مركز أبحاث بريطاني يقول إن نظام الأسد في أسوأ مراحله

أصدر «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، وهو مركز أبحاث مرموق في لندن، دراسته السنوية الأولى «مسح النزاعات المسلحة 2015» والتي تغطي الحروب والاضطرابات التي تشهدها دول العالم كافة، وسط تركيز طبيعي على تنامي نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في كل من سورية والعراق وأيضاً وضع الجماعات السورية المعارضة التي نجحت أخيراً في إلحاق هزائم ضخمة بقوات الرئيس بشار الأسد.

وقال مدير قسم «التهديدات العابرة للأوطان والمخاطر السياسية» في المعهد نايجل إنكستر لـ «الحياة»، على هامش إصدار المسح أمس، إن نظام الأسد يواجه حالياً مخاطر بالغة الصعوبة وربما تكون أخطر ما واجهه منذ بدء الأزمة قبل خمس سنوات، مشيراً إلى النكسات التي مُنيت بها قواته على العديد من الجبهات، بما في ذلك سيطرة تحالف فصائل متطرفة على معظم محافظة إدلب في شمال غربي سورية. وأوضح إنكستر، الذي عمل لـ 31 سنة في جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي 6) بما في ذلك منصب مساعد مدير الجهاز ومدير فرع العمليات والاستخبارات فيه، إن نظام الأسد الذي وصفه بأنه «النظام الذي يقوده العلويون» مُني بـ «خسائر ضخمة بحيث إنه بات يعاني من نفاد الرجال المستعدين للقتال. فالعائلات العلوية باتت مترددة في إرسال أبنائها للمصير المتوقع (الموت)، ولذلك فإن النظام بات يعتمد في شكل متزايد على العنصر الأجنبي»، في إشارة إلى الدعم الذي يقدمه «الحرس الثوري» الإيراني والمقاتلون الشيعة الأفغان والعراقيون أو اللبنانيون المنتمون إلى «حزب الله». لكنه أضاف أن «الاعتماد المتزايد على الإيرانيين يثير حساسيات واعتراضات داخل النظام نفسه»، مشيراً في هذا الإطار إلى تقارير عن وفاة ضابطين في الاستخبارات السورية اعترضا على النفوذ الإيراني. ولفت إنكستر إلى أن الأسد أظهر في السابق «قدرة على الصمود» في وجه الضغوط، رافضاً التكهن بما إذا كانت انتصارات فصائل المعارضة حالياً ستؤدي إلى انهياره سريعاً. لكنه أضاف أنه في حال سقط النظام فالأرجح أن تظهر مناطق سيطرة أو نفوذ لفصائل مختلفة في أنحاء البلاد، مضيفاً أن بعضها سيشهد تحالفات بين الفصائل المختلفة لإدارة مناطق سيطرتها. غير أنه زاد أن أياً من الفصائل المسلحة لن يقبل بأن يتمدد نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى مناطقه، ما يمكن أن يؤدي إلى صدام بين الطرفين.

أما الباحثة عليا إبراهيمي (جامعة أكسفورد) فربطت بين توحد فصائل المعارضة «الجهادية» في إدلب أخيراً والانتصارات التي حققتها ضد النظام وبين ما سمته «المصالحة» بين الأتراك ودول خليجية داعمة للمعارضة السورية. لكنها حذّرت من تنامي نفوذ «المتطرفين»، قائلة إن بعض الجماعات المتطرفة التي تستفيد من الدعم الذي تتلقاه المعارضة في شمال سورية ليس من النوع الذي يمكن أن يكون «شريكاً» في المستقبل للجهات الخارجية الساعية إلى إسقاط الأسد.

وتناول «المسح» الذي أصدره المعهد بالتفصيل طبيعة ونتائج 42 نزاعاً مسلحاً سجلت في العالم في 2014، أي أقل بـ 21 من النزاعات الـ 63 التي أحصيت في 2008. ولكن في حين أوقعت النزاعات الـ 63 في 2008، 56 ألف قتيل، فإن النزاعات الأقل في 2014 (42 نزاعاً) أوقعت عدداً أكبر من الضحايا بلغ 180 ألف قتيل.

———————–

(*) نقلا عن الحياة