الجميل: أرفض أن أكون ابن ذمة عند داعش والنصرة وكذلك عند حزب الله

أكد رئيس حزب “الكتائب” الرئيس أمين الجميل رفضه أن “نكون ابناء ذمة عند داعش والنصرة، وأبناء ذمة عند حزب الله”.

وقال: “لا تحمينا إلا وحدتنا، وأن نستوعب أن لبنان وطن للجميع، ويعيش بشراكة متكافئة وحرة بالتكامل”، مؤكدا ان “الشراكة تكون بالدولة القوية المنيعة بكل أجهزتها، التي تقف في وجه كل خطر داخلي أو خارجي”.

أضاف “من يعتبر أن لديه قدرات أكثر من غيره للدفاع عن الوطن، فليضعها في يد الدولة، وإن لم تصب هذه القدرات في اطار أجهزة الدولة ومؤسساتها، ستكون إنجازا لفريق على حساب فريق آخر”.

كلام الجميل جاء في لقاء حمل عنوان “حرروا الرئاسة”، الذي عقده نادي الصحافة، لمناسبة مرور سنة استثنائية على الشغور في مقام رئاسة الجمهورية، وحضره وزير العمل سجعان قزي، نقيب المحامين جورج جريج، نائب رئيس حزب “الكتائب” شاكر عون، رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس، رئيس نادي الصحافي بسام ابو زيد، الرئيس الفخري للنادي يوسف الحويك، وعدد من اعضاء المكتب السياسي الكتائبي ومن الإعلامييين.

الجميل

بداية، النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب من ابو زيد، بعدها استهل الجميل كلامه بالاشارة الى “مشاكل كبيرة يعاني منها بلدنا، بحيث صرنا نسأل من سيكون الرئيس؟ ومن المرشح؟ وعلى من تقع مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية؟ أعلى المسيحيين؟ أم الاكليروس؟ أم الموارنة؟ وعلى من نوزع المسؤوليات؟.

وإذ تحدث عما “يحصل في مجلس الوزراء في ملف التعيينات الأمنية اضافة الى مجموعة مشاكل في الاقتصاد والسياسة”، أشار الى انه “لا بد من التوقف عند هذه المشاكل، لأنها تهم المواطن الذي يرزح تحت عبئها، وعلى حساب كرامته ليصل الى الحد الأدنى من العيش”.

واعتبر ان “القضية على المحك، والنظام على المحك، والسيادة حدث ولا حرج، والأخطر من هذا كله هي الحدود”، طارحا مجموعة من الأسئلة: هل من يؤكد لنا، ما هي سيادة لبنان على حدودنا الشرقية؟ لبنان الى أين؟ وهل قضية الحدود ثابتة بالمقارنة مع ما يحصل من حولنا؟”.

وقال: “نحن نتلهى في من لديه الحظوظ، ومن ننتخب، بينما الجمهورية على كف عفريت بنظامها واقتصادها وحدودها”، مستفسرا “ماذا بقي من الجمهورية؟ مشيرا إلى أن “المعطيات الصحيحة، تظهر ان المديونية فاقت ال 100 مليار دولار، إن أضفنا الصناديق المتعددة والديون غير المباشرة”.

وأوضح ان “المنحى الذي نسير به، هو منحنى انتحاري، أكان من هذا المذهب، او ذاك، او من تلك الطائفة، أو الدين، أو الحزب أو الملة”، وقال: كلنا صفقنا عام 2000 لما حصل في 25 ايار، واعتبرناه إنجازا وانتصارا، إنما مع الوقت صارت كلمة انتصار كلمة نسبية، أي غير معروف موقعها”، سائلا: هل الانتصار للوطن؟ أم هو انتصار على مكونات الوطن؟”.

أضاف: ” 25 أيار 2000، كان انتصار التحرير وكان له وقع وزخم وموقع، أما في 25 أيار 2014، فقد استعملناه لنعطل رئاسة الجمهورية. وأقولها بكل مسؤولية من موقعي المتعدد: في 25 أيار 2014، حصل انقلاب أبيض على الدستور والنظام، فأبسط قواعد الدستور، تقتضي بحصول انتخاب رئيس قبل 25 أيار 2014، والتقاليد البرلمانية في كل دول العالم تقضي بأن يتوصل من لا حظ لديه في الوصول الى ما هو في مصلحة الوطن”، معتبرا أن “الخروج عن هذا المنطق، هو خروج على الدستور والمصلحة الوطنية العليا، وهذا الانقلاب الأبيض، حصل في 25 ايار 2014، ونحن ما زلنا نعيش نتائجه”.

ورأى “اننا فقدنا المحاور باسم لبنان”، سائلا: “من المحاور؟”، لافتا الى ان “رئيس مجلس النواب، هو رئيس السلطة التشريعية، ويحاول أن يغطي، ورئيس الحكومة يريد مداراة الحكومة، ولكن في المفهوم الاممي اللبناني المنطقي، ان رئيس الجمهورية هو المحاور باسم البلد. ونحن لا محاور عندنا، فأين لبنان على الخريطة؟ ومجلس النواب معطل، فهل ما يسمى بتشريع الضرورة أهم من انتخاب رئيس الجمهورية؟

وأشار الى ان “الحكومة تعاني من عقم، وهي معطلة، ولا تقوم بتصريف الأعمال، أما الفراغ الرئاسي، فموضوع خطير، ولكن الذي يساهم في تحقق الفراغ، هو الفراغ في القيم، حيث باتت القيم وجهة نظر، فعندما تتخلخل القضية، يتخلخل معها كل شيء”.

