أي إستراتيجية أميركية في الشرق الأوسط؟

علا كرامة – الأنباء

في هذه المرحلة الدقيقة والمتأزمة في منطقة الشرق الأوسط يصبح موضوع قراءة الإستراتيجية الأميركية من المواضيع التي تثير نقاشاً وتحليلاً في الأوساط السياسية والعسكرية فهي موضوع الساعة، والعميد الدكتور نزار عبد القادر بخبرته قدم رؤيتت في ندوة أقامها النادي الثقافي العربي عنوانها “الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط” وذلك مساء 17 نيسان 2014 في مركز النادي الثقافي العربي-بيروت، الحمرا.

بعد النشيد الوطني اللبناني، كانت كلمة ترحيب وتعريف بالمحاضر من قبل أمين سر النادي حيث أكد على أهمية طرح الموضوع في ظل حدثين إستجدا في المنطقة، الأول: إتفاق لوزان حول المشروع النووي الإيراني والثاني الحلف العربي الجديد الذي يقود حملة عسكرية لردع الإنقلاب الحوثي في اليمن والذي يشكل خطراً على المملكة السعودية العربية ويهدد التوازن في العالم العربي.

ومن ثم استهل عبد القادر موضوع المحاضرة، قائلاً: “في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كانت الولايات المتحدة تفضل البقاء في حالة من العزلة عن أوروبا وآسيا، وكان همّها منصباً على تكوين ذاتها بالإضافة إلى نشر نفوذها بين الدول الأميركية، ورفض أي تدخل أوروبي في نصف الكرة الغربي، وهذا ما كرسته من خلال عقيدة مونرو. خلال القرن العشرين تبدّل الوضع وعرفت الولايات المتحدة صعوداً متسارعاً لموقعها ودورها كقوة دولية مؤثرة على المستوى العالمي. تمثلت الإندفاعة الأميركية الأولى في نهاية الحرب العالمية الأولى، التطور التاريخي مع انتهاء الحرب الباردة في مطلع تسعينات القرن الماضي. في المحطة الأولى تميّز الدور الأميركي في السياسة الدولية بالمذكرة التي قدمها الرئيس وودرو ويلسون والتي تحدثت عن رفض كل الطموحات والإستعمارية الأوروبية”.

وتابع عبد القادر: “هنا لا بد من التذكير بحدوث حالة الكساد الإقتصادي التي ضربت الولايات المتحدة والتأثير السلبي على موقع أميركا الدولي لكن صعود ألمانيا النازية، ومن ثم إندلاع الحرب العالمية الثانية قد دفعا أوروبا للنظر إلى أميركا كمنقذ وحيد. وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وجدت أميركا نفسها في مواجهة الإتحاد السوفياتي والذي أصبح يمثل خصماً منافساً على المسرح العالمي، هذا بالإضافة إلى تقديمه البديل الإيديولوجي للنظام الراسمالي الأميركي. إمتلك الإتحاد السوفيتي في أواخر أربعينات القرن العشرين كل المساحات الواسعة في أوروبا وفي البر الآسيوي مع عدد من السكان مما يجعله قوة سيطرة على العالم. في هذه الفترة من المواجهة مع الإتحاد السوفياتي تركزت الإستراتيجية الأميركية على قاعدتين: القاعدة الأولى: الردع النووي، من خلال زيادة المخزون الأميركي من القنابل النووية، القاعدة الثانية، استراتيجية التطويق والإحتواء بالإضافة إلى السيطرة على الاوقيانوسات والبحار والممرات المائية”.

ولفت عبد القادر إلى أن “إشتداد الصراع بين أميركا والاتحاد السوفياتي لكسب النفوذ في الشرق الأوسط، وذلك بدءاً من أواسط الخمسينيات. وبلغ هذا التنافس أوجه في بعد حرب 1967 بين إسرائيل والدول العربية. وكانت الولايات المتحدة قد سعت من خلال الإجتماع الشهير على طراد أميركي بين الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود في عام 1947، وسعت الولايات المتحدة في خمسينيات القرن العشرين، وخصوصاً في عهد الرئيس دوايت ايزنهاور إلى توثيق علاقتها مع الدول الشرق الأوسطية”.

