وداعاً يا “خال”! / بقلم وليد جنبلاط

رثى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي وكتب في “الأنبـاء” ما يلي:

برحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، فقدت مصر والعالم العربي علماً من أعلام الأدب وشعر العامية المصري الشهير وهو الذي عبر، على مدى عقود، بعفوية وصدق عن نبض الشارع المصري وأحاسيسه ومواقفه بكثير من العنفوان والبساطة والسلاسة.

لقد رفع الشاعر الراحل عنواناً هاماً أكثر ما نحتاجه في أيامنا هذه وهو: “الوطن للجميع والدين للديان”، وكأنه منذ كتب تلك القصيدة الشهيرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعنوان: “موال لجمال” إستشعر تلك العلاقة الإشكالية بين الدين والدولة وحاول على طريقته الشعبية أن يرسم حدوداً واضحةً فيما بينها تلافياً لوقوع التداخل والإشتباك كما هو حاصل اليوم.

كم كان مميزاً الأبنودي، فقد عكست قصائده تلك الحقبة الجميلة التي إنطوت الى غير رجعة، الحقبة التي رفع فيها جمال عبد الناصر شعار العروبة فوق كل إعتبار وسعى لتحطيم الحواجز التي وقفت في دربها مؤكداً على أهمية التقارب العربي. وما جسده عبد الناصر في السياسة، عكسه الأبنودي في الشعر والأدب والقصيدة.

nasser

لعل من أهم أعماله كان “السيرة الهلالية” التي عكف فيها على جمع قصائد الصعيد المصري أو الريف وهي تظهر خصائص ذلك المجتمع كما يرويها أهله. وكان رائداً في إتجاهات شعر العامية التي تنقل ببساطة شديدة الآراء والمواقف بعيداً عن تعقيدات اللغة العربية ومصطلحاتها الصعبة كما في الشعر القديم، فكان ذلك أحد أسباب قربه من الناس وحبهم له.

والقصائد التي كتبها الأبنودي ميزت عدداً من كبار الفنانين من أمثال: عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد ومحمد رشدي ونجاة الصغيرة وشادية وصباح ووردة الجزائرية وماجدة الرومي ومحمد منير وسواهم  من أعلام الفن العربي المعاصر.

سنفتقد عبد الرحمن الأبنودي وشعره وأدبه وسنشتاق لقصائده سواءً كانت مغناةً أم ملقاة، ونتقدم بالتعازي الحارة لأسرته وللشعب المصري الشقيق والعالم العربي بأسره.