“كلنا شركاء” ينشر تفاصيل تصفية جامع جامع

قال موقع «كلنا شركاء» الإلكتروني السوري المعارض، إنه وفي سلسلة تصفية كل من كان له يد في الملف اللبناني وخاصة من كانت له يد في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد تصفية واغتيال اللواء غازي كنعان في مكتبه في وزارة الداخلية بثلاث رصاصات في الرأس، وادعاء النظام وقتها ان غازي كنعان قد انتحر، كان الدور قد وصل إلى اللواء جامع جامع الذي قتل في السابع عشر من تشرين الأول 2013.

ويضيف «كلنا شركاء» أنه خلال وجود اللواء جامع جامع على رأس الهرم الامني في دير الزور والجزيرة، ومن خلال تعامله مع الأزمة بطريقته الخاصة مع الازمة في دير الزور والجزيرة حدثت خلافات بينه وبين القيادة في دمشق بطريقة تعاطيه وخاصة مع المخابرات الجوية التي يرأسها اللواء جميل الحسن.

وكان اللواء جامع جامع يرفض الاوامر الواصلة اليه من القيادة وشعبة المخابرات العسكرية ويتصرف وكأنه موجود في بيروت، أي انه كان يشعر انه رئيس دولة، ومن خلال محادثاته مع اسياده على الهاتف بدا بينه وبين من يتحدثون معه خلافات جوهرية في طريقة ادارة الازمة ، كما بدا من خلال التسريب الذي وصل عبر مصادر مقربة لـ«كلنا شركاء«، انه قد تمرد على القيادة في دمشق فكان لابد من تصفيته بطريقة غير كلاسيكية، ويؤكد مصدر التسريبات أن اللواء جميل الحسن مدير ادارة المخابرات الجوية تكفل بهذه المهمة، ومرت عملية تصفية اللواء جامع بالمراحل التالية:

تم استدعاء قائد اللواء 17 العميد الطيار الركن عماد نفوري الى قيادة القوى الجوية حيث قابل مدير ادارة المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، واسندت له مهمة تدمير هدف مهم جدا في دير الزور ذو احداثيات معلومة وبنوعية ذخيرة شديدة الانفجار، وكان اللواء جميل يريد إسناد المهمة لطيار غير علوي وتحديدا من السرب 696 سوخوي 24 من اللواء 17 في مطار السين، وشدد اللواء جميل الحسن على العميد نفوري ان يتم التحضير لهذه المهمة بشكل سري جداً، بحيث تظهر الطلعة انها طلعة قصف عادية، وخصوصاً أمام باقي الطيارين في السرب.

ومن المعلوم ان الطائرة «سوخوي 24« تستطيع ان تقصف هدف غير مرئي ليلاً او نهاراً أو هدفاً مموهاً بشكل ممتاز بالحصول على احداثياته بشكل دقيق، وذلك بالاستعانة بأي نقطة علام حول الهدف او عن طريق ادخال عدة نقاط علام على الحاسبة واجهزة القصف الالي بالطائرة وبمساعدة الرادارRBO المركب على الطائرة، وفي مثل هذه الحالة ما على الطيار في الجو الا ان يضع المحور الطولي للطائرة على خط القصف القتالي الظاهر امامه على الرادار او على العاكس، وتكون كافة مفاتيح التسليح على وضعON وعند إضاءة لمبة OG بشكل متقطع على الطيار فقط ان يضغط على زناد الرمي وينتظر حتى تسقط الحمولة وتضيء اللمبة بشكل مستمر.

وبما انه لا يوجد في السرب الا طيار درزي وملاح سني والباقي علويون فقد تم وقوع الاختيار على هذين الطيارين حيث تم التأكيد من قبل قائد اللواء على الطيار والملاح بوجوب ان يكونا هادئين ودقيقين ومتقيدين بتعليمات القصف والرمي المحضرة وان الطلعة هامة جدا ولكنها طلعة عادية مثل أي طلعة اخرى والطياران هما: العقيد الطيار الركن حسان جديع الهادي (درزي من قرية أم الرمان في السويداء)، والرائد الطيار طارق موسى قناة (سني من قرية جباب في درعا).

وتم التحضير بشكل هادئ للطلعة وادخلت المعلومات الى الحاسبة في الطائرة، كما تم اختيار الذخيرة الجوية وهي ثلاث قنابل FAB -1500 وكل واحدة زنة 1500كغ، وجرى تحضير كل شيء من اجل الطلعة الا وقت الاقلاع لم يكن يعلم به أحد، وكان ينتظر أمراً من اللواء جميل الحسن الى قائد اللواء العميد الطيار الركن عماد نفوري لتنفيذ المهمة.

وفي اليوم المحدد، تم ابلاغ الطيارين بالقيام بتنفيذ المهمة، وحسب الوقت المحدد تم اقلاع الطائرة من مطار السين، واتبع الطيار المحور المحضر على ارتفاع 5 كم، وعند الوصول الى منطقة الهدف قام الطيار بتنفيذ التعليمات المحسوبة والقى القنابل بشكل آلي على وضع اجمالي حسب المحضر وعاد الى المطار دون ان يعرف بماذا قام به.

سقطت القنابل على مكان تواجد اللواء جامع جامع بدقة متناهية وأحدثت دماراً كبيراً وقتلت عدداً كبيراً من العناصر والضباط ومن بينهم اللواء جامع جامع وطويت صفحته الى الابد.

والطياران اللذان نفذا العملية، تم اسقاطهما من قبل إسرائيل في 24 أيلول 2014 أثناء قيامهما بقصف قرية طرنجة في القنيطرة بنفس الطريقة الا انهما واثناء الدوران باتجاه العودة تم تجاوز حدود المنطقة المحتلة في الجولان فقامت اسرائيل بإطلاق صاروخ باتريوت على الطائرة التي كان ارتفاعها 6 كم، وتم اصابة الطائرة بشكل مباشر قذف الطاقم من الطائرة غرب كناكر فقتل المقدم طارق قناة وأعطب العقيد حسان الهادي.

وتعتبر القنبلة الجوية الروسية FAB – 1500 التي تم تفجير مبنى اللواء جامع بها، أضخم قنبلة يمتلكها سلاح الجو السوري، عياراً ووزناً، ولا تستطيع حملها الا الطائرة سوخوي 24 فقط ولا تستطيع حمل الا ثلاث قنابل منها فقط، وهي قنبلة جوية متفجرة شديدة الانفجار مخصصة لتدمير الدشم والحصون والقلاع والملاجئ والجسور والمنشآت والموانئ وغيرها من الأهداف، طول القنبلة 6 أمتار تقريبا، قطرها 86 سم، وزن الحشوة المتفجرة700 كغ TNT، نصف القطر القاتل للأفراد في العراء اكثر من500 متر، ارتفاع الشظايا 900 متر، وتستطيع تدمير ملجأ بعمق 8 امتار تحت الأرض، وخرق 6 طوابق دون ان تنفجر، وقد استخدمت هذه القنبلة على المدنيين العزل في سوريا حتى نفذ مخزونها بالكامل. (كلنا شركاء)