map1

وذكر عبد القادر بأن “التحدي السوفياتي لأميركا سقط بعد ما يقارب ثلاثة عقود، وذلك لأسباب ترتبط بطبيعة النظام الإشتراكي، في ظل إرتكاب مجموعة واسعة من الأخطاء الكبرى في السياسة الخارجية، مع ما رافق ذلك من انتفاضات داخل دول أوروبا الشرقية. لقد إنفجر الإتحاد السوفياتي من الداخل، وتحررت بذلك كل الدول والشعوب التي ضمّها ستالين بعد الحرب العالمية الثانية إلى الإتحاد بصورة قسرية. كان الشعور السائد في عام 1991 بعد تفكك الإتحاد السوفياتي بأن الإنتصار الذي حققته الولايات المتحدة سيطول أمده، وبأنه لن يكون هناك من منافس آخر لها، وبأن العالم قد أصبح محكوماً بقطب واحد، وبأننا بالفعل قد وصلنا إلى “نهاية التاريخ”، وبأن الزمن قد توقف. هذه الحالة قد دفعت القادة في أميركا إلى تسويق فكرة بأن القرن الحادي والعشرين هو قرن أميركي بامتياز. وكان الرئيس بيل كلنتون في خطاب بداية رئاسته الثانية في 20 كانون الثاني عام 1997 قد قال:”في آخر خطاب لتولي سلطة الرئاسة في القرن العشرين، دعونا ننظر إلى التحديات التي تنتظرنا في القرن المقبل… في فجر القرن الحادي والعشرين… تقف أميركا منفردة كالأمة اللازمة لإدارة العالم”. وجاء بعده الرئيس جورج دبليو بوش ليقول “لقد اختار الله أمتنا، وبتفويض من التاريخ بأن تكون نموذجاً للعالم”.

وتابع عبد القادر: “لكن لم تتحقق رؤية الرئيسين كلنتون وبوش، حيث حصلت تحولات متسارعة كان من أبرزها صعود الصين الإقتصادي، والمديونية الأميركية، بالإضافة إلى دخول حربين في أفغانستان والعراق، والشكوك التي تولدت جراء الأخطاء الكبيرة لسياسات الرئيس دبليو بوش، قد سرّعت في تراجع الدور الأميركي وتسبب الركود الإقتصادي في عامي 2008 و2009 في إضعاف الثقة الدولية بقدرات الولايات المتحدة”.

image (1)

مرتكزات الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط

قال عبد القادر إن “أية إستراتيجية أميركية في الشرق الأوسط تتوجه إلى خدمة المصالح الحيوية الأميركية في المنطقة، وهي: النفط واسرائيل ومحاربة الإرهاب. يعتقد معظم الأميركيين بأن علاقات بلادهم مع الشرق الأوسط لا تقوم أساساً على الحصول على النفط، واستمرارية تدفقه بأسعار رخيصة. هذا صحيح، ولكن لو لم يكن في الشرق الأوسط مصدراً للنفط، فإنه كان سيبقى من المناطق الهامة للسياسة الأميركية لأسباب جيوستراتيجية”.

أضاف عبد القادر إن “إدارة باراك أوباما حاولت في البداية جعل آسيا المحور الأساسي للاستراتيجية الأميركية، ما يعني ذلك من تجنب الدخول في أزمات الشرق الأوسط. لكن أثبتت الوقائع بأن القول بالتخلي عن الشرق الأوسط، مع كل ما يفرضه ذلك من تحديات في مجال الطاقة وأمن اسرائيل ومواجهة الإرهاب هو هروب إلى الأمام من أجل تجنب الوقائع والتحولات التي تواجهها السياسة الخارجية في المنطقة. في فترة الحرب الباردة سعت أميركا لمنع السوفيات من مدّ نفوذها إلى المنطقة، كما كانت تخشى من مخاطر اتخاذ قرار عربي بقطع النفط لأسباب سياسية تتعلق بالصراع مع اسرائيل ومساندة أميركا والغرب لها. وبالفعل فقد حدثت “صدمة النفط” عام 1973 بقرار من المملكة العربية السعودية. هناك من يروّج في أميركا بأن بمقدور واشنطن حل مشاكلها في الشرق الأوسط من خلال تأمين المزيد من مصادر الطاقة من خلال تطوير وسائل الضخ من المخزون الكندي”.

وأشار عبد القادر إلى أن “الولايات المتحدة تدرك بأن الإرهاب والتطرف المتفشي في مختلف ارجاء المنطقة وخصوصاً في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر بات يشكل حالة خطرة جداً وبأن خطورته لا تقتصر على أمن واستقرار هذه الدول، بل تتعداه إلى كل المنطقة والعالم، ومن البديهي توقع وصوله إلى أوروبا والولايات المتحدة في المستقبل المنظور. ويبدو بأن هذا الخطر قد أدركته الولايات المتحدة، ولكنها ما زالت تتعامل معه بحذر، حيث يبدو بوضوح بأن الرئيس أوباما لا يريد الدخول مباشرة في أي من الحروب الدائرة الآن في الدول العربية كالعراق وسوريا، مع ارسال المدربين لمساعدة الجيش العراقي والبشمركة الكردية”.

