مخيم اليرموك مأساة الصراع والجغرافيا

المجلس الوطني يطالب كافة الأطراف بالخروج عن صمتها وحماية اليرموك من المجزرة

طالب المجلس الوطني الفلسطيني كافة الأطراف ذات الصلة بالخروج عن صمتها وحماية مخيم اليرموك من المجزرة، ووقف كل الأعمال الإرهابية من قبل تنظيم “داعش” ومن يسانده، مشددا على حيادية المخيمات الفلسطينية وألا تكون عرضة للتدخلات العسكرية، والعمل لوضع حد لمعاناة أبناء المخيم وحمايتهم من تلك التنظيمات الإرهابية.
وأكد المجلس في بيان صدر عنه أمس الجمعة على الموقف الفلسطيني بعدم زج المخيم في دائرة الصراع الدائر في سوريا، مجددا رفضه أن يصبح المخيم طرفاً في صراع مسلحٍ على أرضه.
وطالب المجلس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتكثيف وتسخير كافة جهودها وعلاقاتها وإمكانياتها لوقف ما يجري في مخيم اليرموك والدفاع عن أبناء شعبنا اللاجئ هناك وحقن دمائه لأنه يتعرض لمجزرة في ظل صمت كل الأطراف التي من واجبها حماية المخيم ورد العدوان الهمجي عنه.
وطالب المجلس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بترجمة تصريحاته إلى أفعال وتوفير الحماية الدولية لأبناء المخيم، فلقد حان الوقت للقيام بعمل ملموس لإنقاذ الأرواح، ولا يمكن البقاء مكتوفي الأيدي والسماح بحدوث مجزرة، ولا يجب التخلي عن سكان اليرموك، كما طالب بذلك بان كي مون أمس الأول.
كما دعا المجلس الوطني الفلسطيني جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية للتدخل العاجل لحماية المخيم ورفع الحصار عنه وإغاثة سكانه، والعمل على فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للسكان الذين يعيشون كارثة حقيقية.

توافق الفصائل وموفد المنظمة بسورية حول “اليرموك” لم يحظ بموافقة عباس
أظهرت تصريحات صحافية لمسؤولين في فصائل تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وجود اختلاف داخل أطر المنظمة حول التعامل العسكري مع تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يشن هجوما على مخيم اليرموك.
فبعد إعلان المنظمة عن رفضها لأن تكون طرفاً في صراع مسلح على أرض مخيم اليرموك، طالب مسؤول كبير في حركة فتح مقاتلي الثورة الفلسطينية في لبنان بإنقاذ المخيم، متماشيا في تصريحاته مع دعوات فصائل أخرى في المنظمة.
وأصدرت منظمة التحرير بيانا ترفض فيه التدخل بعمل عسكري، لوقف عدوان “داعش” على اليرموك، رغم أن موفدها إلى هناك أحمد مجدلاني هو من أعلن عن التوافق.
لكن ما تفيد به معلومات حصلت عليها «القدس العربي» تشير إلى أن موقف الفصائل الفلسطينية في سوريا، اتخذ دون توافق مع رئاسة المنظمة والسلطة، وأن الرئيس محمود عباس غير راض عن الاتفاق.
وأوضحت مصادر أن معارضي التدخل العسكري الذي تبناه الرئيس عباس، يرون أن أي خطوة من هذا القبيل بإظهار السلاح الفلسطيني علنا في مخيمات اللجوء في سوريا من المؤكد أن يستغل ضد القضية الفلسطينية في الفترة المقبلة، خاصة أن الأمر هذا لم يظهر منذ أحداث الدفاع عن المخيمات في لبنان في عام 1983، خاصة وأن ذلك يتعارض مع موقف المنظمة المعلن الرافض لأي ظهور عسكري بالعمل في مناطق الشتات.
لكن رغم هذه المعلومات، هناك من أشار إلى أن تدخلات خارجية من أطراف عربية، ربما هي التي دفعت المنظمة للتراجع، خاصة وأن العمل العسكري المتوافق عليه في اليرموك سيكون بالشراكة مع قوات النظام، الذي لا يتمتع بعلاقات مع الدول العربية المؤثرة.
ورغم ذلك دعا اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مقاتلي الثورة بمخيمات لبنان لـ «إنقاذ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين من تنظيم داعش». ونقلت وكالة «معا» عن الطيراوي قوله «يجب العمل على وضع حد لمعاناة أبناء شعبنا في مخيم اليرموك وحمايتهم من التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة وغيرهما». وقال إن على المقاتلين الفلسطينيين في سوريا ولبنان التوجه إلى اليرموك لـ «القضاء على هذه التنظيمات».
وأكد الطيراوي على حيادية المخيمات الفلسطينية، حتى لا تكون عرضة للتدخلات من أي طرف كان، «خاصة وأن بعض التنظيمات الإرهابية تحاول زج شعبنا بالأحداث الجارية».
وأرسلت منظمة التحرير وفدا إلى سوريا برئاسة عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني، لكن موقف الأخير المعلن كان يؤيد العمل العسكري ضد «داعش» وهو ما دعا المنظمة إلى إصدار البيان.
وسبق ذلك أن أكد جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عن وجود نواة لتشكيل هذه القوة المسلحة، وقال لـ «القدس العربي» «في ظل التطورات الحالية الجارية في المخيم أصبح أمر تشكيل القوة ضرورة ملحة من أجل التصدي لهذه العصابات التي تقتل أبناء المخيم».
يشار إلى أن اجتماعات الفصائل الفلسطينية في سوريا بموفد منظمة التحرير تمت دون مشاركة حماس. (القدس العربي)

فتحي أبو العردات: ما يجري في اليرموك يستهدف قضية اللاجئين وهو نكبة جديدة
قال أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات “إن ما يجري في اليرموك يستهدف قضية اللاجئين وهو نكبة جديدة تضاف إلى نكبة الشعب الفلسطيني منذ العام 1948، وان الهجوم على اليرموك جاء لإحباط الاتفاق الذي كان مقررا تنفيذه في الأول من نيسان ويقضي بخروج المسلحين من هذا المخيم وتحييده عن الصراع وتسليمه إلى لجنة من أهله وتسوية أوضاع المطلوبين وعودة النازحين وإدخال المواد التموينية والطبية”. ويعتبر أن المطلوب هو “الوحدة الفلسطينية كخارطة طريق لإنقاذ مخيم اليرموك، لعلنا نستطيع أن نحمي ما بقي منه لان التهجير والتدمير قطعا شوطا كبيرا”.

ويستشعر أبو العردات خطرا بالنسبة لمخيم عين الحلوة في لبنان، فيعتبر أن ما يحدث فيه “ليس صدفة وكل يوم يصدر ألينا مشكلة، وآخرها خطف واغتيال مروان عيسى الذي يرى انه “ليس فقط اغتيالا بل تصدير للفتنة لتفجير المخيم وكأن المطلوب أن لا تستقر المخيمات وتتنقل الفتنة من مكان إلى آخر وصولا إلى تهجير جديد”!. ويقول “كقوى فلسطينية اتبعنا سياسة النأي بالنفس واستطعنا إن نبعد الفتنة لعدم تكرار تجربة نهر البارد ولكننا كل يوم نواجه تحديات بتصدير الأزمات والمشاكل وزرع الألغام من جهات كبرى”!. (المستقبل)

