تحرير الرئاسة والدولة

جليل الهاشم

هل يكون لقاء بكركي مجرد تسجيل موقف تنتهي مفاعيله بمجرد عقده وعودة أركانه إلى منازلهم وأشغالهم؟

لا يريد الذين تداعوا إلى عقد هذا اللقاء برعاية البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي أن يكون تحركهم مجرد همروجة إعلامية، فهم مقتنعون بكافة توجهاتهم وإنتماءاتهم بأن إبقاء الفراغ في رئاسة الجمهورية يتحول إلى جريمة في حق الدولة والمؤسسات الشرعية  وفي حق لبنان واللبنانيين وإنه لا يخدم سوى مشاريع خارجية لا علاقة لها بمصلحة البلد وأبنائه فما من جمهورية في التاريخ المعاصر سُددت إليها ضربات كهذه الضربات المسددة إلى الجمهورية اللبنانية وكل ذلك يجري تحت حجج واهية لا تغطيها الرغبة المريضة في التفرد بالترشيح والترؤس.

والتحرك نحو بكركي الخطوة الوحيدة التي تقدم بها الحريصون على الدولة فهؤلاء تحركوا في إتجاهات متعددة وفي كل المحافل بعد أن إستنفذوا إلى حد بعيد محاولاتهم لاقناع المعرقلين الخروج من حساباتهم الخاصة والعودة إلى ما يفرضه الدستور والقوانين وفي كل لقاء تجريه القوى المتمسكة بالشرعية مع الأطراف الخارجية الفاعلة والمؤثرة كان موضوع ملء الشغور الرئاسي المطروح إن كان مع الأوروبيين أو مع الأميركيين وأيضاً مع الروس والايرانيين.

بكركي

هذا ما فعله الرئيس سعد الحريري خلال مباحثاته الأخيرة في واشنطن وموسكو حيث حض المسؤولين الأميركين والروس على التدخل وإقناع الايرانيين بتسهيل إستعادة لبنان مؤسساته الشرعية وعلى رأسها الرئاسة وتلقى الحريري وعوداً خصوصاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحرك بهذا الإتجاه كذلك من وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لم ينقطع عن التواصل مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إلا أن النتائج الممكوسة لم تظهر بعد وتهرب علي أكبر ولايتي من إعطاء أي جواب لرئيس الحكومة تمام سلام كان إشارة سيئة.

في هذا المناخ، تحرّك “أبناء الجمهورية” نحو بكركي الموقع الذي لا يرتبط إلا بلبنان تاريخاً ومصيراً وبدأ الاعداد للقاء في إجتماع عقدته شخصيات نيابية وسياسية مستقلة في مكتب الوزير بطرس حرب أعقبه جولة لحرب شملت الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع وقوى 14 أذار الأخرى وغداء في المقر البطريركي الأول دير مار يوحنا مارون البترون مع البطريرك الراعي، الجميع مقتنع بأنه لا بد من القيام بحركة ما، وهذا ما إنعكس في طبيعة اللقاء والمروحة الواسعة مع التوجهات التي يمثلها.

إنها محاولة لتحرير الرئاسة على يد أبنائها، أما نجاحها فبنجاح توفر شروط لا تبدو ناضجة لدى المعرقلين.