image

هل لدى أوباما استراتيجية كبرى للمنطقة؟

شرح عبد القادر أن “آثار التدخل العسكري الأميركي في ليبيا من أجل إسقاط العقيد معمّر القذافي نقاشاً واسعاً في الولايات المتحدة حول وجود استراتيجية خاصة بالرئيس اوباما أو ما يمكن أن يسمى ب”عقيدة أوباما”. جاء هذا التدخل العسكري في ليبيا في وقت نعى فيه العديد من خبراء السياسة الخارجية الأميركية وجود مثل هذه الكفاءة الاستراتيجية لدى إدارة أوباما. وكان المعلّق الأميركي في صحيفة “واشنطن بوست” جاكسون دياهل قد رأى “تتميز هذه الإدارة بعدم وجود إستراتيجية كبرى لديها، أو بعدم وجود اي خبراء استراتيجيين في داخلها”، في نفس الوقت تحدث خبير العلوم السياسية جون ميرشايمر عن أن الأسباب الجذرية للمشاكل التي تواجهها أميركا بأنها قد “اعتمدت استراتيجية كبرى سيئة بعد الحرب الباردة”. وذهب المؤرخ نيال فرغسون في تفسيره لما تواجه أميركا من صعوبات في تعاطيها مع قضايا الشرق الأوسط، في مقال نشرته مجلة “نيوزويك” بأن كل ذلك يعود “لافتقار إدارة أوباما لاستراتيجية كبرى متماسكة، وهذا ما يثير العديد من الهواجس لدى عدد كبير من قدامى خبراء صنع السياسة الخارجية”. وجاء التعليق الأقسى من مايكل هيرش في “ناشيونال جورنال” من خلال قوله “العقيدة الحقيقية لدى الرئيس اوباما هي في أن لا عقيدة لديه البتة، ويبدو بأن ذلك مرشح للاستمرار”.

وفي المقابل، قال عبد القادر “ولكن إذا لم يكن لدى الرئيس باراك أوباما إستراتيجية كبرى واضحة المعالم، هل يجب وضع ذلك في خانة الخطأ الكارثي أو الفادح؟ كان الرئيس جورج دبليو بوش قد وضع استراتيجية مفصلة ومتماسكة بعد هجمات 11 أيلول، بأضرار فادحة لأميركا وبعض حلفائها الإقليميين. بالنسبة للدول الكبرى قد لا يكون من الضروري وجود استراتيجية كبرى مكتوبة ومعتمدة، وفق ما يتحدث عنه بعض الخبراء الاستراتيجيين، وان كل ما تفرضه الضرورة يتمثل بتوافر عناصر القوة لديها، وخصوصاً القوة العسكرية والقوة الإقتصادية. لكنه يبقى من الأفضل وجود إستراتيجية كبرى واضحة ومتماسكة، ويجب أن يسمعها جيداّ الداخل والخارج على حد سواء. في رأينا أخطأ معظم هؤلاء الخبراء الذين رأوا بأن إدارة اوباما تفتقر لوجود استراتيجية كبرى، حيث يمكن الإجتهاد والقول بأن استراتيجية الرئيس كانت في عدم الإعلان عن استراتيجية واضحة المعالم وهي تتلحص من كل المشاكل التي ورثتها له الإدارة السابقة”.

إستراتيجية الأمن القومي للعام 2015

تحدث عبد القادر بأن “إدارة أوباما أصدرت ما أسمته إستراتيجية الرئيس لللأمن القومي، والتي تتحدث عن دور أميركا في قيادة العالم، وهذا يعني الطرائق والوسائل التي تستعملها الولايات المتحدة لمواجهة كل التحديات الشاملة من أجل الدفاع عن المصالح والقيم الأميركية. كانت إدارة أوباما قد أصدرت أول استراتيجية لها للأمن القومي في عام 2010، وبالتالي الخروج من حالة الكساد التي ضربت اميركا عام 2008. ويبدو بأن توقيت صدور تلك الاستراتيجية جاء ليؤكد بأن لدى الرئيس أوباما رؤية مستقبلية للدور القيادي الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة على المسرح العالمي. قدّمت مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس استراتيجية الرئيس للأمن القومي للعام 2015 في مؤسسة بروكنز، معتبرة بأن هذه الاستراتيجية تتضمن ما يجب القيام به في المدى القريب من أجل تحقيق الأمن الأميركي في المدى البعيد من خلال القول بوجود “قيادة اميركية قوية ومتواصلة، هي حجر الساس في عملية بناء سلام أقوى وازدهار حول العالم”.