علي بركة: استهداف اليرموك هو استهداف لكل المخيمات الفلسطينية وحق العودة
صيدا ـ رأفت نعيم: قال ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة ” إن استهداف اليرموك هو استهداف لكل المخيمات الفلسطينية وللقضية الفلسطينية وحق العودة” داعيا إلى “مبادرة فلسطينية موحدة من اجل إنقاذ مخيم اليرموك “. ويرى بركة أن اغتيال اللبناني مروان عيسى في مخيم عين الحلوة هو “محاولة خبيثة لجر المخيم إلى أتون فتنة مذهبية، ربما ارتباطا بما يجري في سوريا” ويقول إن “وراء الجريمة دوافع فتنوية تريد توريط المخيمات، وضرب الإجماع الفلسطيني والعلاقات الفلسطينية اللبنانية .. ونقول للجهات التي تريد ذلك إن الشعب الفلسطيني ليس مرتزقا عند أحد، ومن أراد أن يفتح معركة أو أن يقاتل، عليه أن يذهب إلى خارج المخيم، فالمخيمات ليست في جيب أحد، وستبقى بوصلتنا نحو فلسطين وبنادقنا مصوبة نحو العدو الصهيوني فقط”. (المستقبل)

مبعوث للأمم المتحدة يتوجه إلى سورية لبحث أزمة مخيم اليرموك
أرسل الأمين العام للأمم المتحدة أمس المبعوث رمزي عز الدين رمزي إلى دمشق لإجراء مباحثات حول الأزمة الإنسانية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وقال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن رمزي، وهو نائب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، في طريقه إلى دمشق، في حين يخوض مسؤولون آخرون في الأمم المتحدة مباحثات مع الحكومة السورية بشأن الملف نفسه. (الشرق الاوسط)

حماس تنفي علاقتها بتنظيم “أكناف بيت المقدس” في سورية
نفت حركة “حماس” مجددا، أي علاقة لها بتنظيم كتائب “أكناف بيت المقدس”، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبي العاصمة السورية دمشق وقال مشير المصري، القيادي في الحركة، في تصريح نشره مساء يوم السبت على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، إن حركة حماس لا تملك أي تشكيلات عسكرية في سوريا.

وأضاف المصري، أنه لا علاقة لحركة حماس بتنظيم “أكناف بيت المقدس”، أو أي تنظيم مسلح آخر. وتابع: “حركة حماس موقفها ثابت، يتمثل في عدم التدخل في أي شأن داخلي عربي، ونحن على مسافة واحدة من جميع الأطراف”.
ويعد “أكناف بيت المقدس” أكبر التنظيمات المسلحة التي كانت تسيطر على مخيم اليرموك قبل تحالف “جبهة النصرة” مع “تنظيم الدولة” ودخول الأخير إلى المخيم وسيطرته على معظم مساحته.

وجدد المصري، دعوة حركته لكافة المسلحين في مخيم اليرموك إلى وقف الاقتتال، و”نزيف الدم”، والعمل على تحييد مخيم اليرموك عن أي صراع دائر في سوريا.

محيسن: إقحام المخيمات الفلسطينية في الصراع الدائر في سورية هدفه ضرب حق العودة

 قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، إن إقحام المخيمات الفلسطينية في الصراع الدائر في سوريا، يهدف إلى تهجير اللاجئين الفلسطينيين من دول الطوق وضرب حق العودة. وأشار محيسن في تصريح امس السبت، إلى أن الاحداث طالت كل مخيماتنا في الساحة السورية ولكن بصورة أكبر في مخيم اليرموك، مؤكداً استمرار الاتصالات والمفاوضات لخروج الجماعات الإرهابية من المخيم.
وأوضح أن مخيم اليرموك يعتبر المخيم الأكبر الذي يتواجد فيه الفلسطينيون، وهو حي من أحياء دمشق يبعد فقط نصف كيلو متر عن الشارع الذي يربط الأردن ودمشق، ويبعد ثمانية كيلو مترات عن وسط المدينة، مؤكداً أن هناك موقفاً واضحاً لدى القيادة الفلسطينية منذ البداية بالنأي بالمخيمات عن الصراع الدائر هناك.
وطالب محيسن المجتمع الدولي بالتحرك لوقف المجازر اليومية التي ترتكب بحق أهلنا في مخيم اليرموك المحاصر، واصفاً الموقف الدولي تجاه ما يحدث في اليرموك بالمخجل.

استشهاد 13 جندياً من جيش التحرير الفلسطيني في سورية
أعلنت مصادر عن استشهاد 13 جندياً من جيش التحرير الفلسطيني في منطقة ريف السويداء الشمالي في سورية، على يد معارضي النظام السوري.
وقالت صفحة «مخيم اليرموك نيوز» ان 13 جندياً من جيش التحرير الفلسطيني سقطوا بعد أن زجهم النظام في معركة لمؤازرته في ريف السويداء الشمالي، معركة ليست بمعركتهم وبعيدة كل البعد عن تحرير فلسطين» كما قالت، والشهداء هم:
الملازم أول محمد خالد الخرس، الرقيب محمود عمر مرعي، الرقيب خالد ديب لافي، العريف جهاد زياد أحمد ، المجند مروان هاني خنيفس، المجند محمود خالد فياض، المجند محمود شهاب احمد، المجند محمد خالد السمرة، المجند احمد نوح محمد، المجند محمد نصير نعيمي، المجند محمد ناصر الكوري، المجند رامي أمين أبو الليل والمجند مجد حسن يوسف.

مفوض الأونروا يزور دمشق لبحث تقديم مساعدات طارئة لمخيم اليرموك
وصل مدير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، إلى دمشق في زيارة طارئة يبحث خلالها في سبل تقديم مساعدة إلى عشرات آلاف اللاجئين في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة. وذكر بيان صادر عن «الأونروا» أن المفوض العام للوكالة بيير كرينبول يزور «في مهمة طارئة» دمشق، «نتيجة قلق الأونروا المتزايد في ما يتعلق بأمن حوالى 18000 مدني فلسطيني وسوري بينهم 3500 طفل» في المخيم.
وتفيد مصادر فلسطينية أن 2500 مدني من اصل 18 ألفاً تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية، بعضهم بتسهيلات من قوات النظام، وبعضهم تسلل من نقاط مختلفة.
وسيزور كرينبول اليوم تجمعات للنازحين من المخيم في مدارس قريبة من العاصمة، وسيبحث مع المسؤولين السوريين سبل تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان المخيم.
كما سيلتقي، بحسب ما نقل عنه البيان، مساعد موفد الأمم المتحدة إلى سورية رمزي عز الدين رمزي.
وكان متحدث باسم الأمم المتحدة اعلن الجمعة أن رمزي في طريقه إلى دمشق، بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعا إلى العمل على تفادي «مجزرة» في مخيم اليرموك. (ا ف6 ب)

