محطات في ذاكرة وطن؛ مذكرات العميد عصام أبو زكي

كُتب الكثير عن الحرب اللبنانية؛ تناولها سياسيون وإعلاميون ومحللون، لكن ما كتب اتسم بالآراء ووجهات النظر التي تأثرت بموقع الكاتب، وأحياناً بالأجندة السياسية التي يميل إليها. لكن العميد عصام أبو زكي يقِدّم لنا، للمرة الأولى، رواية حقيقية عن تداعيات الأزمة اللبنانية والمحنة التي ضربت لبنان، متسلحاً بكم هائل من المعلومات والتقارير التي توافرت له من خلال مسيرته الأمنية الطويلة التي بدأها في مطلع السبعينيات من القرن الماضي ضابطاً في قوى الأمن؛ أي في السنوات الحرجة التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية وما تبعها من فصول دامية.

ويكفي أن المؤلف شغل أولاً منصب قائد مدينة طرابلس في أصعب ظروف مرّت بها المدينة وأنهى ظاهرة زعيم دولة المطلوبين أحمد القدور، قبل اندلاع الحرب الأهلية، ثم منصب قائد سرية الطوارئ (ثكنة الحلو) في بيروت متصدياً وبنجاح لمحاولة احتلال الثكنة من القوات الإسرائيلية، ثم منصب قائد الشرطة القضائية؛ ليدخل في صراعٍ كبير مع مافيا المخدرات وتزوير العملات وشبكات التجسّس.

هذه المواقع الحساسة، إضافة إلى صلاته بالزعيم الراحل كمال جنبلاط ثمّ بوليد جنبلاط، جعلته يطّلع على الكثير من الأمور والخفايا التي يورد الكثير منها في هذا الكتاب القيّم. إنه كتاب فريد في موضوعه، ومرجع ممتع وبالغ الإفادة لكل من أراد الاطلاع على الجوانب المعتمة للحروب اللبنانية ولمأساة لبنان.