وقال: “قناعتي أن هناك قرارا في تفريغ المؤسسات، واليوم هناك قرار بتفريغ الرئاسة، فلو قبلنا بخيار معين، سيجدون فذلكة ليعطلوا الانتخاب، لان الغاية هي تفريغ المؤسسات، ودفع البلد نحو المجهول. فكيف سنحافظ على السيادة، ولا أحد يتحدث عن تورط بعض القوى الميليشياوية، هنا وهناك، من اليمن الى ما لا أعرف أين”، لافتا الى أن “تعطيل الرئاسة هو عن قصد، وليس من نتيجة العناد”، مذكرا بانه “أسمى الأمر بالغنج السياسي سابقا، لكن، اصبح في الأمر مصلحة استراتيجية الآن”.

وأكد الحوار مع “حزب الله”، “الذي هو مكون أساسي من المجتمع اللبناني”، قائلا: “نتعاطى معه على هذا الأساس، ويدنا ممدودة وهذا اساسي، لكن على الأرض تحصل أمور تتناقض كليا مع مصلحة لبنان، ومصلحة الشيعة، ومصلحة عناصر الحزب ومصلحة لبنان ككل. لقد حزب الله حقق انجازا استراتيجيا، ولكن ما دخلنا به؟ من سوريا الى اليمن والعراق؟ هو انجاز لصالح بعض القوى والمحاور، انما على حساب مصلحة لبنان وسيادته ووحدة لبنان. كما هو انجاز شيعي كبير لمذهب، على حساب كل طوائف لبنان غير الموافقة، على هذا التورط، وعلى جر لبنان نحو المجهول”، لافتا “يتخذون قرار السلم والحرب والتفاوض، وقد فاوضوا على قرار تبادل الرهائن دون علم الدولة، فأين نصرف هذه الانجازات؟”.

وأكد ان “اي انجاز ان لم يكن لمصلحة لبنان، فهو مدمر للبنان، وان كان انجازا لمصلحة طائفة معينة غير مقبول، ويعني خطرا على لبنان، وانتحارا شاملا”، لافتا الى ان “هناك فريقا يسيطر على الاخرين، ويقول أنا حاميكم جميعا، ويمسك بزمام الأمور، وهذا لم يعد نموذجا للتعددية للبنان الرسالة”. وعلق بشكل غير مباشر على خطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس، بالقول: “أرفض أن اكون ابن ذمة عند داعش والنصرة، وأرفض ان اكون ابن ذمة عند حزب الله”.

وشدد على أن “وحدتنا فقط، هي التي تحمينا، وما يحمينا ايضا، هو الدولة القوية المنيعة بكل اجهزتها، التي تقف في وجه كل خطر داخلي أو خارجي. ومن يعتبر أن لديه قدرات اكثر من غيره للدفاع عن الوطن فليقدمها للدولة، فان لم تصب في اطار أجهزة الدولة ومؤسساتها، فتكون انجازا لفريق على حساب فريق آخر”، داعيا “كل من لديه الحرص، الى ان يمد يده لأخيه اللبناني، الذي لديه الحرص نفسه، فمن غير الجائز أن نحتكر الوطنية، ونتهم غيرنا بالعمالة”.

ووجه نداء ل”حزب الله” وكل الأطراف قائلا: “فلنضع يدنا بأيدي بعض، ولا تكون حماية لبنان حكرا لفريق على حساب آخر، ولا يعطيه أحد أمثولة في مفهومنا للسيادة والوطنية”، مؤكدا ان “الشعب جاهز ليستبسل في الدفاع عن أرضه. فلنكن يدا واحدة ونواجه اسرائيل والتكفيريين” لافتا إلى ان “من يحارب التكفيريين في لبنان، هم السنة، لأنهم في المواجهة أكثر، سواء في طرابلس او في سجن رومية، فلماذا لا نعترف بذلك؟ فلا يزايدن أحد على آخر، ولولا شعور المسؤولية في طرابلس وصيدا، لكان المجتمع في حضن التكفيريين”.

أسئلة الصحافيين

وردا على اسئلة الصحافيين، اعرب الجميل عن “خشيته من ان اي اعادة نظر بالنظام، لن تكون لمصلحة المسيحيين بالذات، لأن الوضع المسيحي في العالم العربي ليس مستقرا، مثلا ما يحصل في العراق، من قتل وتهجير للمسيحيين، اضافة إلى ما يحصل في سوريا”.

وعن المبادرات التي يقوم بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أجاب: “غبطة البطريرك يقوم بكل ما يلزم، اضافة الى وعظاته ولقاءاته، لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ رغم أن البطريرك يبذل كل جهده، ونحن الى جانبه، لكن انطباعي ان الفراغ هو المطلوب”.

واكد انه “آن الاوان للتفكير بمصلحة البلد، وان نلعب اللعبة الديمقراطية والبرلمانية كما يجب، واعلان الاهداف الحقيقية لتعطيل الانتخابات الرئاسية، لاننا لم نعد مقتنعين ان الهدف هو انتخاب هذا الشخص، كما لا يعقل ان نبقي البلد من دون رئيس لسنة”.

وردا على سؤال حول انتخابات حزب “الكتائب”، أجاب: “انا مطمئن للمسار الديمقراطي لحزب الكتائب، لان نظام الحزب ينص على ان كل الكتائبيين ينتخبون مندوبين، وعلى هؤلاء ان ينتخبوا رئيسا”.

وختاما، أكد الجميل أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، هو رئيس حركة “امل” ونواب الحركة يحضرون كل جلسة انتخاب، إذا هو يتمايز عن “حزب الله” والتيار “الوطني الحر”، كما انه يدعو الى جلسات باستمرار، ولديه مساع حميدة لدفع مسيرة الانتخاب، ولم نلمس منه إلا كل نوايا طيبة لاجراء الاستحقاق”.