اليرموك” بين منظمة التحرير ومبعوثها

كان أحمد مجدلاني، مبعوث منظمة التحرير الفلسطينية إلى سورية، ماضياً في سياقه الأخير، المفعم حماسة لضرب خصوم النظام السوري، بكل تدرجات مواقفهم، وهذه المرة، أن يكون الفعل التدميري بمشاركة فصائل فلسطينية مع جيش النظام، بذريعة طرد داعش من مخيم اليرموك. في هذه الأثناء، قيل إن داعش الإجرامية انسحبت إلى مواقعها في حي الحجر الأسود المجاور الذي يبدأ من عند شارع 30 في مخيم اليرموك. ومعلوم أن في المخيم مجموعات فصائلية، فلسطينية، نذرت نفسها لمقاتلة الظالمين القتلة من كل صنف وتحت كل راية، في ردود أفعال على ما أوقعه النظام، وحلفاؤه وبعض أعدائه، من موت في المخيم. ولم يكن الحديث عن السياق الأخير الذي اختاره مجدلاني يقوم على تخمينات وفرضيات منطقية، رصدت مواقفه وتصريحاته خلال عدة أشهر، وإنما كانت تصريحات علنية أدلى بها هو نفسه، عندما أحس بأن مناخ الاستهجان العام من أفاعيل داعش، يساعد على الإفصاح عن المسكوت عنه من تعاطف مع النظام.
معلوم، أيضاً، أن لا فرق البتة، بين من يحزّون الرؤوس، وأولئك الذين يفتكون بأجساد الأطفال الطرية، ويحولونها إلى أشلاء، بقذائف الدبابات وبالبراميل المتفجرة. فجميعهم دواعش، وإن اختلفت الرايات.
ما أن أعلن مجدلاني عن موقف فلسطيني، باسمنا، ليس هو موقف الفلسطينيين؛ حتى سارع ناطق باسم منظمة التحرير الفلسطينية إلى دحض ما قاله الرجل، والتأكيد على عكسه تماماً. وهذا تضارب طبيعي، لا بد أن يحدث، عندما يكون الموقف، ويكون دحضه، عشوائياً لا ينبثق عن تشاور وطني، يعكس مزاج الرأي العام الفلسطيني. فموقف مجدلاني الذي أكدت قيادة المنظمة على عكسه يتساوق مع مواقف الفصائل الموالية للنظام السوري، وبعضها شارك في ضرب فلسطينيي المخيم، مع جيش النظام السوري عن قوس واحدة. بل إن هذه الفصائل، أصلاً، ترى في منظمة التحرير كائناً بات أوسلوياً وخائناً، ولم يخفف من هذه اللغة، سوى ما تميزت به قيادة المنظمة، من إبقاء موقفها على مسافة واحدة، من طرفي الصراع في سورية، وعدم تبني أي موقف، من شأنه الزج بالفلسطينيين في النزاع. وقد تقبل النظام السوري هذا الموقف الوسطي، بارتياح وتقدير، قياساً على موقف حماس الذي اعتبره الأسد غادراً ممن أحسن إليهم.
وفي الحقيقة، فاجأت الأحداث المؤلمة في مخيم اليرموك منظمة التحرير، فيما هي بلا استراتيجية عمل حيال وضع الفلسطينيين في سورية، وفي “اليرموك” خصوصاً، وهو وضع يستحق رفعه إلى مستوى قضية دولية. فمحنة مخيمات الشعب الفلسطيني في سورية لا تُعالج بوفود الى دمشق وحسب، لأنها أمر فادح يستحق خطة عمل أوسع، وديبلوماسية فلسطينية، تشارك فيها الفصائل المقربة من إيران ومنظمة التحرير الفلسطينية المقربة من موسكو. فعندما يقصف النظام مخيم اليرموك بدون تمييز، لا بد من التوجه إلى من يحمونه ويمدونه بالسلاح والعتاد والدعم المالي والسياسي. وحتى الفصائل المتطرفة، هناك خطوط للضغط عليها عبر عواصم أقل عداءً لها. وإن كان ثمة مجموعات فلسطينية تقاتل النظام، فلا يصح معالجة أمرها نتيجة بمنطق النتيجة نفسها، لأن المعالجة تبدأ بمنطق السبب، لا النتيجة. فقد حمل فلسطينيون السلاح، بعد أن أصبح المخيم، بكل سكانه، هدفاً لنيران النظام، وبعد أن حدثت المأساة التي تزيد هولاً عن مأساة النكبة. فقد تشتت الفلسطينيون في أربع رياح الأرض، في ظروف شديدة البؤس، وحوصر المخيم نفسه، وعانى الذين آثروا البقاء والموت على الهجرة الثانية أو الثالثة والمهانة؛ من حصار خانق، لم يفتح لهم ثغرة يحصلون، من خلالها، على متطلبات الحياة الأساسية. وفشلت المحاولات الترقيعية للإغاثة، باختلاط حركة كل خط إغاثي، يشارك فيه النظام، بتدبير لوجستي عسكري، يضمر الاستفادة الميدانية من الغوث، مع حركة الانتشار والتموضع في المخيم. وفي كل مرة، كان ثبات جيش النظام، على ما يضمره، يقابله ثبات المسلحين على إحباط ما يسعى إليه النظام. وكان المخيم آخر ما يحرص عليه الطرفان!
“إن كان هناك مقاربة إنقاذية، تختص الفلسطينيين دون سواهم، فإن عمادها، من حيث المبدأ، هو عدم الزج بالنفس”
مسألة اقتلاع داعش فيها صعوبة اقتلاع النظام. السلاح والنيران هما العامل المشترك على الجانبين. و”اليرموك” ليس وحده، من ريف دمشق الذي يشكل معضلة عسكرية لجيش الأسد. ففي الحجر الأسود الممتد جنوباً حتى بلدة سبينة، وفي غربه يقع حي القدم، هناك نحو 70 ألفاً من السكان، والسيطرة هناك للقوى المتطرفة الأسوأ، يقيناً، من نظام الأسد. ومثلما كان الفلسطينيون والسوريون سيّان، في أوقات الرخاء، فهم سيّان في أوقات الشدة، والدم النازف عربي الجنسية. وإن كان هناك مقاربة إنقاذية، تختص الفلسطينيين دون سواهم، فإن عمادها، من حيث المبدأ، هو عدم الزج بالنفس. لكن الأمر، على صعيد التفصيلات، تغير بسبب عامل الموقع الجغرافي للمخيم، باعتباره جزءاً من ريف دمشق الذي احتدمت فيه المعارك، وسيطرت فصائل معارضة. وإن كانت محافظة السويداء التي يقطنها مواطنون دروز قد نأت بنفسها ونجت، حتى الآن؛ فقد حدث ذلك لبعدها الجغرافي إلى الجنوب عن ريف دمشق ومخيم اليرموك، حيث الطريق إلى مدينة داريا التي لا تزال تستعصي على النظام، على الرغم من قربها من مطار المزة العسكري.
الدعوة إلى عمل عسكري مع النظام، بذريعة طرد داعش لا شأن للفلسطيني بها، وهي نذير موت محقق، لمن تبقى من الفلسطينيين في المخيم. فإن كان النظام يريد اقتلاع داعش التي تحاشى قصفها في بدايات عربدتها، وأطلق حلفاؤه في بغداد مقاتليها، في محاولة غبية لوسم التجمعات العربية السنية في العراق بالإرهاب؛ فليفعل النظام ذلك، ضد تجمعات داعش وخطوط إمدادها ومصادره، ولا يبدأ بمخيم اليرموك. أما التعارض بين المنظمة وموفدها، حول هذا الشأن، فله حديث آخر مؤجل، لأنه يتعلق ببنية العمل الفلسطيني وآلياته. (العربي الجديد)

