الشرق الأوسط يدخل حقبة جديدة مع سباق التسلح!

رامي الريس

ليست المرة الأولى التي تستفيد منها الدول الكبرى في “تصريف” فائض إنتاجها من الأسلحة لا سيما في المنطقة العربية وأغلب الظن أنها لن تكون الأخيرة. فالتطورات الدراماتيكية غير المسبوقة التي يشهدها الشرق الأوسط لا تدل أن هناك بصيص أمل في المدى المنظور لوضع حد للحروب المشتعلة والمتنقلة.

معطى جديد برز في هذا الملف في المرحلة الأخيرة وتمثل بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تزويد طهران صواريخ S-300 أرض جو وهي صفقة كانت أوقفت منذ خمس سنوات تزامناً مع تشديد العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران.

وما لا يعرفه كثيرون هو أن موسكو تتفاوض منذ أشهر على صفقة أخرى مماثلة لصيغة “النفط مقابل الغذاء” التي رُسمت للعراق بعد حرب تحرير الكويت في التسعينات من القرن المنصرم.

وهذا يؤكد أن موسكو تريد حصة لها في إطار التزاحم المتوقع على السوق الإيرانية بعد توقيع الإتفاق النووي بصورة نهائية والتأكد من إلتزام كل الأطراف به. ومن غير المستبعد أن نشهد تنافساً تجارياً بين كبريات الشركات الدولية العملاقة لكسب السوق الإيرانية التي هي عملياً بحاجة لكل شيء بعد أن انهكتها العقوبات الإقتصادية مع العلم أن هذه العقوبات، رغم قساوتها على الشعوب، كانت هي الحافز الأساسي للقيادة  الإيرانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات لا سيما أن مؤشرات الإقتصادي الإيراني كانت تؤكد أنه بات على شفير الإنهيار!

في المقابل، وقعت فرنسا والمملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم في مجال الطاقة النووية تشمل التعاون إتجاهات متعددة، دون إغفال المعلومات التي تم تداولها عن إحتمال قيام باكستان بتقديم المساعدة للرياض ايضاً في المجال ذاته مع كشف معلومات إقامة قاعدة نووية باكستانية داخل الأراضي السعودية.

ومن غير الممكن أيضاً صرف النظر عن إمتلاك إسرائيل بما يزيد عن مئة رأس نووي وهي التي قيل عنها أنها إمتلكت القدرة على إنتاج السلاح النووي منذ العام 1967. وهو الملف الذي لم يتجرأ “المجتمع الدولي” يوماً على مقاربته أو الضغط على إسرائيل في أي شكل من الأشكال تماماً كما لم يضغط عليها لوقف التوسع الإستيطاني أو لتهويد القدس أو الإعتراف بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني.

الواضح أن المنطقة دخلت في سباق التسلح النووي، وغير النووي، وإدامة  الصراعات فيها التي تأخذ طابعاً مذهبياً فيه مصلحة دولية كبيرة، والحق دائماً على… العرب (وليس الطليان هذه المرة!).

———————————-

(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة

Facebook: Rami Rayess II

Twitter: @RamiRayess

اقرأ أيضاً بقلم رامي الريس

عن الخرائط التي تُرسم والإتفاقات التي تتساقط!

التسوية شجاعة وإقدام!

الأحزاب وبناء الدولة في لبنان

أعيدوا الاعتبار لـ “الطائف”!

الإعلام والقضاء والديمقراطية!

وفروا مغامراتكم المجربة… واقرأوا!

عن “الأقوياء في طوائفهم!”

ما بعد الإنتخابات النيابية!

لمن سأقترع في السادس من أيّار؟

إنه السادس من أيار!

لائحة المصالحة: قراءة هادئة للعناوين والتطلعات

لا، ليست إنتخابات عادية!

عن تجاوز الطائف والأكلاف الباهظة!

الشعب الإيراني يريد النأي بالنفس!

الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح!

للتريث في قراءة مفاعيل التريث!

كيف ستنطلق السنة الثانية من العهد؟

تغيير مفهوم الإصلاح!

“حبيبتي الدولة”!

من حقّ الناس أن تتعب!