من عدن وليس من لوزان!

جليل الهاشم

إلتقى طرفان على توصيف شبه موحّد للإتفاق المبدئي بين إيران من جهة والمجموعة الدولية بما فيها أميركا خصوصاً بشأن الملف النووي الإيراني. فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله جزم بأن هذا الإتفاق سيضمن عدم نشوب حرب إقليمية ولحقته كتلة النائب ميشال عون بعد أيام إنه إتفاق سيوفر ويضمن الإستقرار الإقليمي.

الإستنتاجان متشابهان بل قل أنهما إستنتاج واحد بكلام لا يختلف كثيراً عن الآخر وهو أمر إعتاده التيار العوني في كل ما يتعلق بالنظر إلى السياسة الخارجية وتطوراتها حيث أن هذا التيار وإن كان لا يتبنّى حرفياً ما يقوله حزب الله إلا أنه يجتهد في ترجمة أقوال الحزب ومواقفه على طريقة المترجمين العرب الأوائل الذين كانوا ينقلون إلى العربية روايات وكتباً أجنبية فيمعنون فيها تسرعاً وعدم دقة ويكتفون بوضع إشارة في مقدمتها تقول: ترجمة بتصرف فلان الفلاني.

غير أن الترجمة لا تعني إختلافاً كثيراً في جوهر الموضوع فذهاب الحزب إلى سوريا لم يتبناه عون رسمياً كما هو أي أنه لم يقل أنه يدعم هذا الذهاب للقتال إلى جانب الرئيس بشار الأسد وإكتفى بالموقف المبدئي القابل لمليون تفسير عندما أعلن أن أحداً لم يستشره عندما قرر حزب الله خوض المعركة. إنه الهامش المتروك للحليف العوني الذي لا ينطبق على حلفاء آخرين ليس لديهم من الحيثية ما يسمح لهم بنعمة «التفلسف». فهؤلاء عليهم إعلان التأييد والدعم الواضح والصريح والكف عن الإجتهادات التي لا تقدم ولا تؤخر.

بين قدرة الإتفاق الإيراني الأميركي على منع نشوب حرب إقليمية وهذا يعني ضمناً عدم نشوب حرب مع إسرائيل وقدرته على ضمان الإستقرار الإقليمي شعرة لا تكاد ترى أنه التفسير الوحيد لمدى إستعداد حلفاء إيران لتبني كل ما تفعله وتسويقه في وسط جمهور يواصل إنحساره إلى حدود المذهبي والفريق داخل المذهب.

لم تكن إيران تفضل أن يتم ما إعتبرته إنجازاً في 2 نيسان عند توقيع إتفاق الإطار في وقت كان العرب بقيادة السعودية ومعهم تحالف يمتد من ماليزيا إلى المغرب شاملاً غالبية العالمين العربي والإسلامي يتولون خوض معركة هم قرروها للمرة الأولى منذ بداية تقرير إيران «للصحوة الإسلامية» كما تسميها.

هذه المعركة غيّرت الصورة التي رآها أنصار إيران وسمحت بالقول أن الاستقرار الإقليمي ربما يبدأ عصره من اليمن وليس من لوزان.