مَن خلقَ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين؟… خوان كول
يوم الأربعاء، 1-،4 استولى تنظيم “داعش”، المعروف بالقتل الجماعي وقطع الرؤوس بكل همجية، على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الواقع ضمن حدود مدينة دمشق. ويتعرض الفلسطينيون الآن، ولاسيّما النساء والمسيحيون والعلمانيون منهم للخطر بوجه خاص. ولو كانوا يعيشون في ديارهم بصورة طبيعية داخل ما يُعرف الآن باسم “إسرائيل”، مع دولة خاصة بهم، لما تُركوا عرضة لهذا المصير.
فاللاجئون، ومَن لا دولة لهم ولا جنسية، لا يفتقرون فقط إلى محاكم وجيوش تدافع عن حقوقهم، بل لا يُعترَف بأنَّ لهم الحقَّ في أن تكون لهم حقوق.
لقد مارس “الإسرائيليون” عام 1947-1948 تطهيراً عرقيّاً على ثلاثة أخماس الفلسطينيين في فلسطين الانتداب البريطاني، وخلقوا بذلك أزمات لاجئين في الضفة الغربية وغزة والأردن وسوريا ولبنان، وقد عكرت تلك الأزمات صفو المنطقة خلال العقود اللاحقة، وهي مستمرة في الإسهام في زعزعة الاستقرار في المنطقة. ومن المعروف أن نحو 70% من الفلسطينيين الذين حبسهم “الإسرائيليون” كالدجاج في معسكر التجميع في الهواء الطلق، الذي يُدعى غزة، ينحدرون من عائلات لاجئة من فلسطين التي باتت تُعرف الآن باسم “إسرائيل”، وأن بعضهم يعيشون على بُعد مسيرة ساعة عن منازلهم التي سُلبت منهم. ولا يزال نحو 40% من الفلسطينيين في غزة يقيمون في مخيماتِ لاجئين، على الرغم من الحكم “الإسرائيلي” المباشر لهم من عام 1967 إلى عام ،2005 الذي يقول مروِّجو الدعاية ل”إسرائيل” أنه كان مِنّة وعملاً خيرياً، في حين أن هذا الحكم، دمّر حياة الفلسطينيين وحوّلها إلى حطام.
إن مروِّجي الدعاية “الإسرائيلية”، الذين يبررون حملة التطهير العرقي واستمرار الإنكار السافر لحق الفلسطينيين في المواطنة في دولة، يردّدون في كثير من الأحيان، أنه كان بوسع “العرب” أن “يستوعبوا” الفلسطينيين. ولكنْ، في القانون الدولي، تُعد الدولة التي ارتكبت التطهير العرقي، هي المسؤولة عن عواقبه، وعن التعويضات التي تترتب عليه، لا الدول المجاورة المنكوبة، التي تمّ إغراقها باللاجئين من دون سابق إنذار.
يُضاف إلى ذلك، أن تأويل اليمين “الإسرائيلي” لكون الفلسطينيين “عرباً”، يُراد به إنكار وجود هوية سياسية محددة للفلسطينيين، ومعاملة مئات الملايين من الناطقين بالعربية، باعتبارهم كتلة واحدة لا تتجزأ، واتخاذ ذلك سبيلاً إلى جعل تلك الكتلة مسؤولة عن استيعاب الشعب الذي أجرم “الإسرائيليون” بحقه.
أمّا “العرب”، فإن مِن بينهم مسيحيّي لبنان، الذين رفضوا منح الفلسطينيين المسلمين جنسية، لكي لا يُخلَّ ذلك بالتركيبة السياسية في ذلك البلد. ويجب ألاّ يغيب عن الذهن، أن معظم الفلسطينيين أيضاً، يرفضون التوطين، لأنّ حصولهم على الجنسية، سوف يعرقل مطالبتهم بهوية فلسطينية، أو بحق العودة إلى ديارهم.
والفلسطينيون الذين هُجِّروا إلى سوريا، مثال يوضح ما نقول. فقد نما عددهم بفعل الزيادة الطبيعية إلى أن أصبح نحو 400 ألف (عدد سكان سوريا 23 مليوناً). والعديد من هؤلاء الفلسطينيين ما زالوا يعيشون في 9 مخيماتٍ كبيرة. ومن أبرزها مخيم اليرموك، الذي كان يضم حتى وقت قريب 160 ألف مقيم، وليس فيه الآن سوى 18 ألفاً. والفلسطينيون ليسوا سوريين ولا يحملون الجنسية السورية، ولكنهم مُنِحوا حقوقاً أساسية حالهم حال سكان سوريا.
ولكن كل ذلك، لا يعني شيئاً الآن، في ظل الوضع الذي تعانيه سوريا. وقد هرب نحو 90% من سكان المخيم بعد أن علقوا بين نيران الحرب الأهلية. وقد أوقع القتال الفلسطينيين أنفسهم في ورطة كبيرة، حيث انحازت المنظمة الفلسطينية اليسارية، المعروفة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة، إلى جانب الدولة، بينما انحاز لواء “اجناد بيت المقدس” إلى مجموعة “الجيش الحرّ”. والآن، غادر المخيَّمَ عشراتُ الألوفِ من اللاجئين، الذين حُوِّلوا إلى لاجئين من جديد. وهذا -في واقع الأمر -هو المصير المشترك لكل مَن لا دولة لهم، بما أن حقوقهم الإنسانية الأساسية غير مستقرة، ويجري حرمانهم منها، بحيث إنهم حتى عندما يُنشئون جزيرة صغيرة من الرخاء، غالباً ما تُنتَزع منهم على حين غِرّة.
فهل يعني للفلسطينيين -ضحايا التهجير “الإسرائيلي” -شيئاً أن يكونوا “عرباً” بين براثن القتلة من أعضاء “داعش”؟ أين الجيش الفلسطيني الذي سينقذهم؟
وهكذا، يستمر الفلسطينيون في المعاناة، لا تحت الاحتلال العسكري “الإسرائيلي” وحسب، بل حيثما يوجدون، لاجئين من دون دولة تخصّهم، معرّضين لنوبات القدر الغشوم، التي تعصف بالعاجزين الذين لا حول لهم ولا قوة.

(*)استاذ التاريخ في جامعة ميتشغان (موقع تروث ديغ)

“مجموعة العمل”: 134 مجنداً من جيش التحرير الفلسطيني قتلوا بسورية منذ بداية الأحداث
دمشق: أعلن فريق الرصد والتوثيق في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” أنه وثق أسماء (134) ضحية من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني قضوا منذ بداية الحرب الدائرة، قضى معظمهم خلال الأعمال العسكرية في ريف دمشق.

مجموعة العمل”: ما يحصل في مخيم اليرموك “حرب إبادة”
عواصم – وكالات: قال ناشط حقوقي فلسطيني، الإثنين، إن مخيم اليرموك، للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية “دمشق” يتعرض لما وصفه بـ “حرب إبادة”، عقب سيطرة تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة منه.
وقال أحمد حسين، المدير التنفيذي لـ “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا”، إنّ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيم، “كارثية”، ووصلت إلى حد “غير مسبوق” من المعاناة. ووصف حسين، نقلا عن سكان المخيم، وناشطين في داخله، ما يجري هناك بأنه “حرب إبادة”، في ظل عدم توقف “القتل اليومي” مشيرا إلى نحو 18 ألفا من اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون عالقين داخل المخيم، يتهددهم خطر “الموت”، في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة، ونفاد “الغذاء” و “الدواء”. وتابع “الوضع في اليرموك، لا يمكن وصفه، ويزداد سوءا يوما بعد آخر.. أوضاع اللاجئين الفلسطينيين سيئة، لا يوجد طعام ولا شراب، وهناك صعوبة في إيصال المساعدات لآلاف المحاصرين داخل المخيم”. وأكد حسين أن الاشتباكات بين داعش والتنظيمات المسلحة داخل المخيم لا تزال مستمرة، لافتا إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على أجزاء واسعة من المخيم.
وأوضح، أن اللاجئين في مخيم اليرموك يحاولون الفرار إلى خارج المخيم من جحيم “الموت” و “رصاص الاشتباكات” وما ترتكبه “داعش” من جرائم، حسب قوله.
واستدرك بالقول “هناك قتلى وجرحى في صفوف اللاجئين، لا يمكن معرفة أعدادهم بشكل دقيق، نظرا لاستمرار الاشتباكات الضارية في المخيم، والتي تزداد وتيرتها بشكل غير مسبوق”.
وقال حسين، إن المنظمات الأممية والدولية، عاجزة عن إيصال المساعدات، والدواء والغذاء، أو إنقاذ الجرحى، وإخراج المحاصرين من ساحة الحرب وبؤرة الموت، وفق وصفه. (القدس العربي)

اعتصام بمخيم اليرموك لإدخال المساعدات الإنسانية
الأناضول: نظم الأهالي والعاملون في الهيئات الإغاثية والإعلامية في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، اعتصاما طالب بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة، كما قام المعتصمون بتشييع قتيلين سقطا الأحد بقصف النظام للمخيم.
ورفع المعتصمون لافتات عبرت “عن صمود أهل المخيم بالرغم من كل الظروف التي يمرون بها نتيجة الحصار المفروض عليهم منذ ثلاث سنوات”.
وأفاد العاملون في مركز سوريا نيوز لوكالة الأناضول أن الاعتصام بدأ أمام مركز دعم الشباب في شارع المدارس بالمخيم، وتوجه بعده المعتصمون إلى محيط مستشفى فلسطين الذي تعرض لقصف النظام الأسبوع الماضي، وهو المستشفى الوحيد الذي كان يعمل في المخيم.
وتحدث عدد من وجهاء المخيم خلال الاعتصام عن أهم المطالب والاحتياجات التي تنقصهم من أدوية وغذاء وغيرها، مؤكدين ضرورة “تحييد المخيم عن الصراع”.
وأضافت المصادر أن المعتصمين توجهوا بعد ذلك إلى محيط مستشفى فلسطين، ليوجهوا نداء إلى المجتمع الدولي منددين من خلاله بالحصار المطبق على المخيم، كما تم توجيه نداء إلى جميع المدنيين الذين نزحوا عن المخيم ليعودوا إليه. (الجزيرة نت)

