حوار “المستقبل” ـ “حزب الله”.. يهتز ولن يتوقف

رانية غانم – الأنباء

بدا من التطورات المتلاحقة على الساحة اليمنية والسجال الدائر بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” حول موقف المملكة العربية السعودية التي تقود عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أن مخاطر بدأت تتهدد حوار عين التينة الذي أُريد منه أن ينهي التوتر المذهبي في لبنان والتشنج السائد بين الجانبين وتوفير المناخات السياسية الملائمة للإتفاق على إنتخاب مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.

وقال مصدر نيابي أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل في هذه الأيام جهودا مضنية لدى الطرفين المتحاورين للحؤول دون توقف الحوار الذي سينعقد في جلسة جديدة في 14 من الجاري، إذ أنه بدأ يشعر بأن إرتفاع منسوب التصعيد بين الجانبين من خلال المواقف التي يطلقها كل من الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الأزمة اليمنية والموقفين السعودي والإيراني منها، من شأنه إذا إستمر أن ينهي الحوار بين “المستقبل” والحزب، لأن مواقف الرجلين تستدرج سجالا يحصل بين قيادات الصف الثاني من الطرفين تولد انطباعاً بأن الحوار سيتوقف.

وكشف المصدر أن جلسة الحوار الأخيرة لم تنتج أي شيء، إذا كان منتظراً منها أن تبحث في سبل مواجهة مضاعفات الأزمة اليمنية على لبنان في ضوء السجال الدائر حولها بين “المستقبل” و”الحزب”، والبدء بمقاربة الاستحقاق الرئاسي بأفكار إيجابية، لكن وفد “المستقبل” بادر إلى الطلب من المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل الذي يشارك في الحوار أن ينقل إلى وفد الحزب أنه يرغب في تجنب البحث في الموضوع اليمني الذي قد يتسبب له بإحراجات، فرد وفد الحزب مرحباً بهذا الطلب. وبالفعل لم يبحث المتحاورون في هذا الأمر وإقتصر الحديث على الوضع الأمني ووجوب الإستمرار في تأمين التغطية السياسية لكل الاجراءات التي تتخذها القوى العسكرية والامنية في مختلف المناطق.

ويشير المصدر إلى أن بري على رغم قلقه على الحوار فإنه في جانب آخر من المشهد يرتاح إلى تذييل الطرفين مواقفهما المتناقضة من الازمة اليمنية وغيرهما بتأكيد تمسكهما بالاستمرار في الحوار، إذ يعتبر أن هذا التأكيد يكشف عن حرص ومسؤولية لديهما ازاء الاوضاع في لبنان، ويأمل في إستمرار هذا الحرص وأن يستمر الحوار لأن مجرد إستمراره، حتى ولو لم يحقق نتائج حاليا، يبقي النور في النفق المظلم إلى حين التمكن من الخروج منه. فبري يعتبر أن هذا الحوار منذ أن بدأ، هو حوار غير مباشر بين المملكة العربية السعودية وإيران لا بد في النهاية من أن يلاقي حواراً مباشراً بين الرياض وطهران يمكن أن يساعد على معالجة الأزمات الإقليمية ومن ضمنها الأزمة اللبنانية.

ويؤكد المصدر أن ما حصل من سجال لم يتسبب بتوقف الحوار، إذ أنه في ظل هذا السجال وبعد إتصالات أجراها بري بقيادتي الطرفين المتحاورين تم الاتفاق على موعد إنعقاد الجلسة المقبلة من الحوار يوم الثلاثاء المقبل في 14 من الجاري على رغم من أن أحدا لا يتوقع خروجها بنتائج ملموسة، ولكن على هذا الحوار أن يستمر في مواكبة التطورات الاقليمية، إذ أن بري يتوقع أن تؤول الأزمات في المنطقة إلى مؤتمرات حوار تضم الافرقاء المتنازعين للتوصل إلى حلول سياسية، وهو في هذا الاطار يرى أن لا حل للأزمة في اليمن أو سوريا أو غيرها إلا بالحوار بين الافرقاء المتنازعين، وخير مثال الأزمة اللبنانية التي لم تنته إلا بعد مجموعة من مؤتمرات الحوار والتي كان آخرها مؤتمر الطائف في السعودية.

ويختم المصدر بالقول أن المواقف التي تصدر عن “المستقبل” وحزب الله إزاء الأزمة اليمنية ليست مستغربة، بل هي كانت متوقعة، ولكن حتى إشعار آخر ليس لدى أي منهما رغبة في التوقف عن الحوار لسبب وحيد وهو أن ما حققه من إستقرار نسبي ليس في مصلحتهما ولا في مصلحة البلاد العودة عنه، لان هذه العودة قد تكون مكلفة. ولذلك يهتز هذا الحوار من حين إلى آخر ولكنه لن يتوقف.