حديفة في ذكرى الحرب: لنذهب للتسوية ولو لمرة واحدة دون ان ندفع ثمنها دماً

أقامت وزارة التربية والتعليم العالي لمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق الحرب اللبنانية احتفالا في مبنى الوزارة في الأونيسكو، برعاية وحضور وزير التربية الياس بو صعب ومشاركة القطاعات والمنظمات الشبابية في الأحزاب اللبنانية وكشافة التربية الوطنية.

وكانت في المناسبة كلمات لكل من شباب حزب الوطنيين الأحرار والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وتيار المستقبل والحزب القومي والطاشناق وحزب الاتحاد وحركة أمل وحركة الاستقلال وتيار المردة وبمشاركة وفد كبير من منظمة الشباب التقدمي تقدمه أمين عام المنظمة أحمد مهدي.
وكانت كلمة لمفوض الشباب والرياضة في الحزب التقدمي الإشتراكي صالح حديفة، قال فيها: “منذ 40 سنة بدأت الحرب العبثية بيننا. صحيح انها كانت حرب الآخرين على أرضنا. لكننا للأسف كنا نحن الأدوات. ومنذ 25 سنة انتهت الحرب، لكن ما يخيفنا ان القلق من عودتها لا يزال موجودا”.
 12
وأضاف حديفة: “المشكلة ان هذا الخوف من رجعة الحرب ليس نتيجة وعي عند اللبنانيين لمخاطر عودتها. بل  لأننا فعلاً نخشى ان تعود بسبب عدد من الأحداث التي حصلت وتدل على انها بلحظة ما قد تعود الحرب. وإذا كنا مش عارفين مصيبة. وكارثة اذا كنا عارفين”.
وقال حديفة: “من الطبيعي ان نسأل أنفسنا، هل فعلا تعلمنا من أخطاء الحرب؟ نحن بالحزب التقدمي الإشتراكي كما كل الذين شاركوا بالحرب دفعنا ودفعوا أثمانا كبيرة. الكل حمّل لبنان أكثر بكثير من قدرتهة على الاحتمال. نحن في كل يوم نحاول  ان نتعلم من هذه التجربة القاسية، وندعو الآخرين لأخذ العبرة. وخلاصة رئيس الحزب الرفيق وليد جنبلاط لهذه التجربة بالغة الوضوح. أما توصياته للمستقبل فأبلغ”.
 333
وأكد حديفة ان “المصالحات في الجبل التي توجناها مع الكاردينال نصرالله صفير ومع كل القوى الشريكة أكبر دليل على قناعتنا أن هذا البلد ليس لفريق دون أخر. وممارستنا السياسية في كل السنوات الماضية وخيارات وليد جنبلاط،كلّها مبنية على قناعة أن هذا الوطن هو لنا جميعاً يجب أن نبقى فيه جميعنا، وما بيحمل اكتر من طاقتو”.
وتابع حديفة: “جيل الشباب اليوم يعرف عن الحرب ما يراه بالصور. يسمع عنها. يقرأ عنها. يتم توصيفها له بوجهات تظر كل طرف. قسم قليل من جيل الشباب عاش الحرب. أنا شخصياً اعرف منها اغاني الحماس وكره الآخر. اعرف منها شعارات رنانة. أعرف منها السير في جنازات الشهداء. وخوفي ان يكون هناك من جديد من يحمل البلد أكثر مما يحتمل وندخل بحرب جديدة”.
وأكمل حديفة: “ولأننا يجب علينا جميعا ان نتعلم من أخطاء الماضي، حان الوقت لنكتب هذا الماضي بأخطائه وكل تفاصيله بكتاب تاريخ واحد. ومن هنا من وزارة التربية نقول: لا يجب ان يرث شباب لبنان الحقد والكره والتعصب والجهل. شباب لبنان يجب ان يعرفوا ماذا حصل كي لا يكرروا الذي حصل. شباب لبنان يجب ان يسبقوا الأحزاب للحوار، لا ان ينتظرونهم. بلدنا محكوم بمنطق الحوار والتسوية. خلونا نروح شي مرة للتسوية من دون ما ندفع حقها دم”.
 33
وقال حديفة: “شباب لبنان يجب عليهم سويا ان يبنوا الدولة؛ الدولة الموحدة القوية وعدوها واحد اسمه إسرائيل. الدولة التي لا فيها طائفية ولا مذهبية. الدولة التي فيها مؤسسات دستورية وشرعية فاعلة. الدولة التي فيها قانون مدني للأحوال الشخصية. الدولة التي فيها قضاء وحكم القانون. الدولة التي الانتماء الوطني فيها أقوى من كل انتماء آخر”.
332
وختم حديفة بالقول: “ولكي تنشأ أجيال لبنان على كل هذا، يجب أن يكتسبوا كل ذلك في البيت والمدرسة. ويجب ان تكون الجامعة اللبنانية وكل الجامعات مكانا لكي ينصهر فيه شباب لبنان، لا لينعزلوا أو يعزلوا بعضهم أكثر. ولكي لا يذهب كل الشهداء الذين سقطوا بالحرب ودماؤهم سدى، يجب ان نعمل كلنا سويا كي لا تعود الحرب. نرى جميعا ماذا تركت فينا الحرب، ونرى جميعاً ماذا يحصل حولنا في هذه الايام الدقيقة. حلّنا بقى نتعلم من أخطاء الماضي”.
ثم كانت كلمة لوزير التربية دعا فيها شباب لبنان لاستقاء العبرة من الحرب والعمل يداً واحدة لأجل لبنان وحمايته من كل الأخطار.