تفاؤل بحل للعسكريين المخطوفين… تقابله مخاوف من التصعيد

رانية غانم – الأنباء

يسود الأوساط السياسية في هذه الأيام تفاؤل بإمكان توافر حل لقضية العسكريين المخطوفين قريباً، يقابله مخاوف من إحتمال حصول إهتزازات أمنية في البلاد جراء التصعيد السياسي في المواقف من الازمتين السورية واليمنية في ضوء ما يحصل في مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق وإحتمال إنعكاسه على مخيمات لبنان، ولا سيما منها مخيم عين الحلوة الذي يشكل أكبر كتلة بشرية للشتات الفلسطيني، وتتمركز فيه فصائل وجماعات متخاصمة ومتنازعة شبيهة بتلك الموجودة في مخيم اليرموك الذي سيطرت “داعش” على غالبية أحيائه أخيراً.

وكذلك على ضوء قرار مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في شأن الأزمة اليمنية وحملة حزب الله  المتضامن مع الحوثيين وحلفائهم على القيادة السعودية وإندفاع بعض أركان تيار “المستقبل” وصقوره في المقابل للدفاع عنها ومهاجمة القيادة الإيرانية والنظام السوري.

ويقول مصدر نيابي متابع أن هذا التصعيد لم ولن يؤثر على الحوار الجاري بين “المستقبل” و”الحزب” نتيجة الضغوط التي يمارسها رئيس مجلس النواب نبيه بري على الطرفين المتحاورين مستأنساً بوجود رغبة سعودية ـ إيرانية مشتركة بضرورة إستمرار هذا الحوار لأن لا مصلحة للرياض أو طهران بحصول إنفجار في الساحة اللبنانية  في ضوء الحرب الدائرة في اليمن من شأنه أن يشاغب على المساعي الجارية لعقد مؤتمر حوار يمني ـ يمني يفضي إلى حل للأزمة اليمنية عاجلاً أم آجلاً، خصوصا أن قرار مجلس الامن قضى بوجوب إنعقاد هذا المؤتمر.

وهناك انطباع بأن هذا المؤتمر لن ينعقد إلا بعد حصول تغييرات في موازين القوى على الارض تشعر المملكة العربية السعودية معها بأنها حققت الاهداف التي ترمي اليها “عاصفة الحزم” التي شنتها منذ اواخر الشهر الماضي على قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحوثيين الذين اكتسحوا الساحة اليمنية عسكرياً ورجحوا ميزان القوى لمصلحتهم السياسية والعسكرية مقوضين شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

ويؤكد المصدر أن التواصل القائم من حين إلى آخر بين بري والسفير السعودي علي عواض العسيري يوفر حتى الآن المناخ اللازم لإستمرار الحوار بين تيار “المستقبل” وحزب الله، على رغم من أن في أوساط 14 آذار من بدأ يشيع كلاما يتوقع فيه أن يوقف حزب الله الحوار، وهو ما ينفيه المعنيون ويؤكدون أن الطرفين المتحاورين قطعا وعدا لبري بأنهما لن يتوقفا عن التحاور برعايته.

وفي هذه الأثناء، فإن الرئيس بري يعمل على إقناع الطرفين المتحاورين بأن يحفضا من سقوف مواقفهما التصعيدية التي يراها تبتعد ببمسافات طويلة عن سقوف المواقف السعودية والايرانية، فلا السعوديون قالوا انهم يشنون، أو يريدون، أن يشنوا حرباً على إيران، ولا الإيرانيون تحدثوا بلغة حربية ضد السعودية، بل أن الطرفين يتحدثان عن إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية على رغم أنهما متورطين في شكل أو آخر في الحرب اليمنية من خلال دعم كل منهما لحلفائه اليمنيين.

 وإلى ذلك فإن بري يعمل، حسب المصدر النيابي نفسه، على جذب إهتمام فريقي 8 و14 آذار إلى جادة الأوضاع الداخلية  عبر سعيه لعقد جلسة تشريعية قريباً على أساس “تشريع الضرورة”. في الوقت الذي يحضر لإجتماع الاتحاد البرلماني العربي الذي إستدرجه إلى بيروت بعدما كان مقررا إنعقاده في المغرب بحجة أن الأوضاع الأمنية في لبنان لا تسمح به.

ويؤكد المصدر النيابي أن بري مقتنع بشدة أن الأزمة اليمنية آيلة عاجلاً أم آجلاً إلى حوار بين أطرافها ينتج حلاً سياسيا لها، وأن المواقف التي يتخذها هذا الطرف اللبناني أو ذاك منها لن يقدم أو يؤخر في مآل تلك الأزمة، وأن الأفضل لكل القوى السياسية اللبنانية تنأى بنفسها عن هذا الأمر لأنها لن تستفيد في شيء، وأن لبنان كبلد هو الذي سيتضرر فقط.