دمشق تمنح “تحالف القوى الفلسطينية” حرية القرار العسكري” لمعالجة أزمة “اليرموك
منحت السلطات السورية “تحالف القوى الفلسطينية” الموجودة في دمشق “حرية القرار العسكري” لمعالجة الوضع القائم في مخيم اليرموك، مشترطة الحصول على موافقة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس على تدخل الجيش السوري في أية معارك مشتركة.
وقال مسؤول سوري لـ”السفير” إن “الفصائل الفلسطينية هي التي ستقرر ما هي الطريقة المناسبة” في مخيم اليرموك بهدف التصدي لهجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، مشيراً إلى وجود 14 فصيلاً فلسطينياً في دمشق مستعدين لتحمل هذه المسؤولية.
واتهم مصدر سوري المعارضة المسلحة و”داعش” باتخاذها “المدنيين دروعا بشرية”. وقال، لـ”السفير”، إن دمشق “لن تقدم ذريعة لخصومها لاستغلال وضع الفلسطينيين في المخيم”، وإنها “تركت القرار لتحالف الفصائل لاتخاذ القرار المناسب”، مشدداً على أن دور الجيش السوري حتى اللحظة “يقوم على منع تمدد التنظيم قرب دمشق ومساعدة الفصائل من بعيد”. (السفير)

“داعش” ومخيم اليرموك: الهدف إشعال جنوب دمشق
عبدالله سليمان علي: ما يزال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” يفرض هيمنته على القسم الأكبر من مخيم اليرموك جنوب دمشق، وذلك خلافاً لكل ما أشيع خلال اليومين الماضيين حول انسحابه. وتؤكد المعلومات أن ما جرى ويجري في المخيم منذ أسبوعين وإلى الآن ليس سوى الخطوة الأولى في مخطط كبير تشارك به عدة فصائل إسلامية يستهدف إشعال مناطق جنوب دمشق بشكل كامل، من أجل إخراجها من إطار المصالحة مع الجيش السوري وإعادة إدخالها في دائرة الصراع معه من جديد.
ولا يناقض ذلك ما أشيع مؤخراً حول انسحاب مسلحي “داعش” من أحياء مخيم اليرموك، وتسليم مواقعهم فيها إلى “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”. إذ يؤكد مصدر ميداني معارض، تحدث إلى “السفير” صحة هذه الانسحابات، مشيراً إلى وجود معلومات لديه بأن آخر مسلحي التنظيم سينسحبون من كامل المخيم خلال يومين. (السفير)

البردويل: منظمة التحرير الفلسطينية باعت مخيم اليرموك

غزة: قال القيادي في حركة حماس د. صلاح البردويل في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، إن منظمة التحرير باعت مخيم اليرموك من خلال تبرير موفدها إلى سورية أحمد المجدلاني بضربه عسكريا، وقال: “لقد باعت السلطة ومنظمة التحرير مخيم اليرموك، مثلما باعت قبله مقدسات الشعب الفلسطيني وثوابته وعلى رأسها حق العودة للاجئين، في اتفاقيات معلنة ومذلة كان أبرزها اتفاق أوسلو وما أعقبه من تنازلات”.
على صعيد آخر نفى البردويل بشكل قاطع الاتهامات التي وجهتها حركة “فتح” والسلطة الفلسطينية لحركة حماس بأنها تعمل مع إسرائيل لفصل قطاع غزة، وقال: “آخر من يتكلم عن الشرف الوطني هم جماعة منظمة التحرر الذين شرعنوا التنازل عن فلسطين وعن مقدساتها في أوقح صفقة في تاريخ الأمة عندما وقعوا اتفاق أوسلو وما بعده من اتفاقات تنازلوا بموجبها عن الأرض الفلسطينية والقرار المستقل، وتركوا الشعب الفلسطيني يعيش أسوأ أوضاعه وتآمروا عليه في المخيمات”.

مجدلاني: حل الأزمة في “اليرموك” لم يعد قراراً فلسطينياً وإنما هو قرار بيد الحكومة السورية
أكد مبعوث الرئيس الفلسطيني إلى دمشق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، أن حل الأزمة في مخيم اليرموك لم يعد قرارا فلسطينيا، وإنما هو قرار بيد النظام السوري.
وقال مجدلاني لـ”الشرق الأوسط” إن “داعش” أعاد تموضع قواته في المخيم أمس. ورفض مجدلاني ما سماه التمييز بين “داعش” وتنظيمات أخرى متطرفة، قائلا إن “جميع التنظيمات المتطرفة بما فيها جبهة النصرة، تعمل لصالح (داعش) في اليرموك”، مضيفا: “جميعهم دواعش، والآن هم يعيدون تموضع قواتهم والاشتباكات جارية”.
ويقاتل فلسطينيون من أكناف بيت المقدس ومنشقون عن حركة فتح وتنظيم يدعى “الصاعقة” وقوات تابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة، وتجمع اللجان الشعبية، وقوات من النظام، مقاتلي “داعش” في اليرموك.
ولا تشارك منظمة التحرير أو حركة حماس بشكل مباشر في القتال.
وقال مجدلاني إنه لا توجد قوات للمنظمة في سوريا حتى تقاتل في اليرموك، مضيفا: “نحن حرصنا على تجنيب المخيمات الانخراط في أي صراع، لكن (داعش) غيّر المعادلة”.
وردا على سؤال حول وجود أي توجه لمنظمة التحرير للتدخل لحماية المخيم عسكريا أو طرح أي حلول هناك، قال مجدلاني: “بصراحة لم نعد طرفا يقرر.. الدولة السورية ومن معها من حلفائها، بما في ذلك المنظمة، هم الذين يقررون”.
وأضاف: “بشكل واضح، الذي يحدث الآن يمس أمن دمشق، وبالتالي إذا قررت التدخل فلن تستأذن من منظمة التحرير”. (الشرق الأوسط)

المجلس الوطني الفلسطيني يطلق حملة تبرعات لمخيم اليرموك

أعلن رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون فتح باب التبرعات المادية ابتداء من اليوم ولمدة أسبوع من أعضاء المجلس المشاركين في اجتماع عاجل اليوم الأحد، لأعضاء المجلس المتواجدين في عمان لصالح اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، الذين يعانون الحصار والعدوان المسلح من قبل تنظيم الدولة، الذي وصفه بـ ” الإرهابي” ومن يناصره، وذلك من باب الواجب الوطني تجاه الفلسطينيين المقيمين في المخيم الجريح.
وقال الزعنون: “إن اليرموك لا يريد كلاما، بل يريد دعما سياسيا وماديا أيضا”. وأهاب الزعنون بكافة الأعضاء إلى التبرع كما فعل إخوانهم أعضاء المجلس في الأردن، حيث بلغ حجم التبرعات لهذا اليوم 13150 دينارا أردنيا. ودعا الاجتماع اللجنة التنفيذية لسرعة الاجتماع ووضع خطة عاجلة للتعامل مع كارثة اليرموك، مشددا على ضرورة الإسراع في حمايته والدفاع عنه وعدم تركه وحيدا بين أنياب المجرمين من تنظيم الدولة المجرم، كما قال.

القدس الفلسطينية: 19 شهيداً في اليرموك منذ بدء اقتحام “داعش”
وثق ناشطون في مخيم اليرموك للاجئين جنوب العاصمة السورية دمشق، إحصائيات حول الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال فترة اقتحام تنظيم “داعش” للمخيم وحتى انسحابه مع فجر الجمعة وتسليم النقاط والمواقع لجهات أخرى من المعارضة السورية وبعض المجموعات الفلسطينية.
وحسب الإحصائيات التي وصلت لـ القدس دوت كوم، فإن 19 فلسطينيا استشهدوا في الفترة الواقعة منذ الأول حتى التاسع من أبريل/ نيسان الجاري.
وتبين الإحصائية أن 4 فلسطينيين استشهدوا بشكل مباشر في اشتباكات مع تنظيم “داعش”، بينما تعرض 3 فلسطينيين من بينهم سيدة وطفلة للقنص على يد مسلحين يعتقد أنهم من “داعش”، علما ان التقارير لم تؤكد مسؤولية التنظيم المتطرف عن ذلك في ظل وجود أكثر من جهة مسلحة بالمخيم. واستشهد مسنٌ ومسنة جراء الحصار الشديد المفروض من قوات النظام السوري على المخيم. ويظهر من الإحصائية أن 10 فلسطينيين استشهدوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة وصواريخ الفيل الإيرانية وصواريخ أرض – أرض التي كان يطلقها النظام على المخيم.
وأعلنت أكناف بيت المقدس الجمعة في بيان لها عن استشهاد 4 من عناصرها خلال الاشتباكات مع “داعش” خلال فترة سيطرتها على المخيم، مبينةً أنها قتلت 70 مقاتلا من التنظيم المتطرف. (القدس)

صفعة فلسطينية “رسمية” على وجه مجدلاني وعبد الهادي
تلقى كل من ما يسمى عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي، صفعة قوية اهتزت لها أماكن تواجد الفلسطينيين، وسُمع صداها في الأروقة السياسية والإعلامية. وذلك بعد صدور بيان عن منظمة التحرير الفلسطينية يرفض توفير غطاء سياسي رسمي فلسطيني لاقتحام مخيم اليرموك، تحت عنوان طرد تنظيم “داعش”.
القصة بدأت يوم الأربعاء 8/4/2015 حين وصل أحمد مجدلاني إلى سوريا، والتقى الفصائل الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وزار علي حيدر وزير المصالحة السوري. وعقد مجدلاني ومن معه من مسؤولي منظمة التحرير في دمشق مؤتمراً صحفياً في العاصمة السورية، وأدلى بتصريحات أكدت كلها على توفير غطاء سياسي لاقتحام مخيم اليرموك.
وقال مجدلاني: إن دخول التنظيم المتطرف “وضعنا أمام خيارات أخرى لحلّ أمني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار”. أضاف “الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الإرهاب”.
لا بل إن مجدلاني تحوّل إلى قائد عسكري أو جنرال، أو ظنّ نفسه الثعلب رومل حين قال “يجب أن لا يكون هناك التدمير الشامل للمخيم، وأن تتم العملية بشكل تدريجي في الأحياء”.
وما أن أنهى مجدلاني كلامه حتى ظهر أنور عبد الهادي الذي كان يقف دائماً خلف مجدلاني في مؤتمراته الصحفية، ويهز رأسه موافقاً على كل ما يقوله.
ظهر عبد الهادي ليقول إن الفصائل الفلسطينية توافقت في الاجتماع “على دعم الحل العسكري لإخرج داعش من المخيم”.
الرد أو الضربة القاضية لمجدلاني وعبد الهادي جاءت هذه المرة من منظمة التحرير الفلسطينية، من رام الله تحديداً، حيث صدر بيان أعلن رفض المنظمة لاقتحام المخيم.
وجاء في البيان “إن منظمة التحرير الفلسطينية ترفض تماماً أن تكون طرفاً في صراع مسلح على أرض مخيم اليرموك بحجة إنقاذ المخيم الجريح”، وتؤكد “رفضها الانجرار إلى أي عمل عسكري مهما كان نوعه أو غطاؤه، وتدعو إلى اللجوء إلى وسائل أخرى حقناً لدماء شعبنا ومنعاً للمزيد من الخراب والتهجير لأبناء مخيم اليرموك”.
إن البيان الصادر أمس عن منظمة التحرير الفلسطينية من رام الله، هو قرار مسؤول، ووضع الأمور في سياقها الطبيعي، من خلال التأكيد على إبعاد الفلسطينيين عن الصراع، وتحييد مخيم اليرموك. وهذا الموقف هو موقف الإجماع الشعبي والسياسي الفلسطيني في الداخل والخارج، ما عدا فئة معروفة.
إن بيان منظمة التحرير وجّه صفعة سياسية قوية للدور الذي يقوم به أحمد المجدلاني منذ اعتماده موفداً رسمياً إلى دمشق، فهو فشل في إيجاد أي حلّ للمخيم، وفشل في التعبير عن مصالح الفلسطينيين في اليرموك وعموم سوريا، وفشل في توفير إجماع فلسطيني سياسي، وساهم في إحداث شرخ لا بل انقسام في موقف القوى الفلسطينية، حين بدأ يهاجم البعض بدون دليل ومن دون إجراء أي حوار معهم، وحين كان يعلن تأييده لمبادرات يتبين أنها غير مستوفية لشروط المصلحة الفلسطينية.
وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج غضب من مجدلاني، ووصل هذا الغضب حدّ اتهامه بالتآمر على مخيم اليرموك، ومن أراد أن يتأكد فليراجع ردود فعل الطلاب الفلسطينيين ضدّه في جامعة بيرزيت.
أما أنور عبد الهادي فإنه عاشق للزعامة، أسير الوسائل الإعلامية، ضعيف أمام الكاميرات، يبحث عن دور ومكانة، لم تتوافر له إلا بعد الأزمة في سوريا، حيث “لم يبق في الميدان إلا حديدان”.
هنا، ذهب عبد الهادي خلف الصورة والموقف، فصار يعطي مواقف أكبر من حجمه ودوره، مثل اقتحام مخيم اليرموك، وبات لا يتمتع بأي مصداقية، خاصة حين قال إنه أخرج 2000 فلسطيني من مخيم اليرموك بعد عدوان “داعش”، فإذا بأصوات النساء والأطفال في المخيم تكذب ادعاءاته.
لذلك، وبعد ترحيبي الشخصي ببيان منظمة التحرير الذي يرفض اقتحام المخيم، فإني أشدد على الآتي:
1- الحل في المخيم هو حل سياسي، وفق قاعدة تحييد الفلسطينيين والمخيمات عن الصراع.
2- إن مشروع تشكيل قوة عسكرية فلسطينية للمساعدة في اقتحام المخيم هو مجرد غطاء ومبرر لتدمير المخيم تحت عنوان “داعش”، وهذا المشروع سقط مع المعارضة الفلسطينية الواسعة.
3- إنني أدعو رئيس السلطة محمود عباس لإقالة كل من مجدلاني وعبد الهادي، وتعيين شخصين أكثر كفاءة وخبرة، في وقت حساس وصعب مثل الذي يعيشه الفلسطينيون في سوريا.
وقد تبين من خلال بيان “م.ت.ف” أن مجدلاني وعبد الهادي يعبّران عن توجهات سياسية مخالفة للمنظمة، ولا يقتديان بتوجيهات محمود عباس.(المركز الفلسطيني للإعلام)

حول مخيم اليرموك ومأساته والتطورات الأخيرة

تنشأ المشكلة الكبرى في التعاطي مع أزمة مخيم اليرموك من روحية التعامل مع الأزمة السورية برمتها؛ بين من يريد التعامل مع ما يجري بوصفه أزمة عابرة بين شعب ونظام، ما تلبث أن تحل، وبين من يراها ثورة لن تتوقف حتى يتغير الوضع برمته في سوريا. وهي أيضا بين من يريد للفلسطينيين في سوريا أن يردوا جميلا للشعب الذي احتضنهم، ومن من يرى أن عليهم دينا للنظام الذي عاملهم بشكل جيد وفقا لهذا التقدير، كأنه كان يصرف لهم من جيب أقليته الحاكمة (دعك هنا من تجاهل هذا المنطق لسجل طويل من إجرام نظام آل الأسد بحق الفلسطينيين في لبنان).
حدث خلاف بين فصائل فلسطينية مجهرية تتبع النظام وتعمل من أجل خدمته، وبين حماس التي دفعت ثمنا باهظا لقاء انحيازها للشعب الثائر، في حين وقفت حركة فتح بقيادة محمود عباس في المنتصف، وإن كانت أقرب عمليا إلى النظام، بدليل المديح الي كان يحصل عليه عباس في إعلام الممانعة، قبل أن يوجِّه له حسن نصر الله بعض الانتقاد بسبب موقفه من عاصفة الحزم، وهو انتقاد المحب كما كان ظاهرا في الخطاب.
في السياق الأخير الذي نحن بصدده ظهرت قضية ما يعرف بكتائب أكناف بيت المقدس، والتي لم يكن يُسمع بها من قبل، وإن كانت موجودة طوال الوقت، وهي كتائب تتشكل عمليا من شبان كانت لهم صلات بحركة حماس، لكنهم انخرطوا عمليا في سلك الثورة، وقاتلوا واستشهد منهم الكثير، في ذات الوقت الذي كانوا يقومون فيه بالكثير من الخدمات الإغاثية لما تبقى من أهل المخيم، والانفصال بينهم وبين حماس كان نتاج رفضهم لفكرة التحييد التي طالبت بها حماس أيضا؛ لاعتبارات سياسية تتعلق بفكرة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وحتى لا تذهب بعيدا في القطيعة مع إيران، رغم توقف دعم الأخيرة للحركة منذ 4 سنوات.
نفتح قوسا هنا لنشير إلى أن ما أصاب أهل مخيم اليرموك لا يختلف كثيرا عما أصاب بقية السوريين، إن كان في ضواحي دمشق، أم في المناطق الأخرى، مع فارق بؤس التعامل اللبناني من مهجريهم، وهم في الأصل ما كان لهم أن يقبلوا بالتمايز عن الشعب الذي عاشوا بجواره؛ أحبة وأشقاء.
أما رفض أولئك الشبان لفكرة التحييد، فكان ابتداءً وقبل كل شيء نتاج إرادة الانحياز لهموم الشعب السوري، لكنه كان -أيضا- نتاج تقدير واقعي خلاصته استحالة ذلك دون الانحياز للنظام في ظل الالتحام الجغرافي للمخيم بمحيطه الدمشقي. ولو كان جزيرة معزولة، وبعيدة عن مجريات الحرب، لربما كان الأمر مختلفا، كما هي حال مخيمات أخرى في مناطق لا تحتدم فيها المعارك. والنتيجة أن النظام لن يفهم التحييد إلا سيطرة كاملة على المخيم واستخدامه لمهاجمة الثوار في المناطق الأخرى الملتصقة به، وهو ما تؤمن به الفصائل المجهرية التابعة له أيضا، لاسيما أنها تدرك أنه هزيمته تعني نهايتها في سوريا.
كانت العلاقة بين كتائب أكناف بيت المقدس وبين فصائل مقاتلة أخرى في المخيم ومحيطه طيبة، بما في ذلك فصائل جهادية كالنصرة وأحرار الشام، وما جرى مؤخرا كان نتاج إشاعات وتسريبات حول صفقة بين بين تلك الكتائب وبين النظام، الأمر الذي لم يكن صحيحا، وإن فكّرت فيه عناصر أخرى داخل المخيم.
هنا دخل تنظيم الدولة المتمركز في منطقة الحجر الأسود الملاصقة للمخيم على الخط، وهو دخول لا ينبع فقط من إرادة قطع الطريق على الصفقة المزعومة، بل أيضا نتاج سياسات التنظيم في السيطرة والتوسع على حساب المجموعات الأخرى، بخاصة أنه معني بزيادة نفوذه في محيط دمشق التي لا يتمتع فيها بنفوذ كبير قياسا بالنصرة وفصائل الجيش الحر والمجموعات الأخرى.
هنا استخدمت إشاعات مغرضة ضد الأكناف، بما في ذلك تحميلها مسؤولية الحصار الذي يتعرض له المخيم، وتمت عمليات قتل واغتيال بشعة، وكان مثيرا أن النصرة سكتت عن ذلك، وإن تناقضت مواقفها من القضية، وهنا دخل النظام على الخط بمزيد من القصف والتدمير للمخيم، مع اللعب على التناقضات الجديدة لتحقيق هدفه بالسيطرة على المخيم واستخدامه منصة لتطهير المناطق الملتصقة به.
لم تبدأ كارثة المخيم من دخول تنظيم الدولة، بل هو يعاني من جراء حصار النظام منذ 3 سنوات، ومن يبررون للنظام شركاء له في الإجرام، وليست الفصائل المسلحة داخله هي من يفعل ذلك، ولا يمكن تجريمها لأنها ترفض الخروج من المخيم للاعتبارات التي ذكرنا، بما فيها أكناف بيت المقدس التي تعدّ جزءا من معركة الشعب السوري ضد النظام المجرم.
من هنا يمكن القول، إنه لا حل لمشكلة المخيم إلا كجزء من حل المعضلة السورية برمتها، فلا فكرة التحييد قابلة للتطبيق العملي حتى لو أرادها البعض، فضلا عما تسببه من شرخ مع الشعب الثائر، ولا دخول تنظيم الدولة بنهجه الإقصائي وتصنيفاته الحدية للآخرين يمثل حلا (هناك حديث عن انسحابه ونرجو أن يكون صحيحا)، لكن الأسوأ هو دعوات بعضهم إلى القتال إلى جانب النظام، بدل الإدانة الصريحة لحصار المخيم وعقاب من تبقى من سكانه على وجود مسلحين بداخله، كما هي الحال منذ ثلاثة أعوام تقريبا، وهو ما يحدث أيضا لمناطق أخرى يجوّعها النظام المجرم لأجل تركيعها. (الدستور)

تصفية قضية اللاجئين

الموت والنزوح صفتان تتجسدان في شبح نشط يلاحق الفلسطينيين منذ 67 عاماً، وفي كل حرب تنشب في المنطقة، إن كانت فلسطينية – “إسرائيلية”، أو عربية عربية، يكون الضحية الأولى فيها هو الفلسطيني النازح، أو ذاك الذي هُجّر من وطنه بالقوة، أو غادر مخيمه تحت طائلة الحاجة، وتكون النتيجة هجرة مضاعفة، فيها من المعاناة ما لا يحتمله بشر . حتى عندما انطلق ما سُمي زوراً ب(الربيع العربي)، ألقى بظلاله السوداء على ظروف الفلسطينيين النازحين أو المغتربين، وكأن قدر الفلسطيني أن يدفع ثمن أي اقتتال أو نزاع أو معركة أو حرب، تحررية كانت أو طائفية.
لقد تعرض الفلسطينيون لحروب إبادة قبل عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، التي مارست عمليات تطهير وإبادة جماعية في عشرات القرى، لتثبت أن فلسطين (أرض بلا شعب)، وتمخضت حرب 1967 التي سُميت ب(النكسة) بتهجير أعداد إضافية من بيوتهم، ولاسيّما من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي الفترة من 1975 حتى عام ،1982 دفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً للحرب الأهلية في لبنان، وفي عام ،1982 العام الذي وصلت فيه الدبابات “الإسرائيلية” إلى العاصمة اللبنانية، ودخلت العديد من أحيائها، حدثت هجرة للمقاتلين الفلسطينيين إلى تونس والجزائر واليمن، ومن تبقى من الشعب في مخيمات بيروت تعرّض لمذابح في صبرا وشاتيلا. وحين قام النظام العراقي بغزو الكويت في بداية عام 1990 انعكست نتائجها سلباً على أوضاع الفلسطينيين، فقد غادر الفلسطينيون الكويت بالآلاف إلى لبنان والأردن وسوريا بشكل خاص. وفي الربع الأخير من عام 1995 أعلن القذافي عزمه طرد جميع الفلسطينيين، فوضع الآلاف منهم في السفن والشاحنات وطردوا خارج الحدود إلى المجهول. وفي مقابل ذلك، وحتى تزيد الطين بلة، فرض لبنان تأشيرات دخول على حملة وثائق السفر اللبنانية من الفلسطينيين، فعلق كثيرون في المطارات وعلى الحدود.
وبعدها بثمان سنوات، كانت في انتظار الفلسطينيين كارثة أخرى، فحين احتل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية العراق في عام ،2003 كان الفلسطيني أول من دفع الثمن، حيث غادر آلاف الفلسطينيين العراق إما طواعية أو بالقوة من قبل ميليشيات مذهبية متطرفة. وفي عام ،2007 تحول مخيم نهر البارد في شمال لبنان إلى ركام، بعد احتلاله من قبل مسلحين متشددين أطلقوا على أنفسهم (فتح الإسلام)، وكانت نتيجة المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضدهم، أن تم تدمير المخيم وتحول إلى أطلال، ونزح سكانه إلى مخيمات أخرى في لبنان.
ومنذ أكثر من أربع سنوات، أي مع انطلاق (الربيع العربي) المشؤوم، والفلسطيني يدفع الثمن، وتضررت القضية الفلسطينية من جنونه وضبابيته بشكل لم يلحظه كثيرون، وكان أكبر الضرر في سوريا، حيث تحولت المخيمات الفلسطينية إلى ساحات قتال بين النظام والمجموعات المسلحة، ومن جهة أخرى، انعكست على المجتمع الفلسطيني في المخيمات الذي أصيبت بعض شرائحه بالتطرف، فانضم عدد من الشباب إلى الأحزاب المتشددة، ولاسيما في لبنان.
ومع نشوب المعارك في سوريا عام ،2011 أصبح مخيم اليرموك ملاذاً للاجئين السوريين القادمين من الريف، ما لبث أن أصبح المخيم ساحة قتال بين الجيش النظامي والجيش الحر، ثم أصبح فريسة لتنظيم “داعش” وجبهة النصرة، وساعد على الكارثة انقسام المقاتلين الفلسطينيين في المخيم بين موالٍ للنظام ومعارض له، وها هو الآن يعيش مأساته الكبرى، فالمخيم يقع في مكان استراتيجي، ويبعد عن العاصمة دمشق نحو ثمانية كيلومترات، وتتداخل أحياؤه مع العاصمة، واحتلاله بالكامل يهدد دمشق في الصميم، والضحية هم المدنيون الفلسطينيون، واللاجئون السوريون الذين أصابتهم عدوى النزوح أيضاً .
المخيم الآن يتعرض للتدمير الممنهج نتيجة خطورة وأهمية موقعه الاستراتيجي، البراميل المتفجرة تسقط على بيوته وسكانه المتبقين من قبل طائرات النظام، والمقيمون فيه يتعرضون للقتل على يد تنظيم “داعش” الدموي، الذي لا يفرق بين نازح ومواطن، وبين مقاتل ودموي، بل إنه دخل ومعه أسماء مئات الأشخاص المطلوبين للذبح بتهمة الكفر أو مساعدة النظام، وتتكرر المأساة التي بدأت منذ ثلاث سنوات، حين عانى المخيم مرّ الحصار، ومات نتيجته عشرات الأطفال والنساء والشيوخ نتيجة الجوع والعطش.
المسألة الأكثر إيلاماً تتمثل في المعارك التي يخوضها المسلحون الفلسطينيون لاستعادة المخيم، أو تحريره من “داعش”، أي أن الفلسطيني يخوض معارك لتحرير مكان لجوئه، بدلاً من خوضه لمعارك لتحرير أرضه الأم، هكذا تجري الأحداث حين تُقفل الجهات كلها، ويصبح مكان النزوح المكان الآمن الذي يجب الموت من أجله، وتتحول معركة المخيمات إلى معركة “نضالية وجهادية وثورية”، هكذا تم اختصار القضية الفلسطينية، وهكذا أراد لها (الربيع العربي) أن تكون.
موقف القيادة الفلسطينية مما يجري في المخيمات، ولاسيما مخيم اليرموك، موقف دبلوماسي، وأحياناً ضبابي، فهي ترفض أن تكون قد وافقت على التعاون مع الجيش السوري لتحرير المخيم، ومن جهة أخرى، لم تقم بأي جهد لاستقبال النازحين أو إيجاد ممرات آمنة لهم من مخيمهم، وتركتهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
المخيمات الفلسطينية في لبنان مزدحمة باللاجئين الفلسطينيين والسوريين القادمين من سوريا، والتضامن الإنساني تغلّب على القرارات السياسية والنوايا العسكرية، لكن هذه المخيمات لا تستطيع المضي في العيش الطبيعي بنفس الوتيرة السابقة أو الحالية، ويُخشى أن تتعرض هذه المخيمات لمؤامرات تؤدي إلى إبادة وإلى موجات من النزوح أيضاً. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هذه المرة: إلى أين سينزح الفلسطيني أو السوري، ويحده من الجنوب كيان صهيوني، ومن الغرب البحر، ومن الشرق والشمال سوريا التي تعاني الأمرين، وبين هذا وذاك، هناك من يشحن الناس بالطائفية والمذهبية، ويحرض على افتعال المعارك.
المشكلة أن الصراع الآن يأخذ طابعاً مذهبياً ودينياً في ظاهره، وهذا التوجه لا يعترف بالوطنية أو القومية، ولا ينظر بعين الاعتبار إلى مجموعة سكانية وبشرية على أنها مجموعة لاجئة، لا ناقة لها ولا جمل في هذه الصراعات والمتاجرات، وتجد نفسها بين فكين شرسين، فك القطط السمان وفك التطرف، ومن الصعب طرح فكرة تحييد المخيمات الفلسطينية عن الصراعات والاقتتال، إذ لا أحد ينظر إليها نظرة وطنية، ويبدو أنه لا أحد ينظر إليها نظرة إنسانية، فهل قطعت مرحلة تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين أشواطاً واسعة؟

 رياض منصور يبعث رسائل متطابقة لمسؤولين أمميين حول الأوضاع في “اليرموك”

بعث المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور، امس، رسائل متطابقة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (الأردن) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول الأوضاع المأساوية للاجئين الفلسطينيين في سوريا نتيجة النزاع المسلح الدائر هناك.

ولفت منصور خلال هذه الرسائل انتباه المجتمع الدولي الى الكارثة الانسانية في مخيم اليرموك.

خالد عبد المجيد: مقاتلو “داعش” ينسحبون من أحياء في مخيم اليرموك
دمشق: قال أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وأمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا خالد عبد المجيد “انسحب مقاتلو داعش وتراجعوا من بعض أحياء المخيم [اليرموك في دمشق]”، لافتا إلى أن “الاشتباكات لا تزال مستمرة ولكن بشكل متقطع بين الفصائل الفلسطينية وتنظيم داعش”.
وبات مقاتلو “الدولة الإسلامية” وفق مصادر فلسطينية يسيطرون على الجزء الجنوبي الغربي من المخيم، فيما توجد كتائب “أكناف بيت المقدس” في الجزء الشرقي منه وتســـيطر بقية الفصائل الفلسطينية على المناطق المتاخمة لحي التضامن وشارع اليرموك.  (القدس العربي)