هل يوضح الحريري حقيقة “إتفاقه” وعون؟

رانية غانم – الأنباء

يحاول رئيس الحكومة تمام سلام مقاربة أزمة تعطيل جلسات مجلس الوزراء بروحية توافقية دأب على التعاطي بها منذ تشكيل حكومته وبالطريقة التي كانت تتخذ فيها القرارات في مجلس الوزراء الذي يتولى حاليا صلاحيات رئيس الجمهورية بالوكالة نتيجة الشغور الرئاسي، ولكن سلام ما زال يتعثر بالاشتباكات السياسية الدائرة بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وخصومه على جبهات عدة.

ويقول مصدر نيابي أن تعطيل جلسات مجلس الوزراء يكاد يكون بمثابة “الفن للفن” لأن تمسك المعطلين بموقفهم يريدون من خلاله إختزال الأزمات التي تعيشها البلاد بمطلب تعيين قائد جديد للجيش، ويشككون بقانونية ودستورية وضعية قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي تنتهي ولايته الممددة في 23 أيلول المقبل، في الوقت الذي يتناسون أن عون ظل يمارس صلاحيته بطريقة غير قانونية في قيادة الجيش بعد تعيينه رئيسا للحكومة العسكرية في نهاية ولاية الرئيس السابق أمين الجميل في أيلول    1988.

ويضيف المصدر أن قول عون أنه إتفق والرئيس سعد الحريري في لقاء “بيت الوسط” الشهير على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش مقابل تعيين رئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي، ليس دقيقاً. وكشف المصدر أن الحريري لم يبلغ موافقة نهائية على معادلة روكز ـ عثمان، وإقترح على عون إستشارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في شأنها فإذا وافقوا عليها يمكن عندئذ البناء على الشيء مقتضاه.

ويكشف المصدر أن عون نقل إلى بري ونصرالله وجنبلاط أنه “إتفق” والحريري على معادلة روكز ـ عثمان، ليتبين لاحقاً العكس بدليل أن بري إلتقى الحريري في عين التينة قبل أن يزورها عون في اليوم التالي، فأبلغ الحريري إلى بري يومها أنه يحبذ بشدة التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، ولم يأت على ذكر أي إتفاق بينه وبين عون على روكزـ عثمان. في حين أن عون قال لبري أنه إتفق والحريري على تعيين روكز وعثمان، فعاجله بري قائلا: “أنا مع التعيين ولكن إذا تعذر فإن التمديد يبقى أفضل من الفراغ”.

غير أن المصدر النيابي أشار إلى أن ما قاله عون لنصرالله في لقائهما الأخير يكشف أن أي إتفاق لم يحصل بينه وبين الحريري على تعيين روكز وعثمان، فعون أثار مع نصرالله مطلبه تعيين صهره روكز قائداً للجيش، ولم يؤكد له أنه إتفق مع الحريري على هذا الأمر، مشيراً إلى أن وزراءه سيطرحون هذا الأمر في مجلس الوزراء.

ولكن نصرالله أبلغه تأييده لروكز، لكنه نصحه بالاتفاق على هذا الأمر مسبقاً مع الحريري ليتم تمرير التعيين في مجلس الوزراء، فأوكل عون الأمر إلى الوزير جبران باسيل لكي يتواصل مع نادر الحريري مدير مكتب الرئيس الحريري، ولكن هذا التواصل لم يحصل لأن نادر سافر يومها إلى الخارج، ولم يعلن حتى الآن عن حصول أي لقاء أو إتصال بينه وبين باسيل في هذا الشأن.

لذلك، يعتبر المصدر أن معالجة هذا الأمر من شأنها أن تساعد على حل أزمة التعطيل الحكومي، ويبدو أن سلام يتواصل مع المعنيين في هذا الصدد ليتم التوافق على صيغة ما. ويقترح البعض أن يُصدر الحريري توضيحاً يكشف حقيقة ما دار بينه وبين عون في “بيت الوسط” فهل توافق وعون على معادلة روكز ـ عثمان؟ أم أنه نصح عون بإستشارة بري وجنبلاط ونصرالله لكي يبنى على الشيء مقتضاه؟

ويرى المصدر أن مثل هذا التوضيح من شأنه أن يكشف حقيقة الموقف العوني المصر على تعيين روكز قائداً للجيش، على أمل الفوز لاحقا برئاسة الجمهورية، علماً أن البعض ردد إثر لقاء “بيت الوسط” أن عون سمع من الحريري كلاماً مفاده أن عليه أن يفصل بين روكز وترشيحه بحيث أن تعيين روكز أو عدمه لا يرتب على الآخرين أي إلتزامات إزاء ترشيحه للرئاسة.