هل تخرج اليونان من منطقة اليورو؟

رندة تقي الدين (الحياة)

هل يتم إعلان إفلاس اليونان رسمياً وخروجها من منطقة اليورو؟على ماذا يراهن ألكسيس تسيبراس القائد الشعبوي اليساري الذي وعد ناخبيه بأنه لن يرضخ لشروط الدائنين، لا لصندوق النقد الدولي ولا للمفوضية الأوروبية؟ فهو يريد الدعم المالي من دون تطبيق إجراءات صارمة. وكيف ذلك؟ على ماذا يراهن في الاستفتاء الذي دعا اليه في ٥ تموز (يوليو)؟ اذا اراد الشعب اليوناني الإبقاء على تعامله باليورو ووافق على اجراءات التقشف والقيود التي فرضتها المؤسسات المالية والمفوضية الأوروبية لإنقاذ اليونان، فهل بإمكان تسيبراس البقاء في الحكم في حين انه انتخب على اساس رفض التقشف؟ اما اذا رفض الشعب اليوناني التقشف والقيود فماذا يفعل تسيبراس ببلد مفلس معزول يخرج من اليورو ويعود الى عملته الماضية الدراخما؟ تسيبراس والمجموعة المقربة منه من حزبه اليسار الراديكالي «سيريزا» اختاروا الوفاء لعقيدتهم اليسارية الشعبوية وقال رئيس الحكومة اليونانية للمفوضية الأوروبية والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه لن يقبل القيود المفروضة عليه فهو يعتقد ان بإمكانه فرض خطته لأن الدول الأوروبية الأساسية تخشى خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي. لكن محافظ البنك المركزي الأوروبي السابق جان كلود تريشيه قال ان لا خوف على اليورو وإنه صمد بعد صدمات عديدة، ولن ينهار بسبب اليونان.

واقع الحال ان عدم تمكن اليونان من تسديد ١،٥ بليون يورو لصندوق النقد الدولي سيحرم البلد من اي دعم مالي مستقبلي، كما ان اليونان لن تحصل على القسط الأخير من البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي الذي يبلغ ٧،٢ بليون يورو. ومنذ وصول تسيبراس الى الحكم حاول هولاند التوسط بينه وبين الاتحاد الأوروبي وأسف أخيراً لقرار تسيبراس وقف المفاوضات خصوصاً ان باريس تتحمل جزءاً كبيراً من ديون اليونان يبلغ اكثر من ١١ بليون يورو. ولكن رغم تطمينات تريشيه حول صلابة اليورو هناك مخاوف في الأسواق المالية على مصير بعض البنوك والشركات المتوسطة والمدخرين. فقد رأى احد الخبراء الماليين ان خطر وصول العدوى الى دول اخرى في منطقة اليورو ضئيل. ولكن الخوف بدأ في اثينا حيث تم منع خروج رؤوس الأموال منذ الأحد الماضي. واليونانيون يتخوفون من افلاس البلد لأن البنوك اليونانية تتحمل ٣٠ بليون يورو من ديون اليونان ما يجعل وضعها بالغ الهشاشة. ومع ان تسيبراس ذهب مرتين الى روسيا للقاء فلاديمير بوتين وعرض على الجانب الروسي استثمارات عديدة في اليونان لكن روسيا لم تعرض على تسيبراس تسديد ديون اليونان خصوصاً ان روسيا تعاني من انخفاض اسعار النفط ومن العقوبات الدولية.

هل يريد تسيبراس اليساري الثوري تفجير النظام المؤسساتي الأوروبي؟ لماذا يشجع شعبه على رفض التقشف وشروط المؤسسات المالية؟ فأكثر من مسؤول فرنسي في طليعتهم هولاند يدفع الى الاستمرار في التحاور مع اليونان لكن تسيبراس اغلق الباب بالدعوة الى الاستفتاء ويشجع شعبه على رفض شروط الدائنين. والاهتمام الأساسي للدول الأوروبية هو تجنيب الاتحاد الأوروبي أزمة مالية. ولكن لدى المسؤولين الأوروبيين قناعة بأنه رغم المخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو ستبقى العملة الأوروبية لالتزام قائدَيها مركل وهولاند صمودها ولأن الأزمة الحالية محدودة باليونان في حين انها اصابت بين ٢٠١٠ و٢٠١٢ إرلندا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا. علماً أن تأثير الأزمة اليونانية على المدى الطويل في منطقة اليورو قد يعطّل أو يبطئ الوحدة المالية الأوروبية.

اقرأ أيضاً بقلم رندة تقي الدين (الحياة)

أوبك أم أميركا أولاً؟

ترامب وسعر النفط

بوتين استعاد الإمبراطورية عبر سورية

المحكمة الدولية ومستقبل لبنان وسورية

مستقبل سورية في يد روسيا

إيران ليست كوريا الشمالية

انتخابات لبنان وتحديات المنطقة

استحالة تعديل سياسة إيران في المنطقة

الإرهاب يهدد الإسلام في أوروبا

الكذب سمة أنظمة سورية وروسيا وإيران

بوتين بين عبئي الأسد والنظام الإيراني

مطلوب وقف الجرائم في سورية

التغيير ضرورة في لبنان

فخامة دافوس وبؤس الشرق الأوسط

تحدي الاستياء الشعبي الإيراني لفساد النظام

حل الدولتين غير قابل للعيش

الأسد لخدمة بوتين

هل بدأت دورة ارتفاع سعر النفط؟

إيران وسورية مولدتا الإرهاب

الحرب السورية بين ماكرون وترامب وبوتين