التاريخية للموحّدين الدروز

تحفّزوا بالقامات الكبيرة يا حديثي النعمة!؟

بعيداً من التبسيط.. البلد على حافة الهاوية!؟

العقوبات غير المسبوقة تصيب مقتلاً في النظام الإيراني

الموحّدون الدروز: المخاوف من إطاحة الوطن

مبادرة “التقدمي”: خطوة متقدمة لحماية الحريات العامة

على الرئيس المنشود ممارسة القمع لكي يكون مرشح الناخب الأول!؟

تلازم الفاشية مع الطائفية ومأزق الحكم

أين المصير الواحد والبلد الواحد واللغة الواحدة من كل هذا؟

المطلوب وقفة موحدة ضد النظام!

الشعوب ضحية الأطماع الدولية والأسد فقد دوره الأقليمي

بلورة المشروع الوطني المعارض

رسالة الى رئيس الجمهورية

الاطاحة بالطائف يعيدكم الى حجمكم!؟