وأضاف عبد القادر “وتحدثت رايس عن دور هذه القيادة الأميركية القوية متسائلة كيف كان للعالم أن يواجه آفة مرض “ايبولا”، وكيف كان بمقدور روسيا أن تهرب من مسؤوليتها عن نفجير الحرب في أوكرانيا لولا توافر هذه القيادة الأميركية القوية. تدفع الآن روسيا ثمناً باهظاً لخروجها على القانون الدولي… وعددت رايس أربع طرق لممارسة أميركا لهذه القيادة القوية والمحصنة: سنقوم بتحقيق أمن الولايات المتحدة وشعبها وأمن الحلفاء والشركاء من خلال:

1- الحفاظ على دفاع وطني الأفضل تدريباً وتجهيزاً وقيادة في العالم، تحصين أمن أميركا الداخلي لحماية الأميركيين، السعي نحو عالم خال من الأسلحة النووية، تطوير كل القدرات الشاملة لكشف ومنع انتشار والرد بسرعة على كل أنواع التهديدات البيولوجية.

2- سنعمل على تطوير إقتصاد قوي وخلاّق، وتنمية الإقتصاد الأميركي ضمن نظام الإقتصاد العالمي الحر من خلال: تقوية نظام الطاقة الأميركي، تنفيذ أجندة التجارة الدولية، العمل من أجل محاربة الفقر.

3- سنحترم وسندعو لاحترام القيم الدولية في أميركا وحول العالم من خلال: التمتع بأعلى درجات المسؤولية في العيش ضمن متطلبات قيمنا الذاتية، قيادة الجهد لمحاربة الفساد والحض على إحترام مبدأ الشفافية في الحكم والتمسك بمبدأ المساءلة، قيادة المجتمع الدولي لمنع التجاوزات على حقوق الإنسان.

4- سنقود الجهود الدولية لتحقيق السلام والأمن وأفضل الفرص عبر التعاون القوي مع الآخرين من خلال: تقوية تحالفنا وشراكتنا مع الحلفاء والأصدقاء، الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دعم وتسويق الحفاظ الازدهار والأمن والديمقراطية في نصف العالم الغربي”.

الاستنتاجات

وأشار عبد القادر إلى الاستنتاجات مشيراً إلى أن “تراجع دور الولايات المتحدة في قيادة العالم في بداية عهد أوباما بحجة الركود الإقتصادي والنتائج الكارثية لحرب العراق وأفغانستان، مؤكداً على أنه “لا يمكن إنكار وجود مشاكل إقتصادية تواجه الإقتصاد الأميركي، وأن هذا الإقتصاد ما زال الأكبر في العالم”.

وفي الختام، تساءل عبد القادر: “كيف يمكن للولايات المتحدة التي حققت الاستقرار والازدهار في مختلف زوايا العالم منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية أن تخرج من الشرق الأوسط وتتركه ممزقاً بفعل التحولات التاريخية، والهجمة الإيرانية لإعادة بناء امبراطورية جديدة؟ تبدو الحاجة ملحّة لعودة أميركا إلى المنطقة، من أجل تحقيق التوازن المطلوب والمساهمة في ضبط الحركات الإرهابية، وإعادة بناء الإقتصاد الذي يؤمن فرص عمل المطلوبة، ويسهل دخوله إلى الإقتصاد الذي يؤمن فرص العملا المطلوبة، ويسهل دخوله إلى الإقتصاد الدولي الشامل. لم يعد يتوفّر الوقت الكافي لإدارة أوباما لتصحيح استراتيجيتها تجاه المنطقة، وهي لا تملك النيّة والشجاعة، ولا بدّ من انتظار وصول رئيس جديد، يرسم استراتيجية كبرى قادرة على تصحيح المسار الراهن”.

وفي تصريح خاص لـ”الأنباء” قال عبد القادر: “لا بد من البحث في حل سياسي الحل العسكري كان ومنذ البداية موضوع له سقف سياسي، وهذا السقف هو ضرب الحوثيين والقوات الخاضعة للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح إلى حين إقناعهم بأنه من الضروري المجيء إلى طاولة الحوار والتي حددت في الرياض أوالدوحة ولكن حتى الآن في انتظار جوجلة الموقف الدولي ومن أجل رؤية إلى اي مدى هذا الوضع سيكون مآتي للذهاب إلى الحوار أو البقاء على الحل العسكري”.

وتابع عبد القادر “ويبدو أن الحوثيين في إنتظار بلورة موقف إيراني واضح لأن كل تحركهم كان لتشجييع إيران التي لا يمكنها التأثير في مجرى الأحداث العسكرية الجارية في اليمن حالياً لأنها لا تملك الجهوزية الاستراتيجية للقيام بتدخل عسكري هناك وليس بإمكانها تحديد عملية عاصفة الحزم التي تنفذها من قبل مجلس التعاون”.