الهروب إلى الأمام بمزيد من المغامرة
منير بركات
25 مايو 2015
ربطاً بالتطورات الميدانية في المنطقة لا سيما في سوريا، وبعد التنظير وخلق المبررات لمشاركة حزب الله العسكرية والنتائج غير المحسوبة وبمستويات مختلفة، يطل علينا أمين عام حزب الله بلقاء مع الجرحى، ليضع نفسه بموقع المتهم أمام الجرح النازف في جسم الحزب، ليطلق في خطابه السياسي المزيد من شعارات التصعيد في معركة الوجود المنتظرة، في خطوة هروب إلى الأمام مستخدما كل الأسلحة المتوفرة بما فيها التعبئة العامة ولو خسر ثلاثة أرباع أنصاره!
ولقد لوح باستخدام كل ما يملك، يعني بذلك الترسانة الصاروخية المعدة لمواجهة العدو الاسرائيلي، ليواكب بذلك نهج النظام السوري المتهاوي الذي لم يستخدم طاقاته الا بقتل شعبه.
لم يخلُ خطابه من لغة التهديد والوعيد لكل من لا يلتزم في خياراته، كالذي يغرق متعلقا بحبل النجاة بصراخ يعكس الوجع والالم غير المحتمل بحيث لم تأت حسابات القمح على حسابات البيدر، خاصة بعد أن خذل من الجيش اللبناني ولم ينجح في توريطه، ليدفع بمزيد من المواقف غير البعيدة عن الافلاس معوضا بتصعيد غير مبرر ومحاولة خلق معنويات مفتعلة أمام وضعه الداخلي المتأزم من خلال الاستعداد للإنتحار الجماعي.
وبذلك أعتقد بأن الوضع اللبناني سيكون أمام مغامرة جديدة تنسف فيها “الستاتيكو” ويهدد الوضع الداخلي بمفاعيل وانعكاسات لا تحمد عقباها.
إن المبالغة في تقديم التضحيات ولو خسر معظم كتلته هو لتخفيف وتبسيط الخسائر وتأثيراتها المعنوية والسياسية بانتظار الأعظم الآتي، وبدلاً من الانكفاء والمراجعة لأحداث وتطورات المنطقة بمجملها على قاعدة فهم التسويات المنتظرة، وبدلاً من تحصين الوضع الداخلي اللبناني وحماية لبنان وحدوده والعمل على الوحدة الوطنية، يدفع بالمزيد من التشظي والانقسام والمخاطر بمواقف قائمة على ردود الفعل ووحيدة الجانب متأثرا بنتائج العمليات العسكرية وارتداداتها على وضعه الشعبي والحزبي، والتي لم ترضها بعض الإنجازات العسكرية غير الاستراتيجية.
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية