” توترات السيد”..!

هشام يحيى

يستمر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بتوتره غير المسبوق في هجومه التصعيدي غير المبرر على المملكة العربية السعودية بسبب الحرب التي تقودها ضمن إطار تحالف “عاصفة الحزم” و تحت سقف الشرعية الدولية بعد صدور القرار الدولي رقم  2216 الذي تبنى في مجلس الأمن الدولي المشروع  المقدم من دول الخليج العربي بشأن اليمن.

وللتذكير فقط ، فأن  الشرارة التي أطلقت الأحداث الجارية في اليمن بكل تطوراتها وتداعياتها المتسارعة هي عملية الانقلاب الذي قام بها الحوثيون على السلطة الشرعية اليمنية بدعم وتمويل وتسليح من قبل إيران، وذلك من أجل تركيب سلطة على أرض اليمن العربية تابعة وخاضعة للنفوذ الإيراني في المنطقة كي يتسنى لطهران ساعة تشاء من استخدام تلك السلطة الموالية لولاية الفقيه في إيران  لغايات توسعية إقليمية من شأنها أن  تهدد الأمن القومي ليس لدول الخليج وحسب بل أيضا الأمن القومي العربي وهذا ما دفع بقيادة جمهورية مصر  العربية إلى ارسال الرسائل الواضحة لإيران وكل من يعنيهم الأمر بأن مصر لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء في اليمن وخصوصا في باب المندب.

وقد تكون انفعالات السيد نصرالله مقبولة من الناحية الشكلية لو أن الرأي العام العربي والسوري على وجه التحديد قد سمع وشاهد كل هذه الانفعالات منذ شهر آذار / مارس 2011 حين بدأت الثورة السورية السلمية المنادية بالحرية والكرامة ، فتلك الثورة لم تر انفعالات وحماسة السيد نصرالله حين  جرى ذبح كوادرها ونسائها وأطفالها بوحشية في أقبية التعذيب الهمجية للنظام السوري ومن خلال المجازر التي ارتكبتها شبيحة النظام بحق الأبرياء المدنيين بأشد الوسائل بشاعة وفظاعة بتاريخ البشرية.

 وضمن هذا السياق ، وقبل أن تفيض انسانية السيد نصرالله على الشعب اليمني،  لم يتسنَ للأسف الشديد للمواطن العربي و السوري وكل العالم أن يسمع بيان أو موقفا واحدا للسيد حسن نصرالله  يطالب فيه على الاقل بتخفيف أعمال  الفتك والدك والتدمير التي تستهدف عن سابق تصور وتصميم المدنيين في المدارس والأفران والأحياء السكنية في سوريا التي يعلم السيد نصرالله كما يعلم كل العالم بأن تلك الأماكن لا يوجد فيها لا تكفيري ولا ارهابي بل فقط الشعب السوري الصامد الذي يتعرض لحرب إبادة مستمرة على يد نظام الأسد الذي ينسق ويستقوي عسكريا وأمنيا و لوجستيا وسياسيا بحلفائه الإيرانيين واللبنانيين أي حزب الله الذي يغطي بسكوته وتخاذله عن قول كلمة الحق ملحمة الإجرام التي يرتكبها نظام بشار الأسد  في سوريا.

والسيد نصرالله الذي كان له في يوم من الايام شعبية واسعة ومحبة كبيرة بين صفوف الجماهير العربية في أكثر من بلد عربي بسبب محاربته لإسرائيل التي قتلت وشردت وذبحت الشعب الفلسطيني  المناضل المظلوم، إلا أن كل هذا الرصيد من التاريخ المقاوم للسيد نصرالله أصابته الانتكاسات المتتالية حتى تبخر وتبدد بسبب المواقف العديدة غير الصائبة وغير العادلة وغير المنصفة  التي اتخذها السيد نصرالله في محطات ومناسابات عديدة، والتي كانت قلبا وقالبا تبدي المصلحة الإيرانية الفارسية على حساب المصلحة العليا للدول والشعوب العربية المقهورة والمظلومة والمستضعفة التي باتت تجد في انحياز السيد نصرالله لإيران سببا اضافيا  لقهرها وظلمها واستضعافها.

 ومن تلك النكسات التي اصابت رصيد السيد نصرالله العربي نذكر على سبيل المثال لا الحصر ، غزوة بيروت والجبل التي شنها السيد نصرالله  في 7 آيار 2008 حيث حول وجهة سلاح المقاومة من مواجهة اسرائيل إلى مواجهة  شريحة واسعة من المدنيين  الآمنين في لبنان الذين جرى ترويعهم وترهيبهم وتهديدهم دون رادع أو وارع أخلاقي أو وطني أو عروبي من قبل السلاح الذي حموه واحتضنوه لمحاربة اسرائيل ، وكذلك حين رفض السيد نصرالله وخلافا لمنطق أبسط قواعد العدالة الإنسانية  تسليم  الكوادر المتهمين من حزبه بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، أما الطامة الكبرى فهي محاربة السيد نصرالله  ولأسباب غير مبررة وغير منطقية إلى جانب نظام بشار الأسد الذي يرتكب جرائم الإبادة وضد الإنسانية بحق شعبه.

أن انفعالات وتوترات السيد الأخيرة تجاه اليمن، يمكن استلحاق تصحيح تبريراتها فيما لو سارع اليوم قبل الغد إلى إدانة وشجب استمرار النظام السوري بعملياته الممنهجة من القصف الهمجي والبربري بشتى أنواع الأسلحة وأكثرها فتكا وقتلا وتدميرا من الصواريخ إلى المدافع والدبابات وصولا إلى البراميل المتفجرة وقنابل الطائرات فضلا عن استخدام المواد العنقودية والسامة والكيماوية التي تدمر وتقتل البشر والحجر والشجر في سوريا قلب العروبة النابض خلف شعار الممانعة والمقاومة…فهل يفعلها سيد المقاومة لتصفق له الجماهير السورية والعربية حتى ولو أتى منه موقف الإدانة والشجب لاجرام نظام الأسد متأخرا؟.

___________________

(*) – بقلم هشام يحيى

اقرأ أيضاً بقلم هشام يحيى

لهذه الأسباب لن ينالوا من وليد جنبلاط وحزبه وجبله!

الوفاء لقضية الشهداء…

قاتل الأطفال هو نفسه في غزة وحلب!

قناة التشبيح والأشباح!

ظاهرة التعنيف من أسباب تخلف مجتمعاتنا!

لبنان والمحاسبة السياسية

هل هو نبش للقبور أم تزوير للتاريخ؟

ميشال سماحة والمصير البائد

لبنان وقدر لعبة الأمم

ليس دفاعا بل انصافا للحقيقة ولوليد جنبلاط

6 كانون ثورة متجددة في عالم الإنسان

#الحراك_والاستقلال

ميثاقية أم غوغائية انتحارية؟!

#طفلة_الصحافة_المدللة

التدخل الروسي: آخر أيام الطاغية

#بدو_كرسي_لو_عمكب

ماذا يعني أن تكون “معروفيا” عربيا؟

معركة القلمون و”شيعة السفارة”

النخبة الممانعة وخطايا النظريات القاتلة..!

الاتفاق النووي و “الشيزوفرانيا” العربية!