فريد الأطرش العالمي نابغة عصره

محمود الاحمدية

“إن نور الموسيقى يضيء الدنيا، وإنَّ لهاث الموسيقى المفعم بالحياة، ينسرب من سماء إلى سماء” (طاغور)
خلال شهر تموز 2015 سيتم توقيع كتابي وبعد عشرين عاماً من الغوص في بحر لآلىء الموسيقار فريد الأطرش، صعد الدخان الأبيض… وبعد زيارتي الأخيرة للمطبعة، تنفّست الصعداء، وكأنه حملٌ ثقيل وقد أُزيل عن صدري، فالمسؤوليّة كبيرة نحن في حضرة فنان عبقري عالمي، ممنوع الخطأ المطبعي، ممنوع الخطأ اللغوي، ممنوع وضع معلومات غير موثقة، كيفيّة الاخراج والمحافظة على المستوى الراقي والسرد الغير مملّ وتطعيم المقالات والإثباتات بصور كل الذين ذُكرت أسماؤهم بين مقالة وأخرى,بإرادة بعيدة عن الشّخصانيّة، فالعقل والرزانة والموضوعيّة عناوين رافقتني على مدى كل ما كتبته.

وبقدر ما كان تقديري لفريد كان تقديري لكل من عاصروه في زمن ذهبي لن يعود وفي مرحلة شرقط فيها الفن بمائة لون وابداع وعاش فيها شعبنا العربي من الماء إلى الماء في أجواء تنافسية ساحرة فعندما كانت تقام حفلةٌ في لبنان لفريد الأطرش وبالذات في بيسين عاليه،كانت هناك حفلة ثانية لعبد الحليم حافظ في مدرج لبنان وكانت أيام خالدة ولا تُنسى عندما كان العرب، من أقاصي دول المغرب العربي حتى كل دول الخليج يأتون بالطائرات ويقضون شهراً كاملاً في لبنان شوقاً وشغفاً وحباً بلبنان وبحفلتي فريد وعبد الحليم…

فريد الاطرش

وكنت ملزماً وفي كل صفحات كتابي الأربعماية أن أحقق هدفين ساميين خدمة للفن العربي الراقي:
1- اثبات عالمية فريد الأطرش من خلال ماية وعشرين صفحة في كل منها حكاية وقصّة حدثت مع مشاهير الفن العالميين وعلاقة فريد بهم من شارل أزنافور إلى أنريكو ماسياس إلى بيار باشلي إلى فرانك بورسيل إلى محمد رافي إلى عشرات الأتراك إلى داليدا إلى مايا كازابيانكا إلى جورج ابراهيم خوري إلى البيتلز إلى كلود سياري، إلى فناني اليابان إلى الرئيس عبد الناصر إلى ادغار الن إلى فلسفة الرقص الشرقي والإرتقاء بها عالمياً، إلى الفنانة الإفريقيّة الأهم ماكابي،إلى مدير أولمبيا باريس مسيو بيانكو,إلى المجلّة العالميّة BQ والايقونات الخمسة عشر، إلى وسام الخلود الفرنسي،إلى مئويّة فريد الأطرش مع فرانك سيناترا وأديت بياف، إلى فيروز،إلى وديع الصافي، إلى جورج موستاكي,إلى متحف برلين، إلى د. وليد غلميه،إلى المجري بيلابارتوك، إلى فرانز شوبرت، إلى المواقع الإلكترونيّة وعشرات الصفحات الأخرى التي لن تسعَها مقالتي…

2- ابراز التّعتيم والتغييب بحق الموسيقار فريد الأطرش الذي مورس طيلة نصف قرن من الزمن وبطريقة حسيّة عبر عشرات المناسبات الموثقة وابقيها على عذريتها حتى يقرأها القارىء الكريم بعد توقيع الكتاب…

بعد استلام كتبي فرحي بحجم هذا الكون الرحيب وكما يفرح الأهل بولادة طفلهم الآتي إلى هذا العالم كان حجم فرحي وسعادتي وكل نبضة من نبضات قلبي كانت تهتف بمئة لحن جميل وكل خاطرة جاءت في وجداني كانت تعبق بعطر كل جمال الدنيا…

أخيراً، وباختصار شديد أقول شكرأ لموسيقارنا العالمي الخالد فريد الأطرش الذي أثبتت الأيّام نبوءة مدير أولمبيا باريس الفرنسي بيانكو: “بعد خمسين عاماً سيقدّر العالم أجمع عبقريّة فريد الأطرش”…

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة