النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

هشام يحيى

أي مقاومة وممانعة هذه وسوريا والعراق واليمن يدمرون ومصيرهم بات في مهب المجهول القاتم الذي يستجلب التقسيم والتفتيت الطائفي والمذهبي والإثني لجميع دول المشرق العربي التي جرى تركيبها في القرن الماضي بفعل اتفاقية سايكس – بيكو، والتي يجري حاليا تفكيكها بفعل القتل والقهر والتهجير الجماعي خلف راية لعبة الأمم الجهنمية التي يحتل مقعدا أساسيا فيها المشروع المقاوم والممانع الذي لا يخدم بسلوكياته العبثية المبرمجة سوى أجندات فرض الهيمنة على مقدرات وخيرات المنطقة العربية وشعوبها من أقصي المحيط إلى أقصى الخليج؟

وأين قضية فلسطين والقومية العربية من ما يجري في المحيط والجوار الذي بات مسرحا لتدمير كل مقومات الصمود العربية العسكرية والاقتصادية من أجل الحفاظ على ديكتاتور مجرم سجله وتاريخه حافل بالتآمر على قضية فلسطين وكل مصالح القومية العربية التي استخدم شعاراتها البراقة لإمتطاء سلم السلطة التي ما أن وصل إليها حتى استخدمها كسيف يبطش بالوطنيين الأحرار والمقاومين الشرفاء الحقيقيين للمشروع الإسرائيلي في المنطقة.

أمام هذا الواقع، وفيما تتسارع التطورات العسكرية والأمنية والسياسية في كافة أرجاء المنطقة ، وفي حمأة تنامي خطر صدام الحضارات الذي يضرب العالم  بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، ويهدد مبادئه وقيمه الإنسانية بالسقوط والإندثار…هناك مشهد مشوه هجين يتصدر واجهته من يسمون بأنفسهم بنخب المقاومة والممانعة الذين هبت في نفوسهم النزعة الإنسانية المستنكرة والشاجبة للإرهاب التكفيري الذين يدعون المواطن العربي الذي تآمروا عليه وقتلوه وهجروه واستباحوا كرامته وحريته كي يتحمل مسؤوليته في قتال ذلك الخطر التكفيري الذين دجنوه وصنعوه في أقبية مخابراتهم القمعية صاحبة المنشئ في تعميم هذه الصورة النمطية لوحش كبروه كي يبرروا استمرارية ديكتاتورياتهم القمعية والإجرامية بحق شعوب المنطقة العربية التي انتفضت لكرامتها وحريتها رافضة نهج السحق والقتل والتنكيل والتعذيب لأنظمة ترفع شعارات المقاومة والممانعة الفارغة .

ضمن هذه الخلفية تستمر النخب الممانعة بالغرق أكثر في خطايا نظرياتها البائدة القاتلة لكل منطق أو حس انساني حر.

فتلك النخب على سبيل المثال لا يهمها عدد الشهداء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلهم ونكل بهم النظام السوري بكل وحشية وبربرية موصوفة وموثقة من قبل أكبر المراجع الدولية على أنها جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية، إلا أن هؤلاء النخب تجدهم في مشهد كاريكاتوري مضحك باكي لاهثون على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي كي يعبروا عن سخطهم من ما يجري على أيد بعض الجماعات التكفيرية،وهم في ذلك متناسين وغافلين بأن نظام الأسد قد صنع أعتى التنظيمات التكفيرية اجراما في أقبية مخابراته، وهو أي نظام الأسد وحلفائه هم مستفيدون من وجود وتمدد مثل هذه التنطيمات التكفيرية كي يقولوا للعالم بأنهم في الجبهة العالمية الحضارية لمحاربة الارهاب ومخاطره الداهمة على الإنسانية التي تذبح يوميا باسم المقاومة والممانعة …

واذا كان الشيء بالشيء يذكر، ثمة معلومات متداولة في أروقة الكواليس الدبلوماسية بأن سقوط تدمر هي مسرحية هزيلة كي يخفي النظام وحلفائه جريمة نهب أثار تدمر من تماثيل وغيرها من الاثار القيمة التي يقال بأنها أصبحت في متاحف وقصور عاصمة فارس التي تستخدم شعارات المقاومة والممانعة التي ينبهر بها أشاوس نخب ذلك المحور الموبوء كحصان طروادة لفرض هيمنة وسيطرة الإمبراطورية الفارسية على العالم العربي الذي انتفض في اليمن وسوريا والعراق متصديا لمؤامرة استعماره.

أمام كل ذلك، لا تزال نخب الممانعة تائهة حائرة كيف  أن المواطن العربي هو أكثر من أي وقت مضى ماض ومستمر في نضاله الإنساني ضد الديكتاتورية والأحزاب الغيبية التي تستبيح الدولة و القوانين وترفع شعارات الانتصارات الوهمية لخدمة مشاريع امبراطورية توسعية في المنطقة العربية ، كما أنها تستغرب وتتساءل ما الذي يجعل المواطن السوري متمسكا أكثر  بحريته وحقه في تقرير المصير وأن كان هذا التمسك سيكلفه شلالات اضافية من الدماء الزكية التي غاب عن أذهان تلك النخب المصابة بلوثة  الممانعة الفكرية بأن تلك الدماء التي تروي أرض العروبة الإنسانية اليوم  ليست سوى السيّل الهدام والجارف لما تبقى من جدران السجن العربي الكبير الذي على أنقاضه سيبني الأحرار العرب جسر العبور من مستنقع الجهل والعبودية والديكتاتورية إلى حياة عربية جديدة مفعمة بالحرية والكرامة،وهي حياة تستحق كل التضحيات…

وما الإنسان من دون حرية وكرامة سوى مجرد جثة هامدة من دون قبر.

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

” توترات السيد”..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!