“الأنباء” تفتح الملف في ذكرى الحرب الأهلية: بعد 40 عاماً هل تعلم اللبنانيون الدرس؟

يقترب لبنان من مناسبة مرور 40 عاماً على إنتهاء الحرب التي إندلعت في 13 نيسان 1975، وإنتهت في 13 تشرين الأول 1990. حرب، لا بل حروب عديدة، إتخذت تسميات وأشكالاً مختلفة، على مدى 16 عاماً، ولأسباب عديدة، بعضها معلن وبعضها الأخر يتظهر في زمن السلم المشدود على صراعات سياسية وطائفية ومذهبية بين خصوم الأمس أصدقاء اليوم، لأن القاعدة بالسياسة ما من صداقات تدوم للأبد، ولا الخصومات كذلك.

150 ألف قتيل من المدنيين، ونصف مليون جريح، و14 ألف إعاقة دائمة، عدا عن الدمار الهائل الذي خلفته بمجمل المناطق، والكلفة الباهظة للعملة والإقتصاد والسياحة. تعددت أسبابها، فيما نتيجتها واحدة: تدمير البينة الإنسانية والتحتية للبلد الذي نهض كطائر الفينيق بهمة أبنائه ورجالاته.

إنطوت صفحة الحرب بكل ما حملت من كتابات سوداء، ودماء سالت. تحققت مصالحات تاريخية، وإلتقى أعداء الأمس على نفس الطاولة السياسية، ليبدأ صراع سياسي، إتقد أكثر فأكثر بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، ليدخل لبنان مرحلة جديدة من الصراع حول مشروع كيفية بناء الدولة، فيما إتفاق الطائف الذي كانت غايته تحقيق المصالحة وإعادة بناء وطن، لم يحقق المرتجى الكامل منه.

35

وفيما لن ندخل في المزيد من تفاصيل الحرب وأسبابها، وما رافقها من تطورات داخلية وخارجية، فإن مناسبة ما سبق إلا سؤال جريدة “الأنباء” ما إذا كان اللبنانيون تعلموا دروس الحرب اللبنانية عشية الإحتفاء بمرور 40 عاماً على إنطلاقها، لاسيما وأن طرح هذا السؤال يفرضه واقع لبنان اليوم الواقع بين فكين، الأول فك المشاكل السياسية التي تعتبر إمتدادا لمشاكل كانت سبباً مبطناً للحرب، والفك الثاني متعلق بالمتغيرات على الساحة الاقليمية والتي لليوم أثبت لبنان حصانته، ولو الهشة، ضد إنتقال عدواها برغم المحاولات العديدة  لجره مجدداً إلى الحرب.

civil_war_1975

هل تعلمنا دروساً من الحرب بعد 40 عاماً على ذكرى بدايتها؟ سؤال جالت به “الأنباء” على شخصيات سياسية وحزبية واكبت الحرب، فأبدى كل منهم وجهة نظره، فتفاوتت الإجوبة بين “أننا تعلمنا” وبين “أننا لم نتعلم” و “ليس كافياً ما تعلمناه”. والأهم، قدم من إلتقيناهم قراءة تستأهل التعمق بها لإخذ العبر، كي “تنذكر ولا تنعاد”.

——————————

(*) إعداد